مسألة مستعجلة
حتى لا يكون تغييراً من أجل التغيير!!
نجل الدين ادم
حسب ما تسرب في صحف الأمس، فإن حزب المؤتمر الوطني مقدم على إعادة هيكلة أجهزة الإعلام الحكومية، ما يعني أن تغييراً سوف يطرأ على إدارتها جملة وتفصيلاً، والسؤال المنطقي هنا.. هل سيكون هذا التغيير إيجابياً خصوصاً إذا كان على نطاق واسع؟
يبدو من خلال هذا المقترح الذي سيصبح واقعاً.. أن الحزب غير راضٍ عن أداء أجهزته الإعلامية سواء كانت قنوات أو محطات إذاعية أو وكالات أنباء أو صحف، الأمر الذي اضطره إلى التفكير في هذا الأمر.
ولكن من واقع تجربة الحكومة.. فإنها لا تراعي في أي معالجة.. أوجه القصور التي من أجلها أقدمت على التغيير.. فقط يكون التغيير من أجل التغيير.. وهذا ما تجسد في كثير من المعالجات التي تمت في الفترات الماضية.. فقد دفع الحزب بشخصيات أقل حيوية ممن سبقوهم.. مؤكد أن المردود المباشر من هذه السياسة سيكون مزيداً من خيبات الأمل.. ومزيداً من التراجع.
مسؤول الإعلام الجديد في الحزب الحاكم يحتاج لاستقراء واقع الحال جيداً والنظر إلى أوجه القصور والمعالجات المقترحة ومدى مواءمتها مع خطة التطوير.. وليس النظر في تغيير الوجه.. لأن الوجوه لا تقدم.. بل الذي يقدم هو الدفع بالشخص المناسب في المكان المناسب.
في الجانب الآخر يحتاج الحزب أن يأخذ في الاعتبار أوجه قصوره هو.. لأن الكثير من المؤسسات الإعلامية تعاني إهمال الحكومة.. وفاقد الشيء لا يعطيه.. مثلاً التلفزيون القومي ليست الإشكالية الحقيقية في الإدارة وإنما في موارد الإدارة الجافة وعزوف الحكومة عن تقديم يد العون.. فالأولى أن تنستر الحكومة أولاً من ثم تأتي لتحاسب هذه الجهات على تقصيرها،.. لذلك أي هيكلة أو تغيير لا يستوعب أوجه الخلل ومعالجة جذور المشكلة من توفير بيئة عمل ميزانيات محترمة.. تكون كما الحرث في البحر.
مزيداً من التروي والدراسة ستعيد الحيوية لهذه الأجهزة التي عجزت عن أداء دورها بسبب الحكومة وليس في إدارتها العليا.
مسألة ثانية.. لفتت نظري أمس.. زيارة نائب والي الخرطوم.. السيد “محمد حاتم سليمان” لهيئة مياه الولاية بشأن برنامج الـ(100) يوم الذي يستهدف الوصول إلى برنامج زيرو عطش بالولاية.. أتمنى أن يكون ذلك واقعاً حقيقياً.. لكن قرائن الأحوال تشير إلى أن الحال لن ينصلح على المدى القصير أو المتوسط.. لأن والي الخرطوم.. وفي ذات نهار ساخن.. تعهد بإنهاء مشكلة العطش بالولاية في غضون شهور قليلة إذا تمت زيادة تعرفة المياه.. بالفعل تمت الزيادة ودخلت الملايين المتلتلة في خزينة الولاية.. وحي بري الواقع في وسط الخرطوم.. ما يزال يعاني العطش والصحافات أيضاً.. فكيف بمائة يوم تعلن فيها الولاية انتهاء العطش.. على العموم سوف نتفاءل.. ونقول تفاءلوا خيراً تجدوه.. وغداً لناظره قريب.. والله المستعان.