(3) أسباب أعادت النجاح القوي لـ(أغاني وأغاني)
الخرطوم – المجهر
بعد مرور نحو نصف الشهر الفضيل بدا أن البرنامج الجماهيري (أغاني وأغاني) الذي تبثه قناة (النيل الأزرق) خلال الشهر قد عاد كما عرفه الناس قوياً يلفت انتباه الناس ويشغل حيزاً كبيراً من الطقس الرمضاني، رغم منافسة كثير من برامج القنوات الأخرى بعد أن قوبل بنقد لاذع خلال المواسم السابقة.
ودون النظر إلى ما سبق من توقعات محبطة مشفوعة برجاءات نجاح البرنامج الأكثر استحواذاً على اهتمام المشاهدين خلال الشهر الكريم، نجد أن ثمة أسباب مقنعة للغاية أعادت إلى البرنامج سيرته الأولى في النجاح.
{ عودة ومرونة الاختيار
أول الأسباب التي جعلت من البرنامج ناجحاً للغاية يتمثل في عودة “عاصم البنا” الذي شكل دعامة أساسية للبرنامج الجماهيري، وكان سبباً مباشراً في نجاحه خلال سنوات ظهوره الأول مع الراحل “نادر خضر” و”جمال فرفور”، و”عصام محمد نور” ورغم أن ظروفاً متباينة قضت بابتعاد “عاصم” خلال الموسم السابق، إلا أنه على ما يبدو أنه استطاع تجاوز تلك الظروف، وراهن في حديث سابق على عودة الألق مرة أخرى لـ(أغاني وأغاني)، كما أن المرونة التي اتصفت بها إدارة البرنامج في الإضافة والحذف للمشاركين كانت سبباً في أن تمنح فرصة كبيرة لمطربين صاعدين حققوا نجاحات كبيرة منهم “مأمون سوار الذهب” وإيلاف عبد العزيز”، خاصة “مأمون” الذي كان مقرراً أن يشارك في حلقة واحدة، ولكن قدراته فرضت على الإدارة منحه فرصة الظهور في أغلب حلقات البرنامج.
{ تجاوز الاهتمام بالمظهر
من الأشياء التي كانت سبباً في تراجع البرنامج خلال السنوات السابقة، محاولة منتجيه حشد بعض الوجوه (الفوتوجنيك) التي قد تقدم الإطلالة المريحة، لكن محتواها قد لا يكون بذات مستوى طاقم برنامج يشاهده كل السودانيين في الخارج والداخل، فإذا استثنينا “أفراح عصام” نجد أن المشاركين تعينهم قدراتهم الأدائية واستحقاقات، كما أنه تم إدخال عناصر تفتقر للتجربة الفنية خلال السنوات السابقة.. لكن إدارة القناة استعانت هذه المرة بوجوه متمرسة في أداء الأغاني الجماهيرية والعاطفية وخلق (مجايلة) أضافت كثيراً لتنوع البرنامج.. ومنح وجود “صلاح بن البادية” البرنامج ثقة كبيرة.
{ كاريزما “قدور”
لا أتفق مع كثير من الآراء التي تقول إن مقدم البرنامج “السر قدور” فقد بريقه أو أنه أصبح يغرد خارج سرب ما يريده الناس، “قدور” لا يزال يحتفظ بكثير من لياقته الذهنية وقدرته على الإبهار وإيراد حكايات الأغاني، فهو شاعر ومغنٍ وممثل مسرحي وكاتب، التصق بالحياة الإبداعية في السودان لعدة عقود كان من خلالها شاهداً على الأحداث وصانعاً لكثير منها، ولهذا فإن “قدور” المقدم العجوز الذي ضحك كثيراً.. وضحك أيضاً أخيراً ضخ في أوردة البرنامج دماء النجاح مرة أخرى.