رأي

مسألة مستعجلة

 شباب في لمسة وفاء
نجل الدين ادم
في لمسة وفاء رائعة لأصحاب الجميل شاركت أول أمس في واحدة من برامج التواصل الإنساني لشباب واعي ومنفتح وهم يصلون أصحاب الأيادي البيضاء والعليا في العمل العام، خدمة لمجتمعهم الصغير والكبير، هكذا تجسدت الصورة وأنا أرافق وفداً من شباب حزب المؤتمر الوطني بقيادة (أخونا) النشط “محجوب أبو القاسم” في برنامج اختاروا له (تآخت في الله قلوبنا) بمناسبة الشهر الفضيل، ليعيدوا فيه الوصل لما انقطع، وأنه فعلاً لتآخي وقد كان العم “أبو بكر إدريس” واحدة من المحطات التي وقفنا عندها بمنزله الثورة الـ(57) بمحلية كرري، رجل في غاية التهذيب والتدين مكافح في الحياة العامة كسباً للعيش، وقصة الوفاء للرجل تأتي فيما قدمه في العمل العام لأهل الحي وهو أحد قيادات الحركة الإسلامية الذين رسموا ملامح الحي الهادي المتواصل اجتماعياً والمتفاعل مع بعضه وجدانياً. فهكذا وجدناهم على قلب رجل واحد ونحن نشاركهم إفطارهم في برش حدادي مدادي على امتداد الشارع العام، وعظمة الزيارة لهذا المنزل المتواضع في مظهره والعظيم بمعانيه، أن شباب الحزب أرادوا أن يشيروا إلى كبارهم بأنكم ما تزالون على العهد ولأهلكم أوفياء.
سعدت في المشاركة في هذا البرنامج النوعي الذي خرق العادة فاختار الشباب هذه المرة أن يصلوا القواعد بدلاً من القيادات وعظمة الفكرة في أنها تعبر عن أواصر الصلة وترابط البنيان سواء كان اجتماعياً أو حزبياً.
اختيار العم “أبو بكر” نموذجاً لهذا الوفاء كان عين الصواب والرجل قد انزوى عن العمل العام والحزبي على السواء واختار ماكينة خياطة داخل منزله، لتكون عنواناً لمسيرة حياته وهو يكابد المشاق، وفي ذلك فقد أهل الحي والقواعد بمحلية كرري واحداً من صناع البسمة في وجوه الناس.
مبادرة الزيارة كانت بمثابة المحلول الوريدي في جسد عمنا الذي اختار كما أشرت أن يكون بعيداً والحي يشهد له في يوم من الأيام وهو يتقدم الصفوف من أجل أن يكون حياً نموذجياً، وهو يتقدم على  أهل الحي بجر القرعة في هذا المكان الذي لم يرق للكثيرين وقتها ربما لبعد المسافة، ولكن جهد الرجل وحماسته في ملاحقة المسؤولين في تقديم الخدمات طوى كل المسافات الطويلة، وبدد التردد .
سعدت أيضاً بتفاعل قيادات الحزب من الشباب في المحلية مع قواعدهم ومعرفتهم اللصيقة بكل من له أيادي طولى في العمل العام لا يحجبه الانزواء الذي اختاره عن أنظارهم.
سعدت بحق وحقيقة وأنا أشارك في ترسيخ واحدة من قيم الوفاء للناس وتحقيق الوصل.
 التحية لشباب المؤتمر الوطني على هذا العمل الإنساني والتحية لـ(أخونا) “محجوب أبو القاسم” صاحب المهام الصعبة وهو يُشركنا في هذا الأجر، والتحية لرفقاء دربه من الشباب أخونا “أبو يزيد” أمين أمانة الشباب في المحلية ولإخوته في مسيرة هذا التواصل، أبشر وعبود وخالد وغيرهم ونسأل الله لهم القبول وهو المستعان.

  

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية