عميد أسرة الراحلة "فاطمة أحمد إبراهيم" يكشف لـ(المجهر) ملابسات تشييع الفقيدة
اللواء الفاتح عبد العال: ما حدث لا يمثل الأسرة وهذه ليست أخلاق الحزب الشيوعي ولا الراحلة
“بكري” و”عبد الرحيم” أتيا بصفة ذوي القربى وليس الحكومة ورفضا الخروج قبل تقديم العزاء
حوار ـ هبة محمود
تجمع أمس أهل السودان بأحزابهم وانتماءاتهم السياسية وغير السياسية في وداع القيادية الشيوعية “فاطمة أحمد إبراهيم” ومواراة جثمانها الثرى، كان حشد كبير يدل على مكانة المرأة الحديدية في قلوبهم، جاءوا يعزون بعضهم البعض في مشهد لم تغب عنه المرأة، فرغم هذا الحضور النوعي إلا أن البعض من الذين لا ينتمون لحزب الشعب السوداني الكبير الذي
شيمته
استقبال الضيف، هتفوا في وجه من جاءوا للعزاء ما أفقد الوداع قيمته وجعله غير لائق بما قامت به من أدوار بطولية ونضالات عرفت بها، وهي التي صارت رمزاً يحكي عنه ويقتدى به.
(المجهر) جلست إلى عميد الأسرة ابن خالة الراحلة سعادة اللواء “الفاتح عبد العال” في حوار حكى فيه ملابسات ما جرى في مراسم العزاء.
*سعادة اللواء “الفاتح عبد العال”، ماهي تعليقاتكم بشأن ما حدث ظهر أمس في تشييع المناضلة الراحلة “فاطمة أحمد إبراهيم”؟
ما حدث سلوك مشين من بعض أفراد الحزب الشيوعي السوداني، وعبركم أحب أن أؤكد أن هذه ليست أخلاق الشيوعيين ولا أخلاق فاطمة.
*هل توقعتم حدوث تلك التصرفات سيما أن النائب الأول الفريق “بكري حسن صالح” والفريق “عبد الرحيم محمد حسين” حرصاا على أداء واجب العزاء والترحم على الراحلة؟
ما لا يعلمه الكثيرون هي صلة القرابة تلك التي تجمع بين الراحلة وبين الفريق “بكري” والفريق “عبد الرحيم” اللذين أتيا بصفتهما من أقارب للمرحومة وليس بصفتهما الرسمية أو ممثلين للحكومة، والذي حدث يوم أمس كان محرجا لنا للغاية لأنني كنت على تواصل مع الفريق “بكري” وأخبرته بموعد تشييع الجثمان الأمر الذي اضطره لترك عمله والاتيان دون حراسة شخصية، إلا من فرد أمن واحد، حرصا منه على صلة القرابة كما ذكرت وعلى الترحم على الراحلة ولكننا جميعنا تفاجأنا بما حدث.
*الموقف كان عصيباً بالتأكيد؟
الموقف كان عصيباً و(نحن دخلنا في اضافرنا) و(أحرجوني) لدرجة أنني طلبت منهما أي ـ “بكري” و”عبد الرحيم” ـ الذهاب، ولكم أن تتخيلوا تلك الهتافات والاعتداء عليهم والرش بالمياه في يوم كان من المفترض أن يقف فيه الجميع وقفة حزن لما قدمته المناضلة “فاطمة” للحزب بدلا من الذي حدث .وأنا اعتقد أن هؤلاء شرذمة (جابوهم). والحكومة ما دايرة حاجة من الحزب الشيوعي.
*ذكرت أنها شرذمة جيء بها، فمن هم الذين اتوا بهم؟
الحزب الشيوعي.
باعتقادك أن الحزب أراد استغلال حدث الوفاة لتنفيذ أجندته؟
بالتأكيد، ونتاج ما حدث فإن الأسرة لم تتبع العرف، وأمرنا برفع فراش العزاء صلاة العصر بدلا عن صلاة المغرب، خوفا من أن استغلال العزاء وتحويله إلى مناسبة سياسية، كما أننا قمنا بمنع أي ساوند سيستم ،حتى نفوت الفرصة على صائدي الفرص لهذه المناسبة، وتحويل حزننا لمصالحهم الشخصية.
