أخبار

(المجهر) ترصد معاناة اللاجئين الجنوبيين في معسكري العلقاية وخور الورل

(500) طفل أصيب بمرض الجرب وحالتا ولادة في اليوم
الجبلين – سيف جامع
مع اشتداد وتيرة الصراع الدموي حول السلطة في دولة جنوب السودان يزيد بالمقابل عدد اللاجئين إلى السودان فراراً من جحيم الحرب، حيث بلغ عددهم بمعسكرات الإيواء (140) ألف نسمة، بحسب معتمدية اللاجئين، لكن مفوضية حقوق الإنسان بالولاية، أشارت إلى انتشار عدد كبير من الجنوبيين خارج المعسكرات على النيل بجانبيه إلى امتداد الحدود مع ولاية  الخرطوم.
والحكومة السودانية منذ بداية الحرب في الدولة الوليدة عملت على تخفيف معاناة المواطنين الجنوبيين بفتح أربعة مسارات لإيصال الإغاثة لهم، وتمتد هذه المسارات من كوستي إلى جودة إلى مدينة الرنك بدولة الجنوب، ومسار آخر من كوستي إلى المقينص وآخر من كوستي إلى بانتيو والرابع إلى أويل.
ويقول مفوَّض العون الإنساني بالولاية: إن حكومة السودان وفرت كل المعينات اللازمة لراحة الجنوبيين سواءً بالمعسكرات أو في الجنوب، حيث تتحرك أسبوعياً الشاحنات المحملة بالإغاثة إليهم، وأيضاً ساهمت عدد من الولايات بإرسال قوافل إلى دولة الجنوب، كما كان لمكرمة رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” والتي قضت بإرسال آلاف من جوالات الذرة أثراً كبيراً في تخفيف موجة المجاعة هناك، وأضاف المفوَّض: كل ذلك للحد من تدفق اللاجئين بهذه الطريقة.
ويشير مفوَّض العون الإنساني بولاية النيل الأبيض “محمد إدريس الشيخ” عن انتشار كبير للاجئين الجنوبيين خارج معسكرات الإيواء، وقال إنهم منتشرين في المدن وعلى الشريط النيلي إلى ولاية الخرطوم، وأكد أن ولاية الخرطوم أغلقت حدودها ومنعت دخول اللاجئين الجنوبيين، غير أنه أشار إلى وجود حالات تحايل للدخول بعدة طرق.
وأشار في تصريحات صحفية أمس، أن اللاجئين مثلوا ضغطاً على الخدمات بالولاية بمشاركتهم المواطنين خدمات الصحة والتعليم والمياه.
وقال إن الجنوبيين المنتشرين خارج المعسكرات تنقصهم الخدمات، مناشداً منظمات الأمم المتحدة بتقديم الخدمة لهم، ونوَّه إلى أن عدد اللاجئين في الولاية بلغ (140) ألف، بحسب إحصائية المعتمدين من جملة حوالي مليوني جنوبي في السودان.
وقال إن اللاجئين الجنوبيين يجوبون الولايات دون مضايقات أو الحد من حركتهم، نافياً استخدامهم كعمالة وإنما تستضيفهم الولاية وفقاً للقيم السودانية.
ورغم تضافر جهود الحكومة لتوفير الاحتياجات الإنسانية للاجئين إلا أن حجم الاحتياجات في توسع مستمر خاصة مع تزايد أعداد اللاجئين كل يوم، حيث وصل إلى الولاية منذ شهر أبريل الماضي (40) ألف، (20) ألف، منهم في الأسبوعين الأخيرين وفقاً لمعتمدية اللاجئين.
وحول الوضع الصحي بمعسكر “العلقاية” الذي يضم (18) ألف لاجئ، يقول الطبيب بمركز صحي يتبع للهلال الأحمر “ناويلا تول ادوك”: إن المعسكر خالٍ من الأوبئة وأن الأمراض الموجودة تنحصر في الملاريا والالتهابات، مشيراً إلى انتشار مرض الجرب، ووصلت الإصابات إلى (500) حالة وسط الأطفال، وعزا دكتور “ناويلا” ذلك إلى استحمام الأطفال في  (خور) به مياه راكدة منذ الخريف الماضي، لكنه أكد أنهم تمكنوا من القضاء على الجرب تماماً.
ويقول “ناويلا”: إن الذين يترددون على المركز يبلغ عددهم ما بين  (100) إلى (120) مريضاً، وذكر بأن إحصائية الولادة ما بين حالتين إلى ثلاث حالات في اليوم. وتحدث عن نقص في أدوية الملاريا، ويؤكد مدير معسكر “خور الورل” بمحلية السلام بالنيل الأبيض “محمد عبده طه” أن أعداد اللاجئين في تزايد مع استمرار الحرب في الجنوب وبالفعل رصدت (المجهر) أمس، وصول لاجئين جدد ويضم معسكر “خور الورل” (50) ألف لاجئي، ويشير مدير المعسكر إلى أنه صمم لـ(25) فقط، لذلك ينبغي على السلطات فتح معسكر آخر لاستيعاب الجدد، وتقوم إدارة المعسكر بتوزيع حزمة غذائية تتكون من الذرة والعدس والزيت بجانب خلطة غذائية للأطفال والحوامل.
وفي الجانب الآخر تواجه النيل الأبيض تحدياً في توفير الخدمات للعائدين السودانيين من دولة الجنوب ومعظمهم من التجار والرعاة الشماليين الموجودين هنالك قبل الانفصال، وقامت الحكومة بتوطينهم في قرى أنموذجية، لكن ما زالوا يحتاجون لبعض الخدمات الصحية والتعليمية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية