تقارير

ارتفاع حالات الإصابة بالإسهال المائي إلى (973) والوفيات إلى (17)

وزارة الصحة بالنيل الأبيض تحذر من خطورة انتشار الإسهال المائي
الخرطوم ـ سيف جامع
رغم تطمينات وزارة الصحة -ولاية النيل الأبيض، باستقرار الأوضاع الصحية وانحسار إصابات الإسهال المائي، إلا أن الواقع يشير إلى غير ذلك، حيث توفي أمس المواطن “حسن عبد النور” متأثراً بمضاعفات المرض، بعد احتجازه لمدة (4) أيام بمدرسة “معاذ بن جبل” التي اتخذتها السلطات الصحية لعلاج المصابين، نسبة لخطورة وسرعة انتقال المرض، وفيما حذرت وزارة الصحة بولاية النيل الأبيض، من خطورة انتشار عدوى الإسهال المائي، تضاعفت الإصابات بصورة مزعجة، وعمت كافة محليات الولاية، وأكدت الوزارة أن حالات الإصابة بلغت (973) حالة و(17) حالة وفاة، من بينهم رئيس حزب العدالة بالولاية “شرف الدين صديق” الذي توفي أمس الأول، بالإضافة لحالة وفاة جديدة يوم أمس.
وانتشرت العدوى بالولاية الحدودية بوتيرة متسارعة، وغطت الإصابات كافة أنحاء الولاية في ظل مخاوف من انتقال العدوى إلى العاصمة الخرطوم، وولايات أخرى. وترجح مصادر صحية أن يكون سبب العدوى تدفق اللاجئين الجنوبيين إلى الولاية دون تطبيق إجراءات صحية بفحصهم وحجرهم في المعسكرات المخصصة لهم.
ووفقاً لبيانات وزارة الصحة بالولاية، فإن نسبة التردد إلى المراكز العلاجية تراوحت بين (40) إلى (60) حالة إصابة في اليوم الواحد، وأن رقعة الإصابة بالإسهال المائي قد توسعت وانتشرت في قرى أم جر والكنوز والهشابة حاج علي وقلي والطويلة وكوستي وربك، وقد اضطرت السلطات الصحية إلى عزل المصابين بمدرسة “معاذ بن جبل” بمدينة ربك، واستقبل المركز العلاجي بالمدرسة منذ يوم افتتاحه (الجمعة) الماضية، (50) حالة، وهي من مناطق الملاحة، أم فورة، الحلة الجديدة ربك، عسلاية، ومربعات (27،22)، وقرية الرواشدة.
وأشارت وزارة الصحة بالولاية، إلى أن الإصابة بالإسهال المائي شملت كل محليات الولاية التسع، لكنها انحصرت في المناطق التي تقترب من النيل مما تسببت في مخاوف وسط المواطنين. وكانت وزارة الصحة الاتحادية قد أعلنت (الخميس) الماضي،  عن  وفاة (16) مصاباً بالإسهال المائي، من جملة (973) حالة إصابة بالوباء، في ولاية النيل الأبيض المتاخمة لجنوب السودان.
وقام فريق من وزارة الصحة الاتحادية، بقيادة الوزير “بحر إدريس أبوقردة” بجولة تفقدية ميدانية في المناطق المتأثرة بالمرض في الولاية بمحليات الدويم، القطينة، قلي وكوستي.
ووضعت وزارة الصحة بالنيل الأبيض (5) محاور للتعامل مع الطوارئ من بينها الترصد المرضي، تقديم الأدوية، تعزيز الصحة، كلورة مياه الشرب والتوعية الصحية.
وتطرق تقرير للوزارة قدمه  مديرها العام، للمهددات الماثلة من بينها معسكرات اللاجئين والمصادر غير الآمنة لمياه الشرب، وضعف العمل الصحي بالمحليات، حيث تستضيف الولاية آلاف اللاجئين من جنوب السودان.
وتصاعدت مخاوف المواطنين من انتشار العدوى القاتلة، حيث تخلى الكثيرون عن تناول الخضروات والفاكهة، خاصة مع تأكيد المدير العام لوزارة الصحة دكتور “بابكر أحمد علي المقبول” سرعة انتقال العدوى، لكنه قلل من خطورة الإصابة ووصفها بأنها تحت السيطرة، وناشد المقبول المواطنين بضرورة استخدام الكلور والإسراع بالمريض لحظة الإصابة، وكشف عن إجراءات احترازية للسيطرة على المرض من حملات صحية وتوعوية.
ويعتبر موقف محليات وسط الولاية الأكثر حرجاً، حيث أشارت تقارير إلى إصابة عشرات المواطنين في عدد من القرى، وتم حجزهم في محاجر صحية بالمدارس، وقد وقف المدير التنفيذي لمحلية (قلي)  “شرف الدين بابكر” أمس  (الثلاثاء)، على حالات الإسهال بمنطقة الطويلة التي شهدت إصابات عدة، واستمع لتقرير من مدير الخدمات الصحية بالمحلية، حول حالات التردد اليومي، وموقف الإمداد الدوائي والتثقيف الصحي، وتوزيع حبوب كلورة مياه الشرب، وأشار التقرير لظهور بعض الحالات، إلا أنه أكد أن  الأوضاع تحت السيطرة .
من جهته وجه المدير التنفيذي لمحلية قلي بضرورة مواصلة التوعية الصحية للمواطنين، واستخدام حبوب كلورة المياه بالتركيز على القرى التي شهدت ظهور حالات  الإسهال،  وإجراء الاحتراز اللازم لحزام القرى التي لم تتأثر بالحالات بعد.
ورغم حالة الضغط الكبير الذي تواجهه الولاية بزيادة أعداد المصابين، إلا أن مدير الإمداد الطبي بصندوق الإمدادات الطبية بالولاية، الدكتور “زكريا آدم أحمد إبراهيم”، أكد توفر الأدوية لحالات الإسهال، وتوفر الاحتياطي لأي حالة طارئة، وقال إن كل مراكز العزل مغطاة تماماً بالأدوية مجاناً.
وفي موازاة ذلك يرى مراقبون أن ترك الحدود مواربة مع دولة الجنوب واستقبال اللاجئين دون تشديد الرقابة الصحية عليهم، من شأنه زيادة المخاطر الصحية بالولاية الحدودية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية