شهادتي لله

لا تضغطوا على السودان..

{ أفضل ما يمكن أن تفعله حكومتنا تجاه أزمة أشقائنا في خليجنا العربي أن تواصل في خطها العقلاني بالدعوة والإلحاح في ضرورة عودة الأخوة المتنازعين إلى بيتهم الخليجي، منعاً للتدخلات والأطماع الإقليمية والدولية في ثروات بلدانهم الثرية، وكم من طامع فيها وكم متلهف لتمزيق وحدتها وصفها الواحد.
{ ليس في مقدور السودان الذي يقاتل جيشه في اليمن مواجهاً بالروح والدم جحافل “الحوثيين” حامياً حدود الخليج الجنوبية، أن يتقدم خطوة بعد هذه الخطوة العزيزة والقرار النبيل.
{ يجب أن تقدر دول المقاطعة حساسية الموقف السوداني، ليس تعاطفاً مع “قطر” أو وفاء أخلاقياً لوقفات قديمة في زمن الأزمات وعز الحصار، ولكن لأن الأفضل للخليج أن يكون هناك “كويت” و”سودان” يتوسطان الفرقاء، حتى إذا ما أراد طرف الرجوع عند صحوة ضمير، كان الوسيط العربي أفضل من الأمريكي الذي يطلب دائماً ثمن الوساطة باهظاً جداً ومكلفاً!!
{ لا تطلبوا من السودان أكثر من المستطاع، والأمر لا علاقة له بـ(إخوان) ولا جماعات إسلام سياسي، ولكن بلدنا مضى في الشوط بعيداً وتجاوز بعض دول الخليج عندما قاطع “إيران” وأمهل سفيرها (72) ساعة لمغادرة “الخرطوم”، بينما لا يزال سفراء إيران موجودين في ثلاث دول خليجية حتى يوم الناس هذا!!
{ إن ممارسة أي ضغوط، أو إرسال أية رسائل سلبية للسودان من قبيل ظهور مدير مكتب الرئيس السابق ضمن وفد وزير الخارجية السعودي المشارك في القمة الأفريقية الحالية بأديس أبابا، يدفع السودان دفعاً إلى الضفة الأخرى، وهو في كل الأحوال لن يخسر أكثر مما خسره خلال الـ(28) عاماً الماضية.
{ وفي ذات المسار، فإن عدم رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية خلال العشرة الأيام المقبلة، وفاء بتعهدات الإدارة والخارجية الأمريكية يعيد السودان قسراً مرة أخرى إلى محور (روسيا – إيران- حماس)، وتفقد الولايات المتحدة الأمريكية بالتالي مساحات رحبة من التعاون الأمني والاستخباري في ملفات مكافحة الإرهاب، ولا خيار أمام حكومة السودان سوى السير في الاتجاه المعاكس إذا استمرت ألاعيب “واشنطن” وحلفائها في المنطقة.
{ الإسرائيليون وحدهم يعرفون هذه النتيجة، لذا فإنهم نصحوا “واشنطن” مبكراً بتشجيع “الخرطوم” على التنائي عن الحلف الإيراني برفع العقوبات الاقتصادية عن كاهل شعبه، لكن بعض قصار النظر في منطقتنا لا يفهمون.. ولا يرون تلك المرامي البعيدة.
{ اتركوا السودان يساعدكم وفق استطاعته وقيمه وأخلاقه، وساعدوه في أن يتحرر من الضائقة الاقتصادية برفع العقوبات، ما دمتم لم تدعموا خزائنه بالمليارات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية