الديوان

آخر وأجمل حوار صحفي مع "سعد الدين إبراهيم"

في ذكرى رحيله الأولى
“عن سعد الدين نحكي ليكم”

الدولة تريد الشعراء فقراء حتى يتهافتوا لتمجيدها..
حوار- عامر محمد أحمد حسين
“سعد الدين إبراهيم”، شاعر وإذاعي وكاتب صحفي، غنى للعزيزة والأب والأم والأبناء.. رأس تحرير عدة صحف.. إنه صاحب بصمة في المسرح والدراما الإذاعية، ساخر وحاذق، يقرأ كف الحبيبة وطالعها، زاهٍ باهٍ مع الأصدقاء، ومتجاوب جداً مع القراء، يحبونه ويراسلونه..
{ العزيزة؟
– أوائل قصائدي العاطفية، وجدت تجاوباً وقبولاً..
{ عنوان ديوانك؟
 _ “حروف للعزيزة”..
{ “وردي” أحبها؟
_ نعم، وقال إنها من أجمل الأغاني في الثلاثة عقود، وتغنى بها أكثر من «عشرين» فناناً وآخرهم الراحل “محمود عبد العزيز”.
{ “فتحي حسين”؟
_ أول من تغنى بأغنية (العزيزة).
{ أين هو الآن؟
_ مقيم بالمملكة العربية السعودية.
{ ابتعد عن الغناء؟
_ لم يبتعد، ولديّ معه قصائد جديدة.
{ الأب؟
– وجدت الكل يغني للأم، فكتبت شعراً في «أبي».
{ والأم؟
– بكيت عليها، فقد كانت مهد «الحنان» رثيتها بالدمع الثخين، وافتقدتها.
{ الإعداد الإذاعي؟
– برامج عديدة، منها (الصباح والندى) مع الراحلة «ليلى المغربي» و(صباح الخير يا وطني) مع كوكبة من المذيعين.
{ حكاية من حلتنا؟
– برنامج درامي، أخرجه “معتصم فضل”.
{ فكرته؟
– قصة قصيرة، اسمها «باب السنط» تم تحويلها لمسلسل درامي، وكانت الإذاعة تفتقد للبرامج الاجتماعية.
{ وقفت عند محطة «باب السنط» في القصة القصيرة؟
– أول قصة قصيرة، نشرت خارج السودان في مجلة «الدوحة» القطرية.
{ بقية القصة؟
– نشرت (الكفاح الفردي المسلح) في مجلة “الثقافة السودانية” ومجلة “الدستور” و(أسود من قش)، ومجلة “العربي” (عملية استثمار ألف شين) وقصص أخرى في ملاحق ثقافية سودانية، أشهرها (الولد الذي حنن البلدة).
{ اتحاد شعراء الأغنية السودانية؟
– منتمٍ إليه منذ سنوات عديدة، ولكني لست عضواً فعالاً مثل انتمائي لاتحاد الكتاب السودانيين ورابطة الكتاب السودانيين.
{ لا دار للشعراء؟
– لنا «قطعة أرض» شرع في بنائها لكن توقف المشروع، والشعراء فقراء.. والدولة تريدهم فقراء حتى يتهافتوا على صناعة الأناشيد والأهازيج التي تمجد انقلاباتهم.
{ رئيس تحرير لعدد من الصحف؟
– بدأت بالصدفة حينما اختارني “حسين خوجلي” مستشاراً بصحيفة (الحياة والناس)، وكان أن غادر رئيس تحريرها سريعاً فأصبحت رئيساً للتحرير لإلمامي بالعمل في الصحيفة.
{ (الحرية)؟
– من قبلها كنت رئيساً لتحرير صحيفة (الدار) الاجتماعية، و(الحرية) صحيفة سياسية وحققت نجاحاً باهراً فتم وأدها في مشروع الشراكة الذكية بدمجها مع صحيفة (الصحافة).
