"الخرطوم" مياه راكدة ونفايات طافحة.. أين المسؤولون؟
فاطمة مبارك
هطلت الأمطار وامتلأت الشوارع والميادين بالمياه، وغرقت الأحياء وكالعادة لا تخطيط ولا تصريف ولا إستراتيجية واضحة تدل على أن هناك مسؤولين منشغلون بقضايا المواطن أو محلياتهم التي أصبح حالها يغني عن السؤال، فشلت محليات ولاية الخرطوم، ومعتمدوها في تصريف مياه أمطار تأتي مرة واحدة في العام، كما فشل مسؤولوها من قبل في نقل النفايات المكدسة في شوارع الأحياء حتى أصبح هذه هو شكل ومظهر محليات الولاية المعتاد، وهذا محسوب على الخرطوم العاصمة القومية وعاصمة الثقافة والمشروع الحضاري!
ومعلوم أن المياه تؤدي إلى تكاثر الناموس المسبب للملاريا، وبالفعل ظهرت حالات لإصابات بمرض الملاريا والأخطر من ذلك أن هذه المياه وجدت نفايات مكدسة في الشوارع فطفحت النفايات في مياه الأمطار وتكاثر الذباب الذي يتوالد بكميات كبيرة وسط النفايات، ومعروف أن البلد لم تتجاوز حتى الآن وباء الإسهال المائي الذي تهيأت له الآن كل أسباب الانتشار.
للأسف تحدث كل هذه المشاهد المؤلمة التي تدل على تراجع كبير في القدرات التخطيطية والتنفيذية بجانب غياب الضمير الذي يستشعر عظم المسؤولية وواجبات المسؤول عندما يكون في موقع خدمي مرتبط بالمواطن ارتباطاً مباشراً، فلماذا لا يتفقد المسؤولون المواقع المتأثرة ويكونوا في مواقع الحدث للوقوف مع الرعايا بوصفهم ولاة أمر والتوجيه بسحب المياه بالآليات المتاحة، هناك لا مبالاة عند أهل المسؤولية غريبة وستقود إلى تعقيد الأمور، فمتى نقتدي بالخليفة الراشد “عمر بن الخطاب” ونهتدي بقوله (لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر)، ففي المحليات منازل تتهدم بسبب سوء المصارف وناس يموتون ونفايات قابعة أمام محلات الأطعمة والمشروبات، وفي الجانب الآخر هناك محليات ومسؤولون وميزانيات تصرف، فدعونا نسأل.. هل يزور المعتمدون الأسواق وهل يشاهدون بقايا الأطعمة ومخلفات الفواكه التي يتخلص منها أصحابها في الطرقات العامة وتصبح بيئة خصبة للذباب؟.. لا أعتقد أنهم يشاهدون هذه المناظر المؤذية والخطرة على صحة المواطن، كذلك من حق المواطن أن يسأل عن أين تذهب هذه الميزانيات؟.. وأسباب غياب الخدمات والمسؤولين عن الميادين الممتلئة بالمياه، وعن ماذا يشغل هؤلاء المعتمدين؟.. وهل عجزوا عن وضع خطة لتصريف المياه ونقل النفايات؟ قبل أن تتسبب في إشكالات صحية تضاعف معاناة المواطن وتعقد الموقف المعقد أصلاً.
ومن واجب المسؤولين أن يوضحوا بشفافية لماذا فشلوا فيما نجح فيه غيرهم قبل ذلك، حتى يعرف المواطن أسباب تردي الخدمات واللا مبالاة خاصة أننا نعيش في مرحلة رفعت فيها الحكومة شعار إصلاح الدولة، لكن إلى الآن لم نرَ خطوة من خطوات هذا الشعار في محليات ولاية الخرطوم، كما لم نسمع بتطبيق مبدأ المحاسبة، لأن الذي يفشل في تنفيذ مسؤولياته غير جدير بأن يكون موجوداً في هذا المنصب، وإذا كان أميناً مع نفسه لتقدم باستقالته.
وعموماً أداء ولاية الخرطوم، وجد انتقاداً من رئيس مجلس الوزراء النائب الأول لرئيس لجمهورية، ونأمل أن تكون هناك خطوات عملية تنهي معاناة المواطنين.