سيوف العُشر
بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم الظالم بتعليق مشاركات الاتحاد السوداني خارجياً في المسابقات التي ينظمها الاتحاد الدولي، استل الكثيرون سكاكينهم الصدئة لنحر أمانة الشباب في حزب المؤتمر الوطني وتصويرها بالفاعل والجاني وأن الرياضة في البلاد مفعول بها، وشن بعض الأقلام هجوماً سافراً على المؤتمر الوطني وأمانة الشباب التي تضم في تكوينها أمانة خاصة بالرياضة مثلها وسائر الأحزاب التي تهتم بالنشاطات الاجتماعية والثقافية في البلاد.. والهجوم الذي تتعرض له الأمانة الرياضية أقعدها عن أداء دورها في إسناد من يستحق السند حسب تقديرات الحزب الذي يحكم البلاد منذ (27) عاماً، لكن البعض يسعى لإبعاد المؤتمر الوطني عن أهم المناشط الاجتماعية في البلاد، ألا وهو الرياضة، حتى تظل حكراً على بعض الأحزاب يعبث بها ويفرض من خلالها شخوصه.. ورؤيته.. وتأثرت أمانة الشباب بالهجمة الشرسة التي يقودها اليسار والمعارضة، وحتى بعض قيادات المؤتمر الوطني انساق وراء الحملة الزائفة وأخذ يردد ترهات هؤلاء القوم.
الرياضة ليست ترفاً، فهي الأكثر تأثيراً على قطاعات الشعب، والحزب الذي يكسب القاعدة الرياضية يكتب لنفسه حاضراً ومستقبلاً، وقد نجحت أمانة الشباب بحزب المؤتمر الوطني في إسناد بعض الرموز الرياضية في انتخابات الأندية والاتحادات الرياضية، وكان حرياً بالأمانة أن تقف سنداً في الانتخابات التي ألغيت بمؤامرة مع ما تعتقد أنه الأفضل لقيادة كرة القدم، بعد أن لعبت السياسة دورها في الوسط الرياضي، وقد ظل الحزب الاتحادي الديمقراطي تاريخياً مسيطراً على الاتحادات الرياضية وأندية الهلال والمريخ والموردة وأهلي مدني وحي العرب وبورتسودان، وحتى في الاتحاد العام المتورط في جريمة التعليق وفضائح الفساد، فإن أغلب قادة هذا الاتحاد من منسوبي الحزب الاتحادي الديمقراطي من “مجدي شمس الدين” الذي باع المؤتمر الوطني في رابعة النهار الأغر وركل بطاقة الانتماء إليه وهرول نحن السيد “الميرغني” الذي رشحه في دائرة أم دوم في الانتخابات الماضية، إلى “أسامة عطا المنان” الذي حمله المؤتمر الوطني على أكتافه وأخلى له دائرة نيالا ليمثل المدينة، و”محمد سيد أحمد الجكومي” حليف “عقار” و”عرمان” ومن المقربين للسيد “الميرغني”.. وتاريخياً كانت القيادات الرياضية في أغلب الأندية من رموز الحزب الاتحادي الديمقراطي.. “حسن عبد القادر” و”حجوج” و”الطيب عبد الله” و”كير” في بورتسودان، وباورث في حي العرب، و”عثمان عمر الشريف” في الأهلي مدني و”سليمان دقق” في الأبيض و”مهدي الفكي” و”طه علي البشير” و”الكوارتي” كل هؤلاء من قيادات الاتحادي الديمقراطي ورموزه.
فلماذا حلال على الاتحاديين واليساريين أمثال “مؤمن الغالي” قيادة الاتحادات الرياضية والأندية وحرام على منسوبي المؤتمر الوطني الترشح لقيادة الاتحاد العام لكرة القدم؟؟ ولماذا الهجوم على أمانة الشباب التي لم تفعل شيئاً سوى استقبالها للفريق “عبد الرحمن سر الختم” و”نصر الدين حميدتي” الوزير والقيادي في المؤتمر الوطني والمهندس “عبد القادر همد” و”جمال الوالي” و”سعد العمدة”.
إن الأقلام التي شرعت تطعن في كبد المؤتمر الوطني وتزيف الوقائع وتلوي عنق الحقائق لها مواقعها السياسية من المؤتمر الوطني، وهي تتدثر بثياب الرياضة، لكنها في الواقع تعبر عن مواقف أحزابها المنافسة للمؤتمر الوطني.. الذي لا ينبغي له الوقوف متفرجاً في الوسط الرياضي ينتظر الآخرين يقدمون قياداتهم ويتخذونه خزانة مالية لإشباع رغباتهم.