شهادتي لله

"حسبو" و"فضل عبدالله " والتطبيع مع إسرائيل!!

1
لم يكن السيد “مبارك الفاضل المهدي” أول سياسي سوداني يطالب بفتح الطريق للعلاقات بين السودان ودولة إسرائيل، فقد سبقه ساسة ومفكِّرون من الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني بعدة سنوات، كان أكثرهم جرأة ومباشرة والي القضارف السابق صاحب المشروعات الزراعية سابقاً وحالياً  “كرم الله عباس”، وإن لم تحدث دعوة “كرم الله” أثراً حقيقياً، كونه (سياسياً) خلفيته من القطاع (الزراعي)، وليس قطاع العلاقات الخارجية أو جهاز المخابرات!!
لكن أزمتنا الحقيقية – يا سيد “مبارك” – ليست في كيفية إقامة علاقات مع “إسرائيل”، أو التطبيع مع “الولايات المتحدة الأمريكية”، حتى وأن تجاوزنا كل المحددات الدينية والسياسية والأخلاقية، بل أزمتنا هي أن حكومتنا عزيزة النفس، تعود دائماً خالية الوفاض من كل (تطبيع) و(تحالف) و(تعاون) مع أي دولة ومحور!!
حدث هذا إبان حلفها مع “إيران”، ويحدث هذا خلال تعاونها في مكافحة الإرهاب مع أمريكا، ويحدث مثله خلال تحالفها الآني مع الخليج وانخراطها في (عاصفة الحزم) باليمن!!
لا الوقت ولا الفريق المفاوض مناسب الآن يا سيادة نائب رئيس الوزراء “مبارك الفاضل”.. للمزيد من (التطبيعات) غير المنتجة، بل المضرة التي (تحلب) من (ضروع) بلادنا، ثم لا تعطينا ثمن (اللبن)!!.
2
زرت القصر الجمهوري الجديد قبل عدة أيام تلبية لدعوة قدَّمها مكتب نائب الرئيس السيد “حسبو محمد عبد الرحمن” لرؤساء التحرير وقادة الأجهزة الإعلامية، جاء نائب الرئيس ليصافح الصحفيين واحداً تلو آخر، ثم ليعتذر بنفسه لأن السيد الرئيس قد استدعاه لأمر طارئ، ولابد أن يلبي النداء على جناح السرعة و تمام الانضباط .
يعجبني هذا النشاط المحترم والمقدَّر للنائب “حسبو” ، و يعجبني أكثر احترامه وتقديره للإعلام، فقد استقبل نفس المجموعة الصحفية بمقر إقامته في “بحري”، مساء اليوم التالي لاعتذاره، ولبى الدعوة الثانية الأستاذ “صلاح حبيب” و لم أسعد بالمشاركة في ذاك المساء . 
وما دمنا في سيرة (القصر) ورجاله، يتوجَّب علينا أن نحيي وزير القصر الأول الدكتور “فضل عبدالله”، فهذا الرجل الراقي .. المتواضع .. المهذَّب، استطاع خلال فترة عمله وزيراً لرئاسة الجمهورية أن يرتِّب وينظِّم الكثير من الملفات و الشؤون الإدارية والمالية بديوان الرئاسة بصورة غير مسبوقة، مستفيداً من خبرته الثرة في قطاع الخدمة المدنية، بديوان الضرائب ثم وزارة التجارة وقد عمل وزيراً للدولة بها قبل سنوات، ما أكسبه الكثير من المعارف في المسارين المالي .. و الإداري .
“فضل عبدالله” الذي لم أعرفه إلا قريباً، وكنت أتساءل عن سر اختفائه عن الإعلام، كفاءة يختلط فيها التكنوقراط .. بالسياسة .. بالخلق الرفيع! 
إنهما نموذجان مشرقان في القصر الجمهوري يُشرِّفان دارفور .. فهل يعي المتمردون في حركات دارفور؟!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية