وانتهت أسطورة (البكور)!!
{ قرار ممتاز تستحق عليه قطاعات مجلس الوزراء التحية والتقدير.. بل التصفيق.. ذلك الذي اتخذته أمس بالعودة إلى التوقيت القديم لجمهورية السودان، ما قبل قرار (البكور) الغريب العجيب المعيب، الذي أهدر طاقات أهل السودان في غير عمل ولا إنتاج!!
{ لقد تأخر صدور قرار إعادة عقارب الساعة إلى ميقاتها الصحيح المعلوم، وفق مواقيت دول الإقليم من حولنا، تأخر كثيراً وقد تضرر منه المواطنون أشد الضرر، ولم يكن في ذات الوقت ذا نفع وجدوى في زيادة الإنتاج والإنتاجية في القطاعات الاقتصادية كافة.. الخدمية والتنموية والتعليمية.
{ كان مرهقاً جداً لصغارنا ومفزعاً لأهليهم، خاصة الأمهات، أن يستيقظوا عند (الخامسة) صباحاً، بينما هي في الواقع (الرابعة)، وما يزال الظلام مرخياً سدوله، والعتمة تملأ الطرقات، ثم تبدأ جولة الرهق الثانية من داخل حافلات الترحيل التي تمتد لساعة زمن، فيصلون رياض الأطفال والمدارس وهم بين النومة والصحيان!!
{ لقد ضج الناس بالشكوى منذ تطبيق قرار (البكور) في يناير من العام 2000م، بتقديم الزمن (60) دقيقة، ليصبح توقيت السودان (غرينتش +3 ساعات)، بدلاً عن (+2)!! ما أحدث الكثير من التعقيدات والتغييرات بما في ذلك تغيير في (الساعة البيولوجية) للمواطن السوداني!!
{ والغريب أن مبتدع فكرة البكور مستشار الرئيس الدكتور “عصام صديق” قد تنكر مؤخراً لأي علاقة له بقرار (جر الساعة)، وأكد أن فكرته كانت تنصب في تقديم زمن العمل لمدة نصف ساعة، ولا شأن له بجر الساعة!!
{ على أية حال.. أن تأتي متأخراً- حتى في زمن البكور- خير من ألا تأتي.. وقد صدرت توصية قطاعات مجلس الوزراء أمس (الثلاثاء)، وحق لنا أن نحتفل بها، وأن نشدّ على أيدي أعضاء تلك القطاعات.
{ مزيداً من العمل.. في زمن غير مزيف!!