مزارعون: الزيادات تعادل قيمة جوال فارغ.. مساحات لم تُزرع والموسم مهدد
عقب إعلان الدولة زيادة سعر التركيز
الخرطوم – نجدة بشارة
يواجه المزارعون بمشروعي الجزيرة والقضارف حالة من الإحباط عقب إعلان الدولة زيادة أسعار التركيز مؤخراً، بزيادة سعر جوال القمح زنة (100) كيلو بنسبة (25%) ليصبح سعر الجوال (550) جنيهاً مقارنة بـ(450) جنيها سابقاً، وزيادة سعر تركيز جوال الذرة (100) كيلو بنسبة (12%) ليصبح سعر الجوال (280) جنيهاً بدلاً عن (250) جنيهاً سابقاً.
وكشف مزارعون لـ(المجهر) عن خيبة أمل كبيرة من الزيادة التي وصفوها بالضئيلة مقارنة بالزيادات التي حدثت مؤخراً في مدخلات الإنتاج، وأكدوا أن سعر التركيز الجديد يسبب خسائر مادية كبيرة للمزارعين، وأن انتظارهم لتعديل الأسعار أسفر عن إحباط المزارعين، وانصرف عدد كبير منهم عن زراعة الذرة هذا الموسم، ورغم أن وزارة الزراعة قد أعلنت عن الاستعدادات المبكرة هذا العام لزراعة مساحات مستهدفة حوالي (42) مليون فدان منها (20) مليون لتطبيق التقانات.. إلا أن خبراء أكدوا أن إعلان سعر التركيز في هذه الفترة قبل اكتمال زراعة المساحات المستهدفة كان القشة التي قصمت ظهر الموسم الزراعي بزهد أغلب المزارعين في زراعة مزيد من المساحات لهذا الموسم.
{ مجرد جوال فارغ
أكد المزارع “حسن زروق” رئيس اتحاد المزارعين السابق بالقضارف أن الزيادات التي أقرتها الدولة مؤخراً لسعر التركيز لا تعدو سعر جوال فارغ، في إشارة إلى زيادة سعر الذرة من (250) جنيهاً إلى (280) جنيهاً بزيادة (30) جنيهاً، وقال إن هذه الزيادة لا معنى لها خاصة وأن المدخلات ارتفعت بصورة مضاعفة، وحسب التسعيرة الجديدة فإن سعر أردب الذرة يساوي جوال القمح، وقال: (إذا نظرنا إلى سعر التكلفة الحالية للإنتاج نجد أن زراعة جوال واحد ذرة يكلف أكثر من (400) جنيه بحساب أن الفدان ينتج بين (9-10) جوالات)، وأضاف إن البنك الزراعي اقترح تسعيرة مجزية للمزارعين بحوالي (700) جنيه للجوال رفعت لوزارة المالية، وأكد أنها كانت مرضية بالنسبة للمزارعين قبل أن تعلن الدولة أسعار التركيز المعتمدة مؤخراً.
{ نذر أزمة غذاء
وذهب “زروق” إلى أن أغلب المزارعين انصرفوا عن زراعة الذرة هذا الموسم واكتفوا بالمساحات التي زرعت والتي قدرها بالضئيلة، وأكد وجود مساحات واسعة لم تتم زراعتها حتى الآن، وطالب الدولة بإعادة النظر في السعر الجديد، وقال إن تدني سعر التركيز ينذر بأزمة غذاء في حال فقد المزارعون اهتمامهم بزراعة القمح والذرة.
في ذات الوقت أشار نائب رئيس اتحاد المزارعين السابق المزارع “عبد الحسن عبد القادر” إلى أن سعر التركيز مرفوض من قبل جميع المزارعين بمشروع الجزيرة، واستدل بأن المزارعين اتجهوا إلى زراعة القطن عقب ارتفاع سعر القنطار لـ(2) مليون جنيه بالإضافة إلى زراعة الأعلاف، وقال إن مساحات ضئيلة لزراعة الذرة بالموسم.
{ الموسم مهدد
من جانبه، أطلق المزارع “محمد أحمد إبراهيم” صافرة الإنذار بأن الموسم مهدد عقب إعلان سعر التركيز (غير المشجع)، حسب قوله، وقال إن المزارعين يواجهون شبح الخسائر هذا الموسم نتيجة الارتفاع الكبير في مدخلات الإنتاج، فيما يراوح سعر التركيز مكانه بزيادة طفيفة، وقال إن مدخلات القمح مكلفة وتتجاوز (131%) وأن السعر لا يساوي التكلفة إذا ما حسبنا أن متوسط إنتاج الفدان لا يتجاوز (10) جوالات، وأكد أن مساحات كبيرة ما زالت غير مزروعة. وتحدث “أحمد” عن تجربته الشخصية بزراعة (4) آلاف فدان ذرة الموسم السابق بتكلفة (13) مليوناً، وقال إن العائد لم يتجاوز (12) مليوناً، وأكد أن ما يحدث محاربة لزراعة الذرة والقمح، مطالباً الجهات المختصة بإعادة النظر في سعر التركيز.