أخبار

عجائب التهاني

{من يقرأ إعلانات التهاني في الصحف تتبدى له الصورة البائسة لهذا المجتمع وتهافت الشركات نحو الوزراء، ظناً منهم أن عند هؤلاء المغانم والمطايب.. ويوم إعلان الحكومة انهالت الشركات تمدح الوزراء القادمين الجدد وتتقرب إليهم بينما الوزراء المغادرون لا يذكر بالخير أحد.. ووزير المالية “بدر الدين محمود” الذي كانت الشركات تتنافس في تهنئته إذا تفوق نجله في امتحانات شهادة الأساس، انتظر في منزله لوحده قدوم الأصدقاء لتهنئته بسلامة الخروج معافى من السلطة ولم يجد أحداً.
{أغلب التهاني تذهب لرئيس الوزراء ووزير المالية والزراعة والصناعة والثروة الحيوانية والأخير يصادق على صادر الإناث من الإبل والضأن بمليارات الجنيهات.. ولا يهنئ المهنئون بعض الوزراء مثل الدفاع والحكم الاتحادي باعتبارها وزارات ما فيها (كدة). من طرائف التهاني نصف صفحة ملونة من عمد القبائل الرحل بولاية الخرطوم وهؤلاء خصوا بتهنئتهم الرئيس “عمر البشير” ورئيس الوزراء “بكري” ووالي الخرطوم، فأين الرحل بولاية الخرطوم.. وما هي حدود مساراتهم ما بين جبل أولياء وجبل أم علي.
{أما الرحل في ولاية الخرطوم مجرد لافتة كبيرة من ورائها أشياء أخرى.. ومن الشخصيات التي حازت مواقع هامة ولم تجد من يهنئها المهندس “الوسيلة حسن منوفلي” الذي اختاره المهندسون العرب في مؤتمرهم الأخير بتونس رئيساً لاتحاد المهندسين الزراعيين بالوطن العربي.. وحتى الوزير السابق للزراعة د.”إبراهيم الدخيري” الذي ارتقى لمنصب كبير كمدير للمنظمة العربية للتنمية الزراعية لم تهنئه حتى وزارة الزراعة التي كانت (تسبح بحمد الوزير عشية وضحاها) حتى مغادرته شارع الجامعة.. وانهالت إعلانات التهاني من شركات استيراد التقاوي والتراكتورات الزراعية والمبيدات، وفي السابق كانت التهاني تأتي من اتحادات المزارعين التي أصبحت اليوم جمعيات منتجين على خطى الشيوعيين في الاتحاد السوفيتي قبل سقوط النظرية الشيوعية.
{وأكثر التهاني شيوعاً أن يقود سياسي أو نقابي أو زعيم قبلي جمعاً من عشيرته ويتقدمهم لمنزل المسؤول حديث التعيين لتهنئته وأسرته بالموقع الذي هو أهل له مع أن ذلك الشخص حتى لحظة صدور قرار التعيين كان يمني نفسه بذلك المنصب ويسعى إليه.. ومن طرائف وحكايات الفريق أول “فاروق علي محمد” رئيس أركان القوات المسلحة السابق أن تعيين صديقه الفريق “فاروق حسن محمد نور” في منصب والي كسلا قد حصد ثمرة التعيين خرافاً وجوالات سكر.. حيث اختلط على بعض الناس ما بين الفاروقين.. وظن الكثير أن والي كسلا هو الفريق “فاروق” الذي من تقاليده الراسخة الخروج مبكراً من المنزل وفي ذلك الصباح توالت أفواج المهنئين وحمل بعضهم خرافاً وجوالات سكر إلى المنزل وعند العودة وجد أكثر من عشرة خراف بالمنزل جاءت من شخصيات لا يعرفها فاتصل على الفريق “فاروق محمد نور” طالباً منه الحضور لاستلام خرافه التي جاءت عن طريق الخطأ.. مثل تعيين بعض المسؤولين في الحكومة الحالية، وفي صحف الأمس تهنئة لوزير المعادن من حركة مسلحة شاركت في الحوار وطلبت الحركة من الوزير “هاشم علي سالم” عراب الحوار إدارة الوزارة بذات المنهج الذي اتخذه في جمع شتات القوى السياسية والحركات المسلحة.. وجاءت تهاني شركات التعدين لجلالة الوزير بينما نصيب وزير الخارجية ووزير التعاون الدولي القليل جداً لأنها وزارات لا يطمع فيها أصحاب المصالح مثل بقية مكونات وزارة الجنرال “بكري” بطبيعة الحال.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية