بعد ومسافة
“هداب” و”حمد الريح”.. وأطفال السودان
مصطفى أبو العزائم
أقلام بكل الألوان، وكلمات بكل اللغات، وقعت على دفتر تجربة الأستاذ “محمد نور هداب” عاشق التاريخ الذي استحق عن جدارة درجة الماجستير الفخرية التي منحتها له جامعة النيلين في الآداب عام 2001م، تقديراً لجهده العظيم في إنشاء مركز “أبو هداب للتراث الشعبي” بمدينة سواكن على ساحل البحر الأحمر في شرق السودان، الذي تعارف الناس على تسميته بمتحف “هداب”، الذي نبعت فكرته عام 1991م ضمن الاحتفالات باليوم العالمي للسياحة، بتوجيه من محافظ البحر الأحمر الأسبق اللواء بحري “أحمد علي آدم” إذ كانت هناك بعض المقتنيات الأثرية والتراثية داخل القرية السياحية التي أقيمت بتلك المناسبة.
دفتر الزيارات سجل فيه الكثيرون، من الإعلام والمشاهير والعلماء والساسة والكبار، سجلوا انطباعاتهم وآراءهم عما شاهدوه، ومن بينهم أديبنا العالمي الأشهر الأستاذ “الطيب صالح”- رحمه الله– وآخرون.. لكن التسجيل الأبقى والأوفى لتجربة الأستاذ “محمد نور هداب” جاء بقلم صديقه وصديقنا الأستاذ “محمد أحمد عبد القادر” الصحفي والكاتب والباحث في شؤون الثقافة والتراث، والإعلام، فقد رصد التجربة كاملة ووثق لها، لكن أعظم ما في توثيق الأستاذ “محمد أحمد عبد القادر” هو أنه جاء من رجل سوداني قح، مجرد من قشور الجهوية أو القبلية، رأى بعين السوداني الصميم هذا الذي تم فوثق له، أما لماذا جاء التوثيق عظيماً، فلأن “محمد أحمد عبد القادر” هو أحد أبناء إقليم دارفور، أقصى غرب السودان، و”محمد نور هداب” من أقصى شرق السودان تحديداً من ساحل البحر الأحمر.
التحية للاثنين معاً.. فقد كسبنا الكثير نتيجة ما خطه القلم السيال للأستاذ “محمد أحمد عبد القادر” عن صديقه الأستاذ “محمد نور هداب”.. حفظهما الله ذخراً لهذا الوطن الواحد المتماسك الذي لن ينفصل.
{ “حمد الريح” في بيت الشعر
لا بد لنا من أن نتقدم بالشكر لقناة (سودانية 24) التي أتحفتنا مساء (الأحد) الماضي بنقل بعض فعاليات (بيت الشعر) الذي هو مؤسسة تعنى بالشعر وآدابه، ويتولى الإشراف عليه الشاب الأديب الأريب الدكتور “صديق عمر الصديق” وهو القائم أيضاً بأعمال ندوة البروفيسور “عبد الله الطيب” أستاذه الأقرب إلى نفسه، وإلى نفوس الملايين، وقد نقلت القناة الذكية تفاصيل (بيت الشعر) من داخل قاعة الشارقة بالخرطوم، وكان موضوعه عن الشعر العربي الفصيح في الأغنية السودانية، وكان الدكتور “صديق عمر الصديق” مذهلاً بمعرفته الموسوعية في شأن الغناء وتاريخه، وكان الضيف المؤدي مهيباً وعظيماً، وهو واحد من أبرز علامات الغناء في السودان، وهو الفنان المطرب الدكتور “حمد الريح”، وكان كالعهد به مطرباً حقيقياً، قدم تجربة “ماريا” للشاعر “صلاح أحمد إبراهيم” كأول تجربة فصحى للشاعر تغنى بها مغنٍ من ديوانه الأشهر (غضبة الهبباي) منتصف ستينيات القرن الماضي، رغم أن إمبراطور الغناء “وردي”– رحمه الله– تغنى له ولكن بدراجيته المحببة أغنيته العظيمة (الطير المهاجر).
تحية لـ(سودانية 24)، وتحية للدكتور “صديق”، وتحية لبيت الشعر.. وتحايا كثر للفنان الكبير “حمد الريح”.
{ الأطفال داخل قاعة “أبو الصحف”
شهدت قاعة الأستاذ “محمد يوسف هاشم” (أبو الصحف) بمقر الاتحاد العام للصحفيين السودانيين، صباح (الأحد) الماضي، ورشة عمل لمناصرة ميثاق الشرف الإعلامي السوداني لتناول قضايا الأطفال، وذلك تعاوناً بين المجلس القومي لرعاية الطفولة، ومنظمة (يونيسيف)، وجمعية (إعلاميون من أجل الأطفال) واتحاد الصحفيين السودانيين.. الحضور كان معقولاً، لكنه لم يكن يتناسب مع أهمية الموضوع، وهذا يؤكد انصرافنا عن الأهم لما هو دونه.. وقد قدمت الأستاذة “سعاد عبد العال الطاهر” الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة كلمة ممتازة أكدت من خلالها رعاية الدولة الكريمة للأطفال من خلال هذا المجلس الذي يرأسه السيد رئيس الجمهورية المشير “عمر حسن أحمد البشير”، ويضم عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين والولاة على اعتبار أن الأطفال الآن هم أكبر القطاعات السكانية حجماً، وهو ما يعدّ رصيداً إستراتيجياً للموارد البشرية المطلوبة، مع الوقوف والمساندة للميثاق بما يحقق مطلوبات ترجمته إلى برنامج عمل بالشراكة مع الوسائط الإعلامية المختلفة.
مخرجات ورشة العمل تستحق أن تعكس من خلال الوسائط الإعلامية المختلفة، خاصة وأنها تضمنت مشاركات فاعلية وحية من خبراء ومختصين ومساندين لقضايا الطفولة في السودان، ونتمنى أن تكون هناك مبادرات عظيمة من أجل أبنائنا وأحفادنا الذين هم كل المستقبل.. تحية لجمعية (إعلاميون من أجل الأطفال) التي كانت وراء هذا العمل الكبير.