{ صحيفة (دنيا)؟
– هذه صحيفة «حسدها» أهلها، أو ناشروها، كانت أكبر من طموحهم فقد كانت فنية شابة وكانوا كلاسيكيون لا يرجى منهم.
{ استقلت من رئاسة تحرير صحيفة (الجريدة)؟
– لمدة عام ونيف رأست تحريرها ففتحت فيّ «عشرات البلاغات» وأوقفت وصودرت مرات عديدة، وانشغلت بالدفاع عن المشروع أكثر من تطوير المشروع.
 { واستقلت؟
 _ كان لابد من أن أترجل حتى تقف هذه «المشاغلات» وبعد ترجلي خففت عليها «الغضبة».
{ “وردي”؟
– صادقته بعد عودته الأخيرة ونمت بيننا علاقة إنسانية من الطراز الأول، وكنت أحبه ويحبني.
{ المشاريع التي بينكما؟
– نفذنا بعضها وتغنى لي بأغنية «نهر العسل» و«حوار» و«نختلف أو نتفق».
{ “أبو عركي البخيت”؟
– فنان وصديق قديم وصادق في فنه.
{ الفنان الراحل “محمود عبد العزيز”؟
– أسطورة حقيقية، وخلف مدرسة فنية وفراغاً كبيراً في الساحة.
{ (باب السنط)؟
– قصة قصيرة احتفت بها مجلة “الدوحة” في عامها الأول ونشرتها ووجدت القبول.
{ من احتفى بها؟
– الأستاذ الراحل “علي المك”، وجمهرة من أهل الثقافة وقراء.
{ (باب السنط) كان بوابة الإذاعة؟
– طلب مني الأخ المخرج “صلاح الدين الفاضل” النص وبعدها قام بتحويلها إلى مسلسل إذاعي.
{ ماذا قال عنها “علي المك”؟
– إنها رواية.
{ مسلسل إذاعي في الذاكرة؟
– مسلسل له طابع سياسي عن الجنوب السوداني، المخرج “طارق البحر” وكانت حلقاته (30) حلقة، وهو آخر مسلسل إذاعي تمت إذاعته من تأليفي.
{ خرجت من بوابة الدراما إلى الصحافة؟
– كما تعلم للصحافة ضريبتها وإن كنت أعمل على دراما إذاعية لم تكتمل بعد.
{ أخذتك الصحافة؟
– الآن كاتب صحفي، وأملك بعض الوقت لمراجعة ما أكتب، وكذلك إضافة لما كتبت ولم ينشر أو يذاع من أعمال درامية وقصصية ورواية.
} المسرح
{ (برلمان النساء)؟
– هذه مسرحية “سودنتها”.
{ مسرحية عالمية؟
– أمريكية وعنوانها (برلمان) ومن ترجمتها العربية حولتها إلى مسرحية سودانية مائة بالمائة.
{ أصابت النجاح؟
– الحكم متروك للنقاد والمشاهد.
{ وجدت القبول عند الشارع العام؟
– أعتقد ذلك.
{ لماذا؟
– ناقشت قضية المرأة وعلاقتها بالرجل والمحيط الاجتماعي وقيوده وكانت سابقة للاهتمام العالمي والإقليمي بقضايا المرأة.
{ مخرجها؟
– “عماد الدين إبراهيم”.
{ الممثلون؟
– “نادية بابكر”، “سمية عبد اللطيف”، “جمال حسن سعيد”، “الرشيد أحمد عيسى” وأسماء أخرى.
{ هل “سعد الدين” مسرحي؟
_ درامي، وتحتها تجد مسرحياً وكاتب سيناريو ومؤلفاً قصصياً.
{ سيناريو في الخاطر؟
– قصة قصيرة (عملية استثمار ألف شين)، وقام بعمل السيناريو أحمد طه المفريب”.
{ سيناريو لم يكتب؟
– سيناريو لعمل بعنوان (الفكرة المتسلطة)، لا زلت أعمل عليه منذ (18) عاماً.
