الديوان

القيادي بالمؤتمر الشعبي "محمد الأمين خليفة" على برش (الضرا) يفتح قلبه

زوجتي (باعت بوكس) لتزويج أولادي ووضعتني أمام الأمر الواقع..
لا أشاهد (أغاني وأغاني) في رمضان.. و”قدور” راجل صاحبي ما يزعل مني
حوار ـ نهلة مجذوب
القيادي بالمؤتمر الشعبي والبرلماني القديم “محمد الأمين خليفة” عضو مجلس الولايات الآن والذي بات قريباً من منصب نائب رئيس المجلس، أجلسته (المجهر) على برش (الضرا) وأدارت معه حواراً مختلفا يتناول الجانب الآخر من حياته خلال الشهر الفضيل.. وتحدث “خليفة” بصدر رحب بعيداً عن هموم السياسة وتقلباتها.
{ رمضان كريم؟
_ الله أكرم، وتصوموا وتفطروا على خير.
{ كيف تقضي شهر رمضان مع مشغوليات العمل العام وكيف تحقق التوازن بين (حميمية الإفطار مع الأسرة) وواجب تلبية دعوات الإفطار العملية؟
_ أنا أحب جداً الإفطار في البيت وأستمتع بذلك، لكن الدعوات الكثيرة تمنعني من تحقيق ما أحبه، وهذه الأمنية لا تتحقق لي في رمضان أن أفطر مع أولادي ويأتينا ضيوف ثلاثة أرباع أيام رمضان، وما سواها أكون مدعواً للإفطار خارج المنزل ولابد من تلبيتها إلا إذا تضاربت الدعوات، فأحرص على تلبية الكثير من الإفطارات منها إفطار رابطة القوات المسلحة وإفطار القصر وحزب الأمة والإخوان المسلمين والأقباط والبرلمان والجيران وغيرهم كثر. لكن أتمنى في رمضان أن أكون موجوداً في البيت وأفطر (الفطور الدافع قروشه ده).. ويأتوني ناس دون أن أقدم لهم الدعوة.
{ في رمضان بتدخل المطبخ؟
_ لا أدخل المطبخ إطلاقاً، ناس البيت ما بحوجوني لشيء إطلاقاً عارفين مزاجي.
{ ما تفضل تناوله في إفطار رمضان؟
_ في المشروبات أحب الآبري، والمأكولات “العصيدة بملاح الشرموط أو الروب”، يومياً في عصيدة، وأحب بليلة الكبكبي مع البلح.
{ وماذا تفضل في السحور؟
_ في السحور أفضل أن أتناول  شيئاً خفيفاً.. أحياناً كوب لبن وأحياناً أتناول الرقاق باللبن كي أستقوي على الصوم. كما أتناول الشاي أو القهوة أو أيهما أسبق.
{ أجمل ما في رمضان ؟
_ أجمل أيامه في  العشر الأخيرة أيام التهجد من الفطور إلى التراويح، ومن التراويح إلى البيت استقبل ضيوفاً إن أتوا أو أقرأ بعض الكتب إلى أن يحين وقت التهجد، ثم إلى صلاة الصبح في جماعة، ومنها إلى تلاوة الجزء ثم أخلد للراحة والنوم. فاليوم في رمضان قصير جداً.. ورمضان كله قصير.
{ هل تشاهد برنامج (أغاني وأغاني)؟
_ لا ما عندي له وقت، لكن أرى ناس البيت متابعين ومهتمين به، (السر قدور ما يزعل مني بس لأنه رجل صديقي) لكن قولي له عندك مشاهدين.
{ مَن مِن أبنائك تأثر بك؟
_ في صفات مشتركة، ولدي الكبير “محمد الحسن” أراه صبوراً جداً واجتماعي جداً مثلي منذ أن كان صغيراً، ولما كنت في جوبا ضابطاً عظيماً في الجيش 1988م كان يدخل بيوت الجنوبيين ويعرف لغتهم ويعرفون بأني والد “محمد الحسن” ولست (المقدم أركان حرب) “محمد الأمين خليفة”، فهو محبوب جداً وسط الجنوبيين لما كنا في جوبا، ويعرف أهله جميعهم.. أهل أمه (السناهير) وأهلي أنا.
أما “أحمد” فأخذ مني الإطلاع والقراءة.. أي كتاب يأخذه من مكتبتي.. أما بنتاي فهما أكثر تعلقاً بي وأحن عليهما أكثر من الأولاد، وكل فتاة بأبيها معجبة. وهما متأثرتان بي جداً وللحد البعيد، واحدة مهندسة كمبيوتر والأخرى تخرجت طبيبة أسنان.
