عابر سبيل
أكاد اشتم رائحة بترولية!!
ابراهيم دقش
أحياناً نقرأ أشياء دون أن نربط بينها أو دون أن نرى ما يربط بينها، وآخر مثال بطله رئيس دولة صغيرة في غرب أفريقيا اسمها غينيا الاستوائية والتي يحكمها “ثيودورو” أو “بيانق انجويما” منذ 1979م، وهي بلد يوصف بأنه من أغنى بقاع العالم بالبترول، ومن أكثر بلدان العالم فساداً ومحسوبية، حيث يدير أبناء الرئيس وأقاربه صناعة البترول والقطاعات المفصلية الأخرى في البلاد.. هكذا يقولون.
فقبل أسابيع أبرم الرئيس “ثيودورو” أو “بيانق انجويما ماباسوقو” (فهذا اسمه كاملاً) أبرم تفاهماً مع دولة جنوب السودان يتعلق بالتنقيب عن البترول وتبادل المعلومات البترولية.. وقبل أن يجف حبر التوقيع على الاتفاق طار الرئيس “ماباسوقو” إلى كمبالا (يوغندا) للتوقيع مع الرئيس “يوري موسفيني” على أربع مذكرات تفاهم تختص بالبترول والغاز معاً والتجارة والاقتصاد والتقانة، يوم 26 أبريل الماضي مع إقامة لجنة دائمة مشتركة بين البلدين للتعاون، خاصة وأن الزيارة نفسها لها علاقة ببعثة التدريب العسكري اليوغندية القابعة في غينيا الاستوائية، لكن ثمة مراقبين يرون أن الرئيس “ماباسوقو” يتقمص دور وسيط الصفقات المرتبطة بالغاز والبترول في إقليم شرق أفريقيا كله.. فيوغندا في مضمار الغاز والبترول تتوقع عائداً يصل إلى ثمانية مليار دولار، من صادر البترول في العام، ببداية عام 2020م، وهكذا يؤكد بعض المحللين أن الرئيس “ماباسوقو” كان المحرك الصفقة في قطاع البترول والغاز في جنوب السودان.
وفي نفس الوقت حددت يوغندا قائمة قصيرة بأربع شركات لتختار إحداها للفوز بعطاء قيمته أربعة مليارات دولار، وربع المليار لإقامة مصفاة بترول.. والشركاء في هذه المصفاة هم بخلاف يوغندا، تنزانيا (8%) وكينيا (½2%) وشركة توتال الفرنسية (10%)، كما دعيت رواندا (الوليمة) أقصد الشراكة والفرصة مفتوحة حتى شهر ديسمبر 2017م.
من ناحية أخرى تعاقدت دولة جنوب السودان مع شركة من نيجيريا (أو رانتو بترول) للتنقيب عن البترول، وكان الوسيط رئيس غينيا الاستوائية – في مربع ب 3 B3)) على مساحة قدرها (25,150) كيلو متر مربع، ومن المنتظر أن تصل استثماراتها هناك خمسمائة مليون دولار.
إني أقرأ بين السطور فقط.. فهل ترون ما أرى يا ترى؟.