نقاط في سطور
في كل عام قبل انعقاد مجلس حقوق الإنسان في جنيف وقبل إيداع المقرر تقريره المجلس في منتصف سبتمبر تحدث في الخرطوم أشياء مثيرة جداً.. إما امرأة تجلد بقانون النظام العام أو مواجهة بين السلطات ومواطنين في الأحياء السكنية.. الآن تلوح في الأفق بوادر أزمة بين محلية أم بدة ومواطنين أغلبهم من النساء اللاتي يمتهن شواء اللحوم بسوق قندهار غرب سوق ليبيا.. السلطات المحلية قررت إزالة السوق القديم وترحيله لمنطقة نائية وفرض مبالغ مالية طائلة.. النساء أغلبهن رفضن قرار المحلية وهددن بمقاومته.. القضية يمكن حلها بالطرق السلمية من خلال الجلوس والتفاوض، ولكن محلية أم بدة لا تسمع ولا ترى.. بعيداً عن مصالحها الذاتية وهي عازمة على نقل السوق وهدمه فوق رؤوس النساء اللاتي يكتسبن حلالاً بعرق يتصبب من نيران الشوايات وكوانين الشاي.
“سعد العمدة” رجل الأعمال الشهير تعرض لضغوط شديدة من نافذين في السلطة والحزب للقبول بالعمل مع رئيس الهلال “أشرف الكاردينال” ومساعديه في أداء مهمته.. ولكن المقربين من (الكاردينال) يرفضون “سعد العمدة” ويعتبرونه مهدداً لمصالحهم الخاصة.. وقد بدأت الحرب على “سعد العمدة” الذي أقنع (الكاردينال) بضرورة التصافي والتصالح مع رموز الهلال وقادته وتنظيم العلاقة بين الأقطاب والنادي وفتح نوافذ جديدة لاستقطاب المال الشعبي لدعم مسيرة الهلال، لكن (المحيطين) بالكاردينال أخذوا في الحفر ودس الوشايات لإبعاد “العمدة سعد” من الهلال والإيحاء لرئيس الهلال بأن الرجل يخطط لإبعاده في المستقبل، فهل تستمر العلاقة بين الرجلين؟؟ أم يخربها المخربون ويتقدم “العمدة” باستقالته؟
اليسار بكل أجنحته يستثمر الآن في جثمان الراحلة “فاطمة أحمد إبراهيم” بعد أن تنكروا لها أثناء فترة معاناتها من المرض ولم تجد المرأة الفاضلة الزاهدة إلا أسرتها الصغيرة وبعض معارفها وعارفي فضلها وخلقها ومبادئها داخل النظام الحاكم في تحمل نفقات العلاج، وحينما أصدر الرئيس توجيهاته بتحمل الدولة نفقات نقل الجثمان من لندن إلى الخرطوم بدأت المزايدات من صغار اليساريين قبل كبارهم.. “البشير” لا حاجة له في الاستثمار الرخيص ولكن الشيوعيين ودعاة المعارضة من ما يُسمى بالديمقراطيين يستثمرون اليوم في جثمان “فاطمة” بنت “أحمد إبراهيم” مثلما استثمروا يوماً في “صلاح أحمد إبراهيم” ومن قبله “مرتضى أحمد إبراهيم”
سيواجه المؤتمر الشعبي في الفترة المقبلة أسئلة صعبة خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية القادمة، فالحزب الذي أبرم اتفاقاً إستراتيجياً مع المؤتمر الوطني للمضي شركاء في السلطة والمشروع الواحد بتفسيرين مختلفين عليه تحديد موقفه من الانتخابات الرئاسية القادمة، وهل يستطيع الحزب تقديم مرشح لمنافسة الرئيس الحالي “عمر البشير” والذي تتجه الأنظار إليه لترشيحه مرة أخرى نظراً لضعف البدائل داخل المؤتمر الوطني؟؟ أم يدعم الشعبي ترشيح “البشير” ويقف في أرض واحدة مع الفصائل الاتحادية (مولانا) و”الدقير” التي تقف مع “البشير”؟؟ وهل يتأثر موقف الحزب في الدوائر الجغرافية بخياراته على صعيد رئاسة الجمهورية؟
وهل يتوقع أن يخوض الشعبي الانتخابات البرلمانية مركزياً وولائياً وينتظر عرق جبينه وخدمة ضراعه؟؟ أم يصبح مثل الأحزاب التي يحملها الوطني على كتفيه ويتنازل لها عن الدوائر من أجل فوز مجاني لا يشرف تلك الأحزاب ولا يليق بتاريخها.