*ما حدث سلب منكم حزنكم؟
ما حدث سلب منا (الجثمان)، نحن لم نستطع أن نصلي على الراحلة ولم نشيعها رغم أنني عميد الأسرة، الجموع منعت النائب الأول والشيخ “التازي” من الوصول إلى الصفوف الأولى للصلاة، تم استغلال الحدث ،وانهالت الهتافات والشعارات حتى أنهم لم يترحموا عليها.
*ما هي ردة فعل النائب الأول والفريق “عبد الرحيم” حين طلبت منهما الذهاب؟
كان موقفهما رجولياً، النائب الأول رفض الذهاب قبل خروج الجثمان، وقال: (“فاطمة” قريبتي وأنا جاي للعزاء وإذا ما عزيت لن اخرج)، وكذا والي الخرطوم الذي رفض الذهاب قائلا عبارته بكل شجاعة: (أنا ما خارج عشان يعرفوا الدناقلة راسهم قوي كيف)، حتى عندما هب ابني لاستدعاء الشرطة انتهره النائب الأول وطلب منه عدم الذهاب، ولم يتحركا إلا بعد أن تحرك الجثمان لميدان الربيع ومنه إلى مقابر البكري.
بماذا تفسر ما حدث ،ودوماً ما ينادي الحزب الشيوعي بالديمقراطية والحرية واحترام الآخر؟
أنا اعتقد أن العيب في مؤسسية الحزب، ونحن بوصفنا أسرة الراحلة “فاطمة أحمد إبراهيم” ندين هذه المؤسسية، التي جاءت تصرفات أفرادها بما لا يليق بمسيرة “فاطمة” التي كانت شعاعاً ونوراً ساطعاً للحزب، إلا أن الحزب كافأها بنقطة سوداء في حقها يوم رحيلها.
* الفقيدة “فاطمة” كانت مثالاً نادراً للحرية واحترام الآخر أياً كان، رغم اختلاف الفكر والمنهج؟
“فاطمة” كانت تمثل كل الشعب السوداني، وكانت تنادي بالحرية لكل العالم، فهل تستحق أن يحدث ما حدث في وفاتها، كان الأوجب الترحم عليها وأن يأتي العزاء بقدر عطائها ونضالها وسيرتها الناصعة، ولكن أكرر أن الحزب كان لديه أجندة، وكان الأجدر به حملها في مناسبة أخرى، وعدم استغلال الموقف ويفعلوا ما فعلوه. وأنا أرى الحزب الشيوعي قام باستغلال تعاطف الرئيس وتوجيهاته، وعبركم نقدم كامل اعتذارنا للنائب الأول وللوالي ولمعتمد أم درمان، ونشكر الحكومة على توفيرها لنا الأجهزة الأمنية والشرطية وأمن المطار لاستقبال الجثمان وتشييعه وإغلاقها جميع الطرق من المطار إلى منزل الراحلة وميدان الربيع وحتى مقابر البكري.
برأيك ما الذي يريده الحزب الشيوعي؟
أنا لا أريد أن أخوض في السياسة لكننا نعترض على ما حدث، هذه ليست أخلاق “فاطمة” ، ولا أخلاق الشيوعيين، وكل ما يمكنني قوله إن هؤلاء شيوعيين موديل 80، أنا عاشرت “عبد الخالق” و”الوسيلة” و”التجاني الطيب”، ولم تكن أخلاقهم بهذا الشكل، كانوا على قدر عال من الأدب والالتزام.
*أخيراً ما الذي أنتم بصدده الآن؟
نحن كما ذكرت لك قمنا برفع الفراش قبل موعده خوفا من استغلال الموقف، وقطعا للطريق لكل مستغل فرصة، ولدينا بيان سنصدره ونملكه لكم نشجب عبره تلك الأحداث المؤسفة.