{ المدام (ماما فاطمة) في حياة “محمد الأمين خليفة”؟
_ (ماما فاطمة) امرأة نشيطة جداً وتحب عمل الخير وهذا طبع عن بعض النساء خاصة (السناهير) باعتبارهم شيوخ الجعليين، فهم عندهم هذا الإرث فيقولوا (الريح الكبير) و(أبو المساكين) وهكذا.. وهي تحب هذا العمل الاجتماعي مع اليتامى والمشردين والأرامل. وأتذكر لما كنت في السلطة نشطت لها جمعيتها وكانت تقوم في رمضان بدعوة إفطار نخصصها للأرامل وتوزع لهن الثياب، كما أذكر أيضاً أنها كانت تأتي بالمشردين وتدعوهم للإفطار وتلزم أبناءها وأبناء الجيران بأن يأكلوا معهم.. وعملت أيضاً دراما في التلفزيون مع المخرج “شكر الله خلف الله”.. مسرحية جميلة سموها (المشرد)، وكنا في بيوت الحكومة فأتت بأبناء وبنات المسؤولين وقتها “الزبير محمد صالح” و”نافع علي نافع” و”عباس عربي” و”بكري حسن صالح” وكانت في منتهى الروعة، حضرناها مع “عبد الباسط سبدرات”  وكانت في قمة الروعة ومعنا المذيعتان “سهام وليلى المغربي” وكرمت بجائزة. وتقوم أيضاً بعمل كبير.. ولا أنسى لها هذا الدور، فهي السبب الرئيس في زواج أولادنا أكثر مني.. وحسب ثقافتنا نحن نترك الولد حتى يبني نفسه ثم يتزوج بعدها و(ماما فاطمة) هي التي بحثت لهم عن العروسات من خلال معارفها وأهلها. وكان عندنا (بوكس) بعناه لأنها أصرت على تزويج الأولاد. ولم يكن عندنا شيء.. ووضعتني أمام الأمر الواقع..  والحمد لله الآن أبنائي أنجبوا أحفاداً.. وما زالت تعمل، وهي جريئة تسوق الناس إلى المسؤولين الكبار وتفرض شخصيتها، وهي مشهورة، “فاطمة الأمين الريح”… و(مرياحني من بلاوي كثيرة جداً).
{ وهل كنت راضياً عن عملك السابق في السلطة.. وما هي أبرز الأعمال التي قمت بها؟
_ نعم، راضٍ عن أداء المجلس الوطني في بداية الإنقاذ بثلاث نواحٍ أساسية.. أولاً العمل الوطني الكبير الذي قمنا به والشمولية والرقعة الجغرافية لا توجد (شللية) أو (فردانية) وتكتلات قبلية إطلاقاً، ولا توجد عنصريات أبداً.. فقط العمل الوطني.. الشيء الثالث هو الإخلاص والهمة التي كانت موجودة في ذلك الوقت والانتقال إلى إجازة المراسيم الجمهورية التي تأتي إلى ذلك التشريع، وإجازة الميزانيات والقيام بالعمل التشريعي والعمل التعبوي والرقابي خير قيام. وأول مجلس أدخل السودان بعد الانقلاب في اتحاد البرلمانات العربي والأفريقي والدولي بعد انقطاع بسبب الانقلابات التي كانت تحدث. وكان لنا دور بارز في تأسيس البرلمان الإسلامي. أنشأنا اتحاد البرلمانات الإسلامي في الدول الإسلامية.
{ بمناسبة رمضان لم تفكر أن خيار إعادة لحمة الإسلاميين هي الأفضل.. وماذا فعلت؟
_ ليس الإسلاميون فحسب، فرمضان نفحة من نفحات الله على المرء المسلم أو المؤمن أن يتعرض لها، ومن نفحات رمضان أن تنتشر معاني التسامح والأخوة والعفو عما فات والنظرة للمستقبل، ومثلما الناس يصومون في وقت واحد ويفطرون في وقت واحد ويقفون صفاً واحداً، هذه المعاني علينا أن نترجمها في الجانب الاجتماعي والسياسي على أرض الواقع، لذا كانت الدعوات للمّ الصف في رمضان أدعى من أي وقت آخر، لأن النفوس تكون طيبة والكلمات تكون صادقة والنظرة ثاقبة نحو الغد فإن شاء الله تترسب هذه المعاني في رمضان، وننطلق بها، وتعطينا دفعة لرمضان القادم إن شاء الله وبنص الآية الكريمة في القرآن (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا).
{ هل صحيح أن الإنقاذ أتت بالشريعة الإسلامية؟
_ نعم.. بداية الثورة هي التي فجرت البترول والنهضة الصناعية والنهضة الدينية، والآن الناس تجري على المساجد التي تقرأ جزءاً من القرآن في التراويح وزمان القصة دي مافي.. الحجاب ساد منظر البنات فسابقاً ما أظن تأتيني صحفية لابسة مثل اللبس ده، أنت الآن في سترة وحشمة الحمد لله ما عارفين البحصل زمان.. مظهر الشارع السوداني تغير كثيراً.. الآن البيت كله يذهب للتهجد إلى الصباح.. الآن الناس تتأمل وتتدبر القرآن.. زمان تمشي الجامع تلقى اثنين ثلاثة فقط عجائز كبار.. الآن البنات يرتدن المساجد.
{ ثوب العسكرية عند “محمد الأمين”؟
_ العسكرية مثل السباحة لا يستطيع الإنسان أن ينساها، وتعلمك أشياء كثيرة من العادات والتقاليد العسكرية الحميدة خاصة في ضبط المواعيد، رغم أننا كمسلمين علينا أن نهتم بضبط المواعيد أكثر من أي شخص آخر. والعسكرية تعطيك الدروس الوطنية منذ الصغر إلى أن تكون ضابطاً وتذهب إلى الغابة، لأنه لا عنصرية ولا قبيلة إطلاقاً في العسكرية ولا حتى في الجانب الديني، فقد يكون معك مسيحياً في الخندق ويدافع عنك.. (الخوة) الحقيقية قد لا تجدها في شقيقك الذي قد يكون بعيداً، لكن الأخ الحقيقي هو الذي يلازمك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية