بكل الوضوح
حيشان الأزمات هيئة بلا مدير..!!
عامر باشاب
{ فضيحة انقطاع إرسال البث عن الإذاعة التلفزيون القوميين لأول مرة منذ تأسيسهما لمدة ساعة كاملة، وقبلها فضيحة غياب عرض نشرة الأخبار الرئيسة لأول مرة منذ تأسيس التلفزيون، تؤكدان أن هذه الهيئة (الإذاعة والتلفزيون) عبارة (مركب بدون ريس).. بالفعل لا يوجد كبير في هذه الأجهزة ولا خبير (يربط ويحل) ويعالج الأزمات الطارئة في اللحظة المناسبة دون أن يشعر بها أحد حتى من العاملين داخل الحيشان أو مثلما كان يفعل المديرون الحقيقيون الذين تعاقبوا على إدارة الهيئة أو إدارة أي واحد من الجهازين (الإذاعة أو التلفزيون) في عصرهما الذهبي قبل أن تجوط الحكاية.
{ وكما ذكر صاحب (شهادتي لله) الأستاذ “الهندي عز الدين” أن التيار الكهربائي لم ينقطع عن هذه الأجهزة حتى في أحداث الانقلابات العسكرية.. وهذا لأن مديري وقادة هذه الأجهزة كانوا من الكفاءات والخبرات النادرة في مجالي العمل الإداري والإعلامي من أمثال “علي شمو” و”محمد خوجلي صالحين” و”صالح محمد صالح” و”محمود أبو العزائم” و”محمد صالح فهمي” و”حمدي بدر الدين” و”حديد السراج” و”محمد سليمان بشير” وغيرهم.. هذه القيادات كانت (تهز وترز) على كراسي الإدارة بالإذاعة والتلفزيون.. لا يتركون شاردة ولا واردة ولا يؤجلون مشاكل اليوم للغد كما يحدث الآن!!
{ معقولة بس هيئة يجلس على قمتها مدير ويعاونه رهط من الإداريين تتراكم فيها رسوم فاتورة الكهرباء لتصل إلى مليارات.. فماذا يدير هذا المدير؟ أليس بيده قلم؟ أم أنه فقط يجلس على الكرسي الدوار ويدير ظهره لكل المشاكل والعقد لنفاجأ بها تصل مرحلة الأزمات والكوارث والفضائح والمحن؟!
{ لو كنت مكان “الزبير عثمان أحمد” لقدمت استقالتي من أول أزمة تواجهني في هذه الحيشان (الإذاعة والتلفزيون) وأعجز عن حلها، وما أكثر الأزمات التي واجهت هذا “الزبير” دون أن تحرك فيه ساكناً.. والدليل على ذلك أنه ما زال يجلس على كرسيه (يلف ويدور) داخل مكتبه يستمتع بمخصصاته ويصرف النظر عن المشاكل ويصرف راتبه.
} وضوح أخير
{ للأسف الشديد، وبسبب سياسة إقصاء الكفاءات وتكليف أهل الولاء الانتماء، تحولت حيشان الإذاعة والتلفزيون من حيشان للإبداع إلى حيشان للأزمات والمحن!!
{ هل يصدق أحد أن من قطع الكهرباء عن جهازي الإذاعة والتلفزيون هو من يتولى الآن رئاسة قطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني (الحزب الحاكم)؟!
{ حقاً من أين أتى هؤلاء!!