(أربعاء) وآخر شهر
أهلنا البقارة في كردفان يتشاءمون من يوم (الأربعاء)، وأخريات الشهر، ويطلقون عليه اسم (أم جيتي)، أي اليوم غير السعيد.. مثلما يتشاءم الدينكا من طائر (البوم). واليوم (الأربعاء)، وفي أخريات شهر أغسطس، والدنيا قبائل عيد وغداً يوم الوقوف بعرفة، حيث يصوم المسلمين تطوعاً لوجه الله.. تلعب في شيخ إستادات السودان مباراة القمة بين الهلال والمريخ المؤجلة منذ الدورة الأولى بسبب مشاركة الفريقين في البطولة الأفريقية.
ومباريات الهلال والمريخ مثلها ومباريات القمة في كل بلدٍ لا تخضع لحسابات الإعداد والتفوق المهاري والتكتيكي، وإنما تخضع في كثير من الأحيان لعوامل التوفيق في تسجيل الأهداف من أنصاف الفرص، ويؤثر التحكيم في بعض الأحيان على نتائج مباريات القمة، وفي السنوات الأخيرة حقق المريخ تفوقاً كبيراً في الميدان على الهلال الذي تعرَّض لهزائم متتالية من المريخ أفقدته الكثير من أراضيه وجعلته يدخل مباريات القمة بحسابات المباريات السابقة وتحت الضغط النفسي والعصبي، يفقد الهلال السيطرة على المباريات، خاصة وأن المريخ استفاد من استقراره الإداري والفني وجودة اللاعبين الذين تم اختيارهم، حيث أحدث “السماني الصاوي” و”محمد عبد الرحمن” و”رمضان عجب” و”بكري المدينة” و”أمير كمال” تفوقاً على لاعبي الهلال، وبفضل هؤلاء هزم المريخ الهلال في المباراة الأخيرة بالبطولة الأفريقية بثنائية لاعبه السابق (ميدو)، واليوم يلعب الهلال تحت الضغط المعنوي.. لتحقيق الفوز على المريخ لضمان صدارة الدورة الأولى وانتظار ما يحدث في الدورة الثانية.. أو على الأقل التعادل مع المريخ لتخفيف الضغوطات على لاعبي الهلال.. ولكن من واقع الفوارق المهارية بين لاعبي المريخ والهلال، حيث تميل الكفة لصالح المريخ، ليس أمام الهلال غير اللعب بحماس لسد الفجوة بين مهارات المريخ ومحدودية قدرات لاعبي الهلال خاصة في خط الوسط الذي يفتقر إلى صانع اللعب ولاعبي الارتكاز الذين يصدون هجمات المنافسين قبل أن تصل المنطقة الحمراء، أي دفاعات الفريق الهلالي التي تعاني هشاشة شديدة في التصدي.. وضعف في الرقابة وبطء في الحركة، كل ذلك بسبب التسجيلات العشوائية التي (تحكَّم) فيها السماسرة والوسطاء وأصدقاء رئيس النادي وبطانته التي أضاعت على الهلال “السماني الصاوي” الذي قدَّمه الجنرال “خوجال” هدية لـ”الكاردينال”.. ولكن السماسرة جاءوا بـ”يوسف أبو ستة” اللاعب البطيء في حركته بسبب كبر سنه وأضاع الهلال الشغيل” و”مساوي” وسجل “إبراهومة”.
تعاقب على الهلال (5) مدربين نصف الموسم الحالي، وأخيراً تم اختيار ابن النادي “مبارك سلمان” الذي يفتقر إلى الخبرة والحنكة في تدريب فريق كبير مثل الهلال، ولكنه مدرب مطيع للإدارة ورئيس النادي.. في مثل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الهلال الممزق داخلياً بسبب إدارته فإن الفوز على المريخ من شأنه التخفيف من الأمراض المزمنة التي يعاني منها النادي وإضفاء ابتسامة على محيا الجماهير الصابرة على ليل الهزائم الطويل، ولكن إذا تعرَّض الهلال لهزيمة اليوم مرة أخرى فإن الجماهير التي صبرت على فشل الإدارة الحالية يصعب السيطرة عليها.. وربما شكَّلت أيِّ هزيمة لا قدر الله اليوم منعطفاً جديداً في مسيرة النادي الكبير.