"علي مهدي" في بوح استثنائي لــ(المجهر):
* مهرجان البقعة كان يحضره (5) آلاف متفرج ويومياً
* السينما غائبة والمسرح حاضر والدراما خالية من النصوص المسوَّدنة
حوار – محمد جمال قندول
ما أن يقترب الشهر الكريم حتى يدور الجدل حول غياب الدراما وإنتاجها الضعيف بالمقارنة مع كثرة البرامج الغنائية والمشاهدة العالية التي تحظى بها، ولكن أمين الاتحاد الدولي للمسرح، الدرامي الشهير “علي مهدي” كانت له آراء مخالفة، عبَّر عنها خلال دردشة مع (المجهر). فهو يرى بأن درامتنا لا زالت بخير، فقط تحتاج إلى مزيد من الدعم والرعاية لتنهض بنفسها، ولـ”علي مهدي” رؤيته حول مستقبل الدراما والسينما والمسرح بالبلاد، إلى جانب العديد من الآراء حول مختلف القضايا ذات الصلة، التي نطالعها في الحوار التالي:
*مرحب بيك؟.
ــ يا مرحب يا محمد .
*بداية نريد أن نسأل أين “علي مهدي” من الساحة ؟.
ـــ حاضر بكثرة ودائم الظهور بالأنشطة المختلفة. وموجود وفي حالة سفر دائم مع اليونسكو، بحكم منصبي سفيراً للسلام والفنون لها، بجانب عملي كأمين عام للاتحاد الدولي للمسرح. والحمد لله.
* كيف تقيِّم النشاط الدرامي خاصة وأن رمضان على الأبواب ؟.
ـــ هنالك حركة كبيرة تعمل.. وأميز ما فيها القطاع الخاص وحتى التلفزيون القومي تحرَّك وصوَّر مسلسلات. وهناك أعمال جيدة بجانب دخول قنوات مثل الخرطوم، بالإنتاج الدرامي. الخلاصة أن رمضان سيشهد إطلالة درامية مختلفة عن السنوات الماضية، وهنالك جهد كبير بالرغم من الظروف الاقتصادية القاهرة المتمثلة بالتمويل والقناعات.
*فيما يخص القناعات ذكرت إدارة قناة الشروق في مؤتمر صحفي أن الدراما لا تحظى بإقبال الرعاة؟.
ـــ لم أسمع بهذا الحديث، وسأعتمد على شهادتك الآن، ولكني أقول شهادة حق في حق قناة الشروق، إنها من المحطات الفضائية التي ساهمت بنشر الدراما على مدى 6 سنوات بـ (30) حلقة، وقفت خلفها بإنتاج كبير جداً.
* لكن هناك من يقول أحجم الرعاة عن الأعمال الدرامية؟.
ـــ وأنا أقول لك إن ذلك حديث غير صحيح، وليس هنالك إحجام بالحجم الذي تصفه، وأكبر دليل وجود نماذج، وجدت الرعايات الناجحة، ومنها (30) حلقة، لـ (هباش في المعاش)، والذي أنتجته شركة “زين” مع النيل الأزرق، بجانب شركة “الهدف”، والتي ساهمت في إنتاج (5) حلقات من (هباش تحري عام). واعتقد أن الرعاية قطعاً ستجد طريقها للأعمال التي تستحق، وفيها عمل هادف للمجتمع.
*ولكن إذا قارنت الرعاية والمشاهدة التي تحظى بها البرامج الغنائية مقارنة بالدراما ستجدها ضعيفة، أن لم تكن غير موجودة أصلاً ؟.
ـــ الحقيقة إذا قارنت الدراما بالغناء ستجد أن المقارنة معدومة تماماً. وهنالك قطعاً اهتمام كبير بالبرامج الغنائية، وذلك لطبيعة الناس والشركات بمجالات الفنون والموسيقى. وعبرك أدعو لأن تجد التمثيلية ذات الاهتمام، أو بنسبة أكبر.
*أوجز لنا أسباب غياب الدراما عن المشهد ؟.
ـــ كلامك غير صحيح، والدراما ليست ( 100 %) غائبة، ولا اتفق معك في هذا المنحى، هنالك عروض وجهود حثيثة بالدراما التلفزيونية، ونسبة معقولة لظهورها ومتاح لها فرص العرض. وهنالك نسبة تواجهها مشاكل، وذلك يتعالج بالمزيد من العمل، وهذا ليس كلاماً دبلوماسياً وإنما هو كلام واقعي.
*هنالك من ينتقدون- صراحة – الوضع الماثل، بأن أغلب النصوص الدرامية لا تعالج أو تمس قضايا سودانية، وأن أغلبها نصوص مسوَّدنة؟.
ــ هذا غير صحيح البتة، وكل ما يعرض الآن خلفه كُتَّاب سودانيون، وقدموا تجارب ” كويسة.”
*على صعيد المسرح كيف تقيَّم الأمر ؟.
ــ الآن خرجنا من البقعة (18) دورة، بمشاركة واسعة، وفرقة البقعة كانت في الجنينة على صعيد المسرح، الحركة المسرحية تمضي، ولكن نحن لازلنا في حاجة للمسرح، ونحتاج إلى تعامل وتعاون بين الولاية والمسرح، وأنا بطبيعتي متفائل.
*وماذا عن السينما؟.
ـــ هذا هو الغياب الكبير.
*لماذا؟.
ـــ أشياء كثيرة قد لا يتسع حوارنا هذا لذكرها، جزء منها اقتصادي وجزء تقني. وهو غياب كبير وملحوظ .
*باعتبارك تمثل شريحة الدراميين بأغلب المناشط السياسية، وآخرها مشاركتك كشخصية قومية بالحوار الوطني، هل تتحدث مع المسؤولين عن مشاكل الوسط الدرامي؟.
ـــ لا يخلو لقاء من ذلك، وكلما وجدنا فرصة نستغلها، فإننا نستغلها لهذا الأمر، فالوضع بالغ التعقيد .
*بنظرك ما الذي جعل المشاهد السوداني يهجر الدراما والمسرح والسينما السودانية إلى المعروض الخارجي ؟.
ـــ غير صحيح، بدليل أن مهرجان البقعة كان يحضره (5) آلاف، متفرج، ويومياً في الجنينة (6) آلاف متفرج .
*ولكن على مستوى الدراما ما أن يطل رمضان حتى تسيطر الدراما المصرية على واجهة المشهد؟.
ـــ أيضاً لا اتفق معك.
*الواقع يشير إلى أن المشاهدة ضعيفة جداً ؟.
ـــ هل عندك حصر ؟.
*ليس هنالك حديث أو تجاوب مع النصوص الدرامية على عكس المصرية ؟.
ـــ هي انطباعات عامة لا يسندها أي شيء.
*ماذا تقول عن اتحاد الدراميين ؟.
ــ مسؤولياته معروفة، وهو اتحاد للدراميين، وليس منتجاً للدراما، وهو اتحاد مهني، وياريت يهتم أعضاؤه به ويدفعوا اشتراكاتهم. ليس هناك اتحاد دون اشتراكات، لأنه لا توجد معاقبة للغياب والذين لا يدفعون اشتراكاتهم.