فوق رأي
في السوق
هناء إبراهيم
عُرف عن النساء (كلهن إلا قليلات) حبهن العميق للسوق والتسوق.. وقد وجدن دعماً كبيراً من الدراسات التي أكدت أن التسوق يزيل عن النساء القلق والتوتر ويزيدهن شباباً وطاقة.. بالمقابل عُرف عن الرجال انزعاجهم الشديد من ذلك.. حيث شهد العالم قبل فترة انتحار شاب صيني كان قد طلب من خطيبته أن يعودا إلى المنزل بعد أن قضيا (5) ساعات من التسوق المستمر.. وقال لها (لقد تعبت) لكنها رفضت ولم تعر تعبه بالاً فوضع الأكياس والحقائب على الأرض ورمى نفسه من إحدى شرفات الدور السابع..
الانزعاج هذا انتبه له أحد مراكز التسوق فخصص صالة كبيرة بها الكثير من الأنشطة المغرية والمباريات والبليستيشن لهؤلاء الرجال يقضون فيها وقتاً ممتعاً إلى حين انتهاء زوجاتهم من اللف والاختيار والمفاصلة.
وطبعاً المفاصلة في الأسعار من أهم العادات الشرائية لدى المرأة السودانية أو فلنقل إن أغلب هواة التسوق يميلون إليها ميلاً عظيماً.
وفي ذلك تقول حبوبة جيرانا منتقدة المحلات ذات الأسعار الثابتة (لو ما فاصلت في السعر، روحي دي ما بتجيني)..
أعتقد أن ثمة من وصلوا مرحلة الإدمان في هذه الخاصية من خصائص التسوق النسائي..
فإنهم إذا حصلوا على أجود بضاعة بأقل سعر، لكن بدون مفاصلة قد يصابون بصداع في القلب واضطراب في العين ورعشة في الضمير العاشر..
هذا النوع من (المتسوقين) إذا قضوا (6) ساعات داخل السوق.. أعلم أن هناك ساعة قضوها في عملية الاختيار.. بينما الـ(5) ساعات كانت مفاصلة..
المفاصلة عندهم زي شاي الصباح وشاي المغرب..
إذا عادوا من السوق بوجع رأس، تأكد أنه قد تم رفع الدعم عن المفاصلات..
هؤلاء إذا قلت لهم خذوا هذه الأشياء مجاااااني، سوف يقولون مجاني بي كم (ميم)..
والله جد..
أقول قولي هذا من باب التعليق على تفاصيل الحياة.
ودايرة أقول ليك: كيف أفاصل في الميعاد وأنا بالسفر موعود
وعلى صعيد متصل ثمة من هو مُحنك في المفاصلة وثمة من يفاصل ساعة وربع ورغم ذلك يخرج (مغشوش) بضاعةً وسعراً..
لا لمى في زمنو لا رداً يطمن
و………
أهلاً وسهلاً
لدواعٍ في بالي