(المجهر) في سوق (حلاوة العيد).. إصرار على وجودها رغم نجومية (الخروف)
أشكال وألوان والنعناع والبقرة الأكثر طلباً
الخرطوم- نهلة مجذوب
تعد الحلوى بأنواعها وأشكالها كافة من أهم ما يقدم في الأعياد والمناسبات السارة والسعيدة، ويرتبط تقديمها في العيد للمعيدين من الأطفال والكبار
وفي عيد الأضحى المبارك الذي يحل علينا بعد غد (الجمعة)، عادة ما يستغني الناس عن عمل الخبائز بالبيت أو جلبها من أماكن الحلويات لكن لا غنى عن تقديم الحلاوة بجانب اللحوم إكراماً للمهنئين بالعيد السعيد.. ويفضل السودانيون تقديم حلاوة النعناع والبقرة المستوردة من السعودية أو البولندية المنشأ لطعمها اللذيذ وشكلها الفاخر، بجانب البلح بأنواعه المختلفة وبأشكال مضاف إليها السمسم أو جوز الهند أو مكسرات الفستق والبندق واللوز.
{ الحلوى والخروف متلازمان:
أجمع عدد من الأسر حرصهم على تقديم الحلاوة أيام العيد وعلى شرائها رغم الغلاء الكبير والزيادة في أسعارها مؤخراً بعد عيد الفطر المبارك الذي يكثر فيه استهلاك الحلويات. وقالت “أماني الخير” (موظفة) إن الحلاوة أهم من الخروف لأن الأخير أصبح سعره غالٍ ووصفته بالخرافي في وقت لا تستطيع معظم الأسر شراء الأضحية فتشتري الحلوى لتقديمها وتحس بالعيد، لأن الأضحية ليست فرضاً بل لمن استطاع. وتضيف “أم سلمة” (ربة منزل) إن الناس زمان كانوا في عيد (الضحية) لا يفكرون في شراء شيء سوى الخروف، وبعد ذبح الأضحية مبكراً كانت تقدم للمعيدين من لحوم الخروف كـ(الشية) و(المرارة)، وأضافت إنه لا حرج في ذلك وكان الناس سعيدون بها، وزادت بأن جيوب الأطفال كانت تمتلئ بـ(الشية) بدلاً عن الحلويات والبلح يخرجون ويأكلون منها وأوضحت أن ملابس الأطفال للعيد زمان كانت تفصل عند الترزية ويشترط عمل جيوب فيها لوضع ما يقدم لهم من لحوم وحلوى.
{ غلاء الأسعار والإقبال يوم الوقفة
(المجهر) قامت بجولة في أسواق الخرطوم وقفت خلالها على أسعار الحلويات، ولاحظت امتلاء الأسواق والمحال التجارية بأنواع وأشكال مختلفة مع ارتفاع في الأسعار، ما يجعل الناس تسأل عن السعر وتتفرج أكثر من الشراء. وقال “قاسم محمد أحمد” الذي يبيع الحلويات بجانب أنواع من التمور إن أسعار (الحلاوة) غالية هذا العام مع اقتراب عيد الأضحى المبارك مقارنة بعيد الفطر الماضي، وعزاه لاستيراد أصناف معينة خاصة من تركيا والسعودية، مبيناً أنها غالية، إضافة لإيقاف الوارد من جمهورية مصر العربية، مؤكداً أن من أسباب غلاء الحلويات عدم وجود المصرية، موضحاً أنها مرغوبة ورخيصة وجيدة وأنواعها وأشكالها ونكهاتها كثيرة ويفضلها السودانيون، مشيراً إلى محله تتوفر فيه معظم الأنواع وأسعارها تتراوح مابين الـ(50-60) جنيهاً للكيلو. وسعر العلبة من الشوكولاتة التركية (70) جنيهاً ووزنها (60) جراماً فقط أقل من الكيلو، مبيناً وجود أنواع أخرى (كنت وكراميل وقزقز والملبن) وغيرها وأوزانها ما بين (800) إلى (900) و(1000) جرام.
وأضاف “قاسم” إن الأصناف المرغوبة لدى المواطنين لتقديمها في عيد رمضان هي (حلاوة النعناع) محلية الصنع وسعر الكيلو (40) جنيهاً وهي أرخص الأنواع، وأضاف: (هي أكثر نوع مرغوب وبقولوا بساعد على الهضم)، بجانب البقرة المستوردة الأغلى (900) جرام وسعرها (90) جنيهاً، والبقرة السودانية ووزن الكيس منها (900) جرام وسعرها (70) جنيهاً، وأوضح أنها أصبحت تنافس المستوردة من بولندا المشهورة في الطعم واللذة وإن صناعتها جيدة ومرغوبة.
وأضاف التاجر “قاسم” إنه تقديراً لظروف الناس وغلاء المعيشية يقوم بفتح أكياس الحلوى ويبيع حسب الطلب من نصف أو ربع كيلو أو حسب الاستطاعة وأحياناً يبيع بـ(10) جنيهات، وينزل عند رغبة الزبون في تنويع الكمية التي يريدها وبأي مبلغ، وأوضح أن الناس تفضل الحلوى المشكلة نسبة لوجود أكثر من لون وطعم ونكهة وشكل.
وختم حديثه بأن هذه الأيام تكون الحلوى للعرض فقط ولا يوجد إقبال للشراء إلا في يوم الوقفة حيث يشتري كل الناس. أما عن البلح فأكد أن أسعار هذا العام أقل من الماضي نسبة إلى أن هذه الأيام تصادف موسمه، وسعر الربع لأجود الأصناف المرغوبة يتراوح ما بين (160-200).. وعن الإقبال أبان أن عيد الأضحى ينتعش فيه موسم شراء البلح بكل أنواعه ويتم تناوله أساسياً بعد أكل اللحوم، ويقدم مع الحلويات للضيوف ويصنع منه (الشربوت) المشروب الأساسي في عيد الأضحى للسودانيين، وأضاف إن البلح (البركاوي) يفضل في عمل (الشربوت) وسعر الربع (180) جنيهاً بجانب العجوة.