{ هل تتسلط الفكرة على الكاتب؟
– بالتأكيد.
{ كيف؟
– أعمال كثيرة تم البناء على الفكرة، واصطياد الفكرة معناها إنجاز (50%) من العمل.
{ فكرة تسلطت عليك؟
– كنت أعمل في سلسلة إذاعية بعنوان (حكاية من حلتنا) والحكاية التي تسلطت عليّ أكثر من “عقد ونصف العقد” من السنين عن تلميذة تتزوج أستاذها.
{ وهل تم الطلاق؟
– (يضحك).. أخوة أعزاء قالوا بصريح العبارة هذا لا يحدث في السودان.
{ لم تطلقها للنشر؟
– كل هذه السنوات جعلت المتغيرات أكثر من قول الأصدقاء لا يحدث في السودان.
{ القول الفصل؟
– سأحولها إلى (رواية) وستدخل كل التفاصيل الاجتماعية الجديدة والمتغيرات مع بقاء الفكرة (الأولى).
{ هل أنت عضو في اتحاد الدراميين؟
– لا، لست عضواً في الاتحاد.
{ لماذا؟
– هذا السؤال لم أسأله لنفسي.. ولكن لم يطلب مني درامي أن انضم إلى اتحادهم.
{ يصنفونك شاعراً وصحفياً؟
– احتمال.
{ والاحتمال الثاني؟
– لست متفرغاً لعمل الدراما.
{ والاحتمال الأخير؟
– مشاهدة كل أنواع الدراما السودانية و(سماع) الإذاعي منها، والحضور إلى المسارح لمعرفة أين وصل المسرح السوداني.
{ كيف تنظر إلى المسرح السوداني اليوم؟
– بحذر شديد.
{ لماذا؟
– مسرحية من تأليفي، لا أستطيع تقديمها الآن خوفاً من عدم تنفيذها بالكفاءة التي كانت من قبل سمة المسرح السوداني.
{ المسرح العربي الآن؟
– اجترار لمسرحيات عربية قديمة لم يستطع أحد تجاوزها وكمثال مسرح “سعد الله ونوس” و”نعمان عاشور” و”لينين الرملي”.
{ المسرح السياسي العربي في ظل الربيع العربي؟
– قبل فجر الربيع كان هناك مسرح سياسي تنويري يحلم بالربيع.
{ هل مثلت على المسرح؟
– في مرحلة الدراسة (المتوسطة).
{ دورك؟
– كوميدي.
{ لم تستمر على الخشبة؟
– لم أجد نفسي في التمثيل.
{ مع الدراما والمسرح.. رأست تحرير صحف سياسية؟
_ لنفي فكرة أن الفنان المسرحي أو الشاعر الغنائي أو الكاتب الدرامي لا يستطيع قيادة صحيفة سياسية.
{ التجربة؟
– ناجحة جداً بشهادة أهل الصحافة في صحيفتي (الحرية) و(الجريدة).
{ الآن؟
– مسرح سياسي لا علاقة له بالمسرح “اجترار” و”اسكيتشات”.
{ المسرحية السودانية (النظام يريد)؟
– لم أشاهدها.
{ لماذا؟
– رغبتي أشاهدها لما قيل عنها، ولم أجد الوقت لذلك.
{ نجحت؟
– جماهيرياً، ولكن هل مثلت إضافة؟ لم أشاهدها، لكن لا أعتقد أنها قد تجاوزت (المهرج) لـ”محمد الماغوط” وتمثيل فرقة “الأصدقاء المسرحية”.
{ الراحل “الفاضل سعيد”؟
– نجم “مهول” ومؤلف تقليدي من طراز لا يشق له غبار، وممثل عالمي ومخرج جيد لن يتكرر أبداً، وهو قامة في تاريخ الفن المسرحي السوداني.
{ “خالد أبو الروس”؟
– فنان عظيم يستحق التقدير.
{ “حمدنا الله عبد القادر”؟
– أستاذ.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية