"الصادق المهدي".. و"هيثم مصطفى" .. المؤسَّسيَّة أولاً
– 1 –
{ ما يدهشني ويعجبني دائماً في الإمام “الصادق المهدي”، هذا الأدب الجم، والتهذيب الرقيق في تعامله مع الآخرين.. ابتداءً من زوجته وأبنائه وبناته، مروراً بقيادات وكوادر حزب الأمة وكيان الأنصار وقيادات ومنسوبي الأحزاب الأخرى، والصحفيين ورموز المجتمع المختلفة، وانتهاءً بقواعد حزبه وعامة الناس في بلادنا وخارجها.
{ إنه (تهذيب النبلاء)، وقلَّ أن تجد مثيله في أجيال السياسة اللاحقة.
{ ويخطئ البعض كثيراً في حق نفسه، وحق الحقيقة، عندما يصف “الصادق المهدي” بـ (الديكتاتورية) في قيادة الحزب! فلو كان (ديكتاتوراً) بحق، لما تنفس أحدٌ تحته، لا “مادبو” ولا “الدومة”، ولا (تيار عام) ولا (خاص)، ولا سمعنا بأسماء كوادر صغيرة مثل “خالد عويس” الذي أدار (ثورة الربيع العربي) في السودان قبل أسابيع من أستوديوهات (قناة العربية) من “دبي”، وليس من مسجد “الإمام عبد الرحمن” في “ود نوباوي”!!
{ من أين أتى هؤلاء، ومن أين يستمدون شرعيتهم السياسية والدينية في حزب عموده الفقري طائفة دينية (خرصانية) البناء؟!
{ لقد خالف السيد “الصادق المهدي”، وهو بعد ابن الثلاثين ربيعاً، عمه الإمام “الهادي المهدي” (صاحب المرجعية) بعد الإمامين “عبد الرحمن” و”الصديق”، وفي حياة عمالقة عظام في تاريخ السياسة السودانية، مثل السيد “محمد أحمد محجوب” عظيم الدبلوماسية السودانية وفصيح السياسة وأديبها المعتق، فكانت للصادق (الشاب) الغلبة والانتصار، حتى صار رئيساً لوزراء السودان عام 1966 في (زمن المحترفين الكبار)، السيد “إسماعيل الأزهري”، والحسيب النسيب مولانا السيد “علي الميرغني”، والراحلين الرموز “مبارك زروق”، و”يحيى الفضلي” و”عبد الماجد أبو حسبو”، و”خضر حمد” والشريف “حسين الهندي” رحمة الله عليهم جميعاً.
{ في زمن (الكبار) الذين جمعوا الرئيس “جمال عبد الناصر” والملك “فيصل بن عبد العزيز” وصالحوهما هنا في “الخرطوم”، ثم زودوهما (باللاءات الثلاث) في مواجهة العدو الصهيوني، كان “الصادق المهدي” أصغرهم، ومن أقواهم، فهل يأتي الآن ليصارعه مجاهيل السياسة في ما يسمى (التيار العام)، وهل يقوى عليه (بعض) شباب الحزب قادة ثورة الربيع العربي من (ميادين الفيس بوك)؟! لقد طالبوا – دون حياء – “الإمام الصادق” بالتنحي؟! من أين.. من زعامة حزب وطائفة وكيان (لم) و(لن) يرأسه – منطقاً وواقعاً – شخص من خارج (بيت المهدي)؟! وهل يمكن أن يقود رجلٌ من خارج (أسرة الحريري) (تيار المستقبل) في لبنان الحداثة والعلمانية والديمقراطية؟! ألم يصبح “جورج بوش” (الابن) رئيساً في أمريكا الديمقراطية والحريات لدورتين رئاسيتين، تفصله عن رئاسة والده (بوش الأب) دورة واحدة في البيت الأبيض للرئيس الأسبق “بيل كلينتون”؟!
{ هؤلاء أعضاء في حزب لا يعرفون حقائقه ومرجعياته (الصلبة)، والسيد “الصادق” يتابعهم وينظر إليهم بأدب وسماحة وحيرة وحسرة!! ماذا يفعل تجاههم وقد قبل – على مضض – إقالة الفريق “صديق إسماعيل” من الأمانة العامة؟!
{ إنهم لا يعرفون نماذج الديكتاتورية الراسخة في أحزاب (البعث)، و(الشيوعي)، والتنظيمات (الإسلامية) التي تعلَّم الكادر أدبيات (الطاعة) قبل الفكرة والبرنامج.
{ لا تتوهموا – أبداً – أنه سيكون هناك شيء اسمه (حزب الأمة) إذا غاب السيد “الصادق المهدي” – لا قدر الله – فجأة، ودون ترتيبات (محددة) يتوفر لها قدر واسع من الإجماع، لخليفة (محدد) ومن آل “المهدي”.
{ لست مؤمناً بأفكار السيد “الصادق” في ما يتعلق بدعوته المستمرة لقيام (مؤتمرات) جامعة وشاملة لحل مشكلات السودان، ولكن هذا لا يمنعني من أن أتعامل معه كقيمة سودانية نادرة وإرث وطني يستحق الاحترام.
