طفرة الجيل الشاعر
{ سُئلت مرة عن علّة اقتحامي للدارجة العميقة، وسُئلت مراراً عن معاني بعض ما استخدمت من مصطلحات تعكس إرثنا الثقافي، واتُهمت عدة مرات بتزوير ثقافة الوسط (أي الجزيرة) ودمجها بلغة الشمال ومفرداتها، ولامني البعض لإمكانية عدم استيعاب هذا الوسط الذي نعيش فيه لهذه اللغة.
بالنسبة لاقتحامي للعامّية السودانية، فأنا حقاً فخورة بهذه اللغة التي دائماً ما أجد فيها نفسي، وفخورة بشغفي الذي حركني لمعرفة المزيد عنها، وفخورة بكوني صرت مصدراً لمعرفة شخص ما جهل– بصورة أو بأخرى- هذه المفردة وسأل عنها.
{ ومن محاسن شعراء هذا الجيل والجيل السابق، أنهما عملا معاً على نقل ثقافة الريف الأصيلة إلى شوارع الخرطوم، وعملا توارث الثقافات والربط بها بين أجيال وأخرى لسدّ الفجوة الزمنية بين الأجيال ثقافياً.
إذن، تبقى رسالتي لكل من خط حرفاً من قصيدة، هذا هو عهدكم وهذا أوج اختلاطكم بالعامة، والبساطة وحدها هي الباب الذي دائماً يُترك موارباً ليلج عبره كل من أراد الولوج.
{ وفي زمن يمتلئ فيه المسرح ويعجّ بالجمهور في حين أن الأمسية شعرية بحتة، وتفتح فيه القنوات أيضاً للشعر فقط، في زمن عجز فيه الفنانون جزئياً عن استعادة السيطرة على الساحة.. لماذا لا يبرّ الشعراء بقسمهم لتأدية رسالتهم في حياة الناس؟ ولماذا لا يسارعون بوضع بصمتهم على صفحات التاريخ؟!