الحكومة الإثيوبية تعلن اكتمال (60%) من أعمال بناء سد النهضة
إثيوبيا – محمد جمال قندول
أعلنت الحكومة الإثيوبية اكتمال (60%) من أعمال بناء سد النهضة، ونفت تقارير تحدثت عن البدء في تشغيل الخزان وحبس المياه في بحيرة السد وتعطيل عمل مكاتب الخبرة الدولية، وفي ذات الوقت أعادت مجدداً تطمين شركاء حوض النيل بأنها لا تنوي الإضرار بمصالحهم، ووعدت بأن يكون المشروع لصالح الجميع.
وقال وزير الاتصال الحكومي والإعلام الإثيوبي “نقري لينشو” في تصريحات صحافية بالعاصمة “أديس أبابا” أمس، إن بلاده أنشأت السد لفائدة دول المنبع والمصب، وأن إثيوبيا والسودان ومصر، ملتزمة باتفاقية “إعلان المبادئ” الموقعة في الخرطوم 15 مارس 2015، وأن حكومته من حيث المبدأ لا تتدخل في أعمال لجان الخبراء العاملة في السد، ولا تمارس عليها أي ضغوط لتأخير أو تقديم تقاريرها الفنية.
وتخشى مصر من تأثير بناء السد على مواردها المائية من مياه نهر النيل ومن حدوث شح أثناء فترة ملء الخزان، فيما أيد السودان بنائه، واعتبره لفائدته، بيد أن الأطراف الثلاثة اتفقت أخيراً على الاستعانة بالمكتب الفرنسي (بي. أر. ال)، لتنفيذ دراسات خلال فترة تتراوح بين 8 إلى 11 شهراً، تطمئن المخاوف المصرية المتعلقة بعدد السنوات اللازمة لملء خزان السد، وتقييم الآثار البيئية والاقتصادية الناتجة. وترى مصر أن إثيوبيا تؤخر أعمال بيت الخبرة الفرنسي عن إنجاز أعماله في الوقت المحدد وكان من المتوقع وفقاً لتصريحات إثيوبية سابقة، إكمال العمل في السد العام الجاري وبدء تشغيله، بيد أن الوزير قال إن حكومته وضعت خططاً أولية لإكمال البناء خلال فترة تتراوح بين (5 – 6) سنوات، بيد أنها اكتشفت أن العمل يحتاج وقتاً أطول، وقال: (بناء السدود من أصعب الأعمال الإنشائية، لكننا أكملنا الأعمال الإنشائية كافة، وتجاوزنا المراحل الصعبة في البناء، ونعمل على إكمال ما تبقى من العمل في أقصر وقت، وفي ذات الوقت نحرص على تجويد عملنا، بما يجعلنا لا نستطيع الآن تحديد أجل نهائي وقاطع لإكمال بناء السد في هذا الوقت).
من جهته، قال مدير مشروع سد النهضة المهندس “سيمينغيو بيكلي” لصحافيين سودانيين من بينهم مراسل “الشرق الأوسط” في الخرطوم، دعتهم الخارجية الإثيوبية لزيارة موقع السد المثير للجدل للوقوف على الأوضاع ميدانياً، قال إن 60% من أعمال بناء السد المختلفة قد اكتملت حتى الآن، بما في ذلك أعمال الهيدروميكانيك والإلكتروميكانيك وأن معظم أجزاء المشروع جاهزة للتركيب.
ونفى المهندس الإثيوبي تقارير تحدثت عن بدء تخزين المياه في بحيرة السد، وقال إجابة على أسئلة الصحافيين: (سأترككم تجاوبون على السؤال بأنفسكم)، وسارع بنقلهم إلى موقع البناء و”النهر الرئيسي” فشهدوا تدفق مياه النيل الأزرق طبيعياً وانحدارها من منتصف السد، ثم أضاف: (نحن نتقدم في بناء السد نعم، لكن النهر لا يزال يتدفق بشكل طبيعي، ولم نبدأ التخزين بعد).