قائد القوة الرئيسية لاقتحام جسر الانقاذ "فضل الله ابو كيعان" يروي تفاصيل مثيرة لاول مرة
واحدة من اسباب الهزيمة اعتمادنا على جنود (من الله خلقهم) ما شافوا الخرطوم!!
ليست عملية انتحارية لكنها كانت عشوائية حدثت بها الكثير من الأخطاء ولكن …
حوار ـ هبة محمود
“فضل الله عيسى أبو كيعان” كان أحد القادة الميدانيين الذين وصلوا مع رئيس الحركة وقتها دكتور خليل إبراهيم الى أمدرمان وكان في عمق المعركة التى تصدت لها القوات المسلحة عند جسر أمدرمان وكتبت النهاية لمعركة (الذراع الطويل) كما يحلو لقادة حركة العدل، ابو كيعان اوكلت له مهمة دخول الخرطوم من اتجاه جسر الانقاذ بقوة تقدر بـ(17) عربة مجهزة بالاسلحة، وكان بمعيته رئيس الحركة وقتها، لكنه تخلى عنهم في منطقة المهندسين نسبة لخطورة الموقف وتقدم الرجل في اتجاه كبرى أمدرمان حيث تم اسره هناك لدى الحكومة ليتم اطلاق سراحه في اطار ابداء حسن النوايا في بداية اتفاقية الدوحة للسلام، لكنه سرعان ما أنضم الى قطاع الشمال واصبح قائدا عسكريا للمنطقة الغربية لينضم قبل شهور قليله الى عملية السلام بموجب نداء الحوار الوطني، (المجهر) التقت الرجل في الذكرى التاسعة وقلبت معه اوراق المعركة الفاصلة وكيف كان تخطيطهم، فالي مضابط الحوار :
{في ذكرى المعركة كيف كان التخطيط لها وهل كنتم على ثقة في الوصول إلى أم درمان أم أنها كانت مجرد عملية انتحارية؟
-التخطيط تم في الحدود ما بين تشاد والسودان، طبعاً الفترة ديك كانت هناك مقاطعات بين البلدين في أعقاب غزو المعارضة التشادية لانجمينا الذي تم بمشاركة الحكومة السودانية.
{اقتديتم بالمعارضة التشادية وانتهجتم نهجها في الهجوم على العاصمة؟
-نحن شاركنا مع الحكومة التشادية في دحر المعارضة من العاصمة إنجمينا، واقتدينا بنهجها وغزونا العاصمة الخرطوم.
{ما هو الدافع آنذاك؟
-الدافع كان قضية دارفور أولاً فعقب توقيع اتفاقية أبوجا للسلام شعرنا بأن القضية إلى زوال وكان لازماً علينا فعل شيء يعود بها إلى مربعها الأول، وأيضاً نثبت للعالم أن المعارضة موجودة وأننا موجودون بعكس الكلام الكان يقال وقتها، عن السلام ودحر المعارضة وغيره.
{تعتقد أنكم نجحتم؟
-نجحنا رغم أننا دفعنا فاتورة عالية وخسرنا الكثير إلا أننا استطعنا إرجاع القضية إلى مربعها الساخن.
{عملية الذراع الطويل عملية انتحارية؟
-هي ليست انتحارية لكنها يمكن القول إنها كانت عشوائية حدثت بها الكثير من الأخطاء التي أدت إلى فشلها.
{ما هي هذه الأخطاء؟
-أولها عدم دراية المحاربين بالعاصمة، الكتيبة التي تحركت كانت تضم أشخاصاً من الله خلقهم ما شافوا الخرطوم، جميعهم محاربو صحراء، ثانياً العاصمة كانت كبيرة ولا تتوافق مع القوة التي دخلت، بالإضافة إلى حدوث تضارب في ساعة الصفر، فقد كان من المفترض دخول مدينة أم درمان السابعة صباحاً لكن حدث تأخير في مقياس الطريق بجانب طيران الجيش الذي واصل عمليات قصفه علينا، نحن وصلنا متأخرين ومسيرة ثلاثة أيام كانت مرهقة بالنسبة لنا، دي كلها عوامل ساعدت في إفشال العملية.
{ماذا عن الخلايا النائمة أو الطابور الخامس التابع لكم؟
-دي واحدة من أهم الحاجات التي ساعدت في إفشال العملية وهو تخاذل الخلايا النائمة.
{ما السبب الذي جعلها تتخاذل؟
-طبعاً نحن كنا مقسمين إلى قروبات بمساعدة من أفراد داخل العاصمة، وقد يكون إيمانهم بالقضية ضعيفاً أو أنهم لم يستطيعوا التعامل مع الحدث.
{توقعتم دخول أم درمان؟
-نحن ما كنا متوقعين الوصول إلى ما وصلنا إليه، كنا شايفين الحاجة دي صعبة جداً بعكس “د.خليل” الذي كان يتوقع الوصول بحكم أنه قائد.
{ما الذي كان يردده على مسامعكم طوال الرحلة بوصفك نائب قائد المجموعة الأولى معه؟
-كان كثيراً ما يتحدث عن الصبر وضرورة تحقيق الأهداف والوصول إليها.
{هو من قام بإطلاق مسمى (الذراع الطويل) على العملية؟
-نعم.. كان يقول إنه لا بد من القيام بعملية نوعية تعمل على حل مشاكل أهلنا في دارفور.
{وجدتم مقاومة كبيرة؟
-لم نجد مقاومة بحسب ما توقعنا، عندما وصلنا أم درمان قابلنا بعض المواطنين بالهتاف.
*{ماذا لم تنتقِ حركة العدل والمساواة أفراداً مدربين ومعدين إعداداً جيداً بدلاً من اختيارهم مجموعة من الأطفال؟
-كان لدينا أفراد معدين ومدربين لكن حجم المعركة كان كبيراً.
{حجم الخسائر كان كبيراً؟
-الخسائر كانت كبيرة فقدنا أعداداً ضخمة من الأرواح، فقدنا قيادات كبيرة مثل الجمالي ـ عبده شرف الدين ـ وهناك من دخل المعتقل هذا بالإضافة إلى الخسائر المادية في الآليات والسلاح.
{إذا تحدثنا عن المكاسب؟
-صدى العملية كان كبيراً أكسبنا بعداً إعلامياً خاصة عندما تقتحم مجموعة مثلنا العاصمة في ظل ترسانة كبيرة للحكومة.
{هل من الممكن القيام بعملية مماثلة لها مرة أخرى؟
-لا أعتقد ..الآن البلد تسير في الاتجاه الصحيح عبر الحوار الوطني.
{نادمون؟
-في الوقت داك كنا لا نرى سوى السلاح.
{رسائل في بريد الذكرى؟
-أبعثها لكل حملة السلاح حتى يعودوا إلى صوت العقل، لأن الحرب لا تأتي أكلها، لا بد من الجلوس على طاولة الحوار ويكونوا جزءاً منه أن الشعب عانى كثيراً.