نقاط في سطور
{ لم تبق مزعة لحم في (جسد) القيادي الاتحادي “التوم هجو” من كثرة الانسلاخات في حياته السياسية خلال الثلاثين عاماً الماضية، فالسيد “التوم هجو” نائب دائرة سنار في الجمعية التأسيسية 1986م بعد وصول الإنقاذ إلى السلطة أصبح من الفاعلين في التجمع الوطني الديمقراطي والحزب الاتحادي بزعامة مولانا “الميرغني” في الخارج، لكنه قرر الانسلاخ من الاتحادي الديمقراطي والبقاء في التجمع قبل أن يقترب من الحركة الشعبية وينضم إليها بتزكية من “ياسر عرمان” ودعم “عبد العزيز الحلو”.. وشارك “التوم هجو” في الانتخابات التي فجرت النزاع في جبال النوبة برفقته مع “الحلو” في مواجهة “هارون”.. ولم يبق طويلاً في الحركة الشعبية لينسلخ مرة أخرى، ويختار وجهة حركة تحرير السودان “مناوي”.. ولكن الحركات المسلحة لا يتسع جلبابها إلا لمن يشايع رؤيتها العنصرية، ووقف “التوم هجو” بين البقاء في أحضان “مناوي” أو العودة لفضاء الحزب الاتحادي الديمقراطي، فجعل باب العودة للحزب موارباً، ولكنها عودة إلى حزب “أحمد بلال عثمان” الذي فتح هو الآخر قنوات اتصال بعيدة عن “الدقير” مع مولانا “الميرغني”.. فهل يحمل د.”أحمد بلال” صديقه القديم “التوم هجو” ويعود به لـ”الميرغني” ويترك “محمد يوسف الدقير” في السهلة؟!
{ تستعد ولاية جنوب كردفان هذه الأيام لمهرجان السياحة والثقافة الثاني في الأسبوع الأول من أغسطس القادم، وتشريف الرئيس “البشير” لفعاليات المهرجان في اليوم الأول بكادوقلي يمثل رسالة مهمة للعالم برمته أن الأوضاع في جبال النوبة أو جنوب كردفان قد تحسنت والقوات الحكومية بسطت سيطرتها على الولاية وأن وقف أصوات السلاح قد حقق قدراً من الاستقرار جعل حكومة الولاية التي يقودها الجنرال “عيسى آدم أبكر” تغني للسلام في موسم الخريف وتقيم مهرجانات للفرح يمثل إحياء لتقاليد نوبية ضاربة في القدم تعرف بسبر اللوبا.. وقد حقق الجنرال “عيسى” نجاحاً كبيراً في إدارة الولاية الأكثر تعقيداً بمنهجه الوسطى وخطابه المتصالح مع الآخرين، وتواضعه الشخصي، وقدرته على التوازن في التعيينات ما بين مكونات الولاية شديدة التعقيد، وقد حقق د.”عيسى أبكر” حتى اليوم ما عجز عنه الولاة السابقين، إلا أن الحكومة المركزية لا تزال شحيحة في دعمه ومقلة في دفع المال لتنفيذ مشروعاته.. فمتى يغدق المركز على جنوب كردفان بالمال لتنهض بعد استقرار الأوضاع الأمنية؟
{ حددت ولاية الخرطوم بصورة قاطعة أولوياتها في المرحلة الحالية وأعلنت الحرب على الشائعات من جهة والقضاء على الذباب من جهة أخرى.. وإذا كانت الحكومة التي يقودها الجنرال “عبد الرحيم محمد حسين” تعتقد أن القضاء على الذباب عن طريق رش الأحياء بالمبيدات بالطائرات، فأنها تخطئ التقدير والحساب فالذباب يتوالد بكثافة في الأحياء بسبب التردي البيئي.. وفشل الولاية في نظافة الأحياء من النفايات البشرية التي تغطي المساكن يؤدي لتكاثر الذباب والبعوض وتفشي الأمراض، ومن بينها (الإسهالات)، والقضاء على تلك الأمراض يبدأ بالنظافة، وقد هزمت الأوساخ حكومة الفريق “عبد الرحيم”.
أما القضاء على الشائعات التي تسيطر على الإعلام الشعبي فهي ليست مهمة الشرطة ولا الجيش ولا القضاء والنيابة، ولن تفلح الحكومة في مواجهة مروجي الشائعات إلا إذا حاربتها بالحقيقة وفتحت نوافذ الحرية للصحافة وأطلقت يد القنوات الحكومية.. فالشائعة تهزمها الحقيقة، وتتنامى في مناخ الكبت وسجن الحروف، وأيلولة ملف الإعلام لغير أهل الاختصاص جعل الحكومة سجينة في شاشات الهواتف الذكية.
{ فشل إدارة جامعة “بخت الرضا” في الدويم يدفع ثمنه كل السودان وتهزم سياسات تلك الجامعة كل جهود التسوية السياسية لقضية دارفور.. وقد أوقعت المعارضة الحكومة في فخ نصبه البعض بغباء لكنه أصبح فخاً ذكياً لأن العقل الذي يدير أغلب الجامعات لا يستحق إدارة رياض الأطفال.