{ (فالمؤتمرات) في رأيي ستكون مدخلاً لخلافات جديدة في ظل تفشي أمراض (الجهوية) و(القبلية) والولاءات العشائرية والمناطقية.
{ السودان في حاجة إلى (مجلس حكماء).. مجلس حل وعقد.. لا تتجاوز عضويته خمسين زعيماً وشيخاً، ومفكراً، وباحثاً، ومتخصصاً وجنرالاً، من كافة تشكيلات الطيف السياسي والثقافي في بلادنا.
{ مجلس (حل وعقد) يرأسه “البشير”، ويضم السيد “الصادق” ومولانا “الميرغني”، والدكتور “الترابي”، و”علي عثمان”، و”منصور خالد” و”عبد الحي يوسف”، و”التيجاني السيسي”، و”عصام البشير”، وسكرتير الحزب الشيوعي “الخطيب”، وشيخ “أبو زيد”، و”كامل إدريس”، و”جبريل إبراهيم” (حركة العدل)، و”موسى محمد أحمد”، و”الخليفة عبد الوهاب” خليفة الكباشي، و”قاسم بدري”، و”أنيس حجار”، و”جوزيف مكين اسكندر”، و”عبد الله حسن أحمد”، والمشير “سوار الذهب” و”تابيتا بطرس” و”سعاد الفاتح” و… و… الخ.
{ بلادنا في حاجة إلى اجتماع (كبارها)، وعقلائها ومفكريها، وليس في حاجة إلى “أمبيكي” و”قمباري” و(خبراء أجانب)، تدفع لهم الدولة من (دولار) بنك السودان العاجز عن توفيره للأدوية ولبن الأطفال وورق المطابع!!
{ اسمحوا لهذا الإمام (المهذب) “الصادق بن الصديق بن عبد الرحمن المهدي” أن يوفر لحزب الأمة انتقالاً (سلسلاً) للقيادة، وتغييراً ناعماً، لا يعصف بما تبقى من (أصول) الحزب والكيان. ودمتم.
– 2 –
{ الصحفية (الشابة) “رفيدة يس”، المنتقلة من صحيفتي (الأخبار) و(السوداني) إلى قناة “سكاي نيوز”، صارت تهرف بما لا تعرف على صفحات “الفيس بوك” عن (الثورة) في السودان، وتقارن بين “الأسد” في “سوريا” و”البشير”، ممتطية موجة “عبد الرحمن الراشد” وبعض المنتجين والمحررين في قنوات “دبي” البترودولارية!! يا سبحان الله، هذا جزاء (النظام) الذي تعلمت في كنفه الصحافة وألف باء السياسة، وانفتحت لها فيه صوالين الوزراء، وكبار الساسة، تماماً كما وجدت في بلادنا من دلال الصحفية المصرية (المغمورة) “أسماء الحسين”، وغيرها من الصحفيات والباحثات المصريات من بقايا زمن الرئيس “مبارك”!!
{ فتحوا للمدعوة “أسماء الحسين” مكتب الرئيس “البشير” وكبار الوزراء مرات ومرات، وها هي الآن تسيء للسودان ولقيادته وحزبه (الحاكم)!! شأنها شأن بعض باحثي (مركز الأهرام) الذين كانت تغدق عليهم دولتنا بالرحلات (مدفوعة الثمن)!!
{ إتلمي يا “رفيدة”.. و(اخرصي) يا “حسين”.
– 3 –
{ على كابتن “الهلال” السيد “هيثم مصطفى” أن يمثل عاجلاً أمام لجنة المحاسبة التي شكلها مجلس الإدارة برئاسة رئيس النادي الرجل المحترم “الأمين البرير”.
{ هذه هي أدنى أبجديات المؤسسية، وأساسيات التربية المفترضة في الأندية الرياضية.
{ لا كبير على المؤسسة، مهما علا شأنه، ولمع نجمه.
{ نحن ندعو – من هذا المنبر – الأخ “هيثم” أن يمثل أمام لجنة الكابتن “أحمد آدم”، ومن بعد ذلك فإننا بإذن الله سنقود مع آخرين خيِّرين مبادرة لإلغاء قرار المجلس بتجميد نشاط اللاعب المهم.
{ إذا مثل “هيثم” أمام اللجنة انتهت المشكلة. وإذا لم يفعل، فلن يكون هناك احترام لأي مجلس إدارة قادم، سواء أبقي “البرير” أم رحل.
{ احترام المؤسسة أول درس يجب أن يتعلمه أي (شبل) في أي نادي رياضي في السودان.
{ نرجو أن يحتكم الكابتن “هيثم مصطفى” لصوت العقل.
{ ويجب أن يفهم (بعض) أعضاء مجلس الإدارة، وأقطاب (الهلال) أنهم سيصيبون “الهلال” في مقتل، إذا قدموا استقالاتهم انحيازاً للاعب.. مهما كان، على حساب الهلال.
{ غادروا (مربع الفوضى).. وانتصروا للمؤسسية.