الرحيل المر
{ هذا الغرق الذي أحال شواطئي لعمق أكبر من اتساع الكرة الأرضية له كامل الحق في تحطيم زورق آمالي الصغير!!
{ هذه الخطى المترنحة التي حطمت الطرقات لها ما لي من الاتزان!!
{ رهينة أنا لعدو لا يملك سلاحاً سوى قلبه لأنه حبيب يغتال الإحساس باليمنى ويحييه باليسرى.
{ إنه الرجل الذي تحاصره أمنية كل شرقي يبذل جهده ليسيطر كلياً على هذا الكائن الضعيف الذي يدعى الأنثى!!
{ أتجول بين أنقاض ذاكرتي التي بالكاد تستحضر أحرف اسمي المتكئ على هامشها، أتردد على شوارعك المفعمة بكل شيء، فأعود أحمل الفرح تارة وأحمل حزني وأحزان غيري تارة أخرى!!
{ لص يخترق سياج الكلم، اعتاد أن يحمل معه ما شاء من كل منزل دون أن يفارق العمى بصيرة سكان ذلك المنزل.
{ الأمان الذي تحيطني به يعيش في عمقه ألف خوف، ورهبة الفراق تجتاح نهر استقراري.
رغبتي في بقائك تأكل كل احتمالات الوداع التي تطل من أزقة القلب كلها كما تأكل النار الخشب.
أي قلب هذا الذي ينبض بين بقايا الضلوع؟ وأي صوت هذا الذي يتسلل من بين آلاف الجزر العميقة؟
{ حقاً احتاج إلى آلة زمن تقصف بي في حنايا الغد لأسقط هذه الذكرى عمداً من حساباتي لو استطيع!!
{(الشمس غابت، وينو القمر طيب؟!).. هكذا رددها الفنان في حزن تام، وكأنما اجتمعت الدنيا جميعاً على حلول الظلام نهاراً في سماء كل عاشق!!
{ الطرقات انتبذت مكاناً قصياً من الفرح والفوضى البريئة وغاصت في بطن الحزن والسكون!!
{ أعلم أن البحر لا يستطيع الصمود مراراً أمام السكون الذي تولده الوحدة، والدليل على ذلك هذه الابتسامات التي يوزعها على استحياء كلما أصابه حجر زائر أخرجه من دائرة السكون التام!!
{ لذا دعني أشكرك لأنك تحررني من هذا الصمت المطلق بالحزن والبكاء طوراً وبابتسامات الرضا طوراً آخر.
{ ثم هاهي أخرى تصدح في أفقي المملوء بالحزن والألم (في اللحظة ديك اشتقت ليك)، هي اشتاقت في لحظة ما ولكني أشتاقك في كل لحظة، بل إنك تمرر اللحظات على كيف كل شوق وعشق لذا يجيء توقيتي مختلفاً عن الآخرين، فالتوقيت ليلي ونهاري، وأنا توقيتي لا ينتمي لليل والنهار بل ينتمي للعشق والشوق، وأنا أنتمي إليك فدعني ولا تغادر، وسأكتفي بعذاب الذاكرة عقاباً على “تفريطي فيك”!!