"البشير".. "نكروما" و"نيلسون مانديلا".. الشعوب تموت واقفة..!
الأخ الصحفي الألمعي/ الأستاذ الهندي عزالدين
تحية واحتراماً
قرأتُ لك مقالاً هطولاً بجريدتكم الغراء (المجهر) العدد (1778) بتاريخ 20 مايو 2017، مقالاً قلّ ما قرأتُ مثله، في عمودكم المقروء (شهادتي لله)، غسل عني مغبنة الكتابة الخناف، وبعث في وجداني ثقة ومهرجاناً للعزة والكرامة، وحرضني على التفاؤل والكتابة إليكم بين فينة وأخرى بعد أن أقعدتنا مطاردة الأكاديميات عن الكتابة، المقال بعنوان (تاج عزتنا.. رئيسنا.. فلينسحب مدير مكتبه).
لقد أصبت كبد الحقيقة، وخطرت في مخها، فكيف لا وأنت تبلغ في الصحافة شأواً عظيماً ولك في المنافحة عن هذا الوطن علو الكعب وذرابة اللسان، الحقيقة القاطعة هي أن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش اليوم أضعف حالاتها، تعاني الوهن الاقتصادي، في عالم يندفع نحو الحرب العالمية الثالثة برافعة التحولات، والترتيبات الإستراتيجية الدولية الجديدة، فالحرب بعد أن حصدت الهلال الخصيب تتجه كمواجهة بين أمريكا وأوربا، حروباً استخباراتية، أمريكا تسعى إلى تفكيك أوربا بتفكيكها وإضعاف حلف الناتو، لكن الولايات المتحدة نفسها تحس طقطقة التفكك، بعد أن انكسر مرق الديمقراطية، لقد انقطع رأس العالم هولاً حينما بعثت الضغينة والإحن بـ”دونالد ترمب” رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، إنه الغبن العنصري الكامن المتمفصل هيكلياً في أمريكا، حتى إذا فاز “ترمب” جن الناس جنونهم، فمنهم من صرخ صراخاً هستيرياً، ومنهم من أغمى عليه، ومنهم من حطم تلفازه ونوافذ منزله، ثم خرج الناس في ذلك اليوم في كل أنحاء العالم “يتجعرون”.. وهم يهتفون ضد “ترمب”، هذا هو الرئيس الذي سيغرق العالم في حرب لا تبقي ولا تذر، وهو ذات الرئيس الذي سوف تتفكك الولايات الأمريكية في عهده إلى دويلات.
إنه الرئيس المغضوب عليه في أوربا، وأستراليا، وآسيا، وأفريقيا، كنت حفياً بك وأنت تثمن موقف رئيسنا السوداني.. رمز الكرامة الأفريقية عن اعتذاره عن حضور تلكم القمة.
إن الشعوب تموت واقفة كما الأشجار.. نعم .. عشرون عاماً من المظلمة الأمريكية، والحصار الجائر والانتهاك المبرمج لحقوق المواطن السوداني، صرنا فيها كجريح الكلاب لا يملك غير لحس جراحه لتبرأ، كنا وحدنا، كنا مثل أشجار بلادنا سامقة نلامس الثريا، كرماء شجعان مثل أبطال “غبريال غارسيا ماركيز”، ميّتون لا تسعهم الأبواب، وسيعلم الناس في يوم ما أن الرئيس “عمر البشير” نموذج آخر لـ”نكروما” و”نيلسون مانديلا”.
لك حبي وعاطر التحايا والتقدير
بروفيسور أبو القاسم قور حامد
المستشار الأكاديمي للبرنامج الأفريقي لجامعة السلام – أديس أبابا