أخبار

إلا الدفاع الشعبي أي شيء ولا دفاعنا الشعبي،،

  التحية والتقدير لدفاعنا الشعبي للقائمين على أمره وللمنتسبين له شهداء وأحياء وخسائر عمليات، لكم التحية مع حرارة هذا الصيف الذي يقعد الكل في الظل والبرودة، إلا المجاهدين الذين تعوَّدوا عليه، خاصة عندما تختلط رائحة البارود بالعرق ولون الدم، وحينها يتذكر المقاتل أن حرارة جهنم أسخن وأن تلك الرائحة تنقلب يوماً إلى رائحة المسك، ولذلك يهون كل شيء من حرارة وجرح، فلكم مني التحية منذ عهد “بابكر عبد المحمود” وحتى “عبد العظيم” ومن عهد “إبراهيم عبد الحفيظ” حتى “عبد الرحمن” ومنذ عهد الشهيد “عبد الجليل” و”أبو دجانة” و”عماد الأمير” والمكحل بالشطة إلى آخر شهيد في المقرح بالعباسية تقلي وتلودي وقوز دلقو وفي عقيق وقلسة وياردا ومينزا وهمومنا.
جاءت الإنقاذ في عهد التراخي والهوان، وحينها كانت المدن والحاميات تتساقط على أيدي التمرد، كما تتساقط الأشجار بقوة الرياح، وكانت حكومة الطائفية مشغولة بالكوتات وتسعيرة الأقمشة وتعويضات آل “المهدي” مما دفع بالجيش بتقديم مذكرته الشهيرة التي أدت لإبعاد العميد “عمر البشير” إلى كادقلي لقيادة متحرك ميوم، وعادي جداً أن تفتح بك محطة إذا ما كنت غير مرغوب في وجودك بالرئاسات. جاء “البشير” لكادقلي والتمرد يكشر أنيابه، وكادقلي تحت التهديد، لكن العقيد “حامد إبراهيم” ابن أبو جبيهة كان بمثابة الجبل الثابت حماية لكادقلي، يبدأ ترتيب المتحرك لميوم، وحينها يعلن الشيخ “سعد” إمام مسجد كادقلي إعلان الجهاد ثم يردفه الشيخ “الحمدابي” إمام مسجد الهجرة بتكوين الهيئة الشعبية للدفاع عن العقيدة ودعم متحرك ميوم بالتعيينات والمواد الأخرى، بل حتى الاسبيرات وإطارات العربات، ومن ثم يتم تكوين القيادة العسكرية بقيادة “الكلس” و”محمد تاور” و”محمد آدم” و”تاور المأمون” و”محمد إسماعيل كنية” و”المندوب” و”مهدي مأمور” و”خميس حمدان” و”التوم ناصر” وآخرين، ثم تتقدم المدارس بمبادرة من طلاب تلو الثانوية بالتبرع بوجبة فطور دعماً للمتحرك، وكان هنا دور كبير للطالب “مكي إبراهيم”، وكذلك الطالب “يوسف عبد المنان” الذي كان يحرِّض على الدعم عبر صحيفته الحائطية آنذاك.
جاء “البشير” قائداً للثورة رئيساً للبلاد بعد أن حسم التمرد هناك، لكنه لم ينس الدعم والسند الشعبي الذي وجده من مجاهدي كادقلي مما جعله يصدر قراره الشجاع بتشكيل وتقنين قوات الدفاع الشعبي وجعلها إحدى تشكيلات القوات المسلحة، صار لتلك القوات دور مهم في إسناد القوات المسلحة، كما أنها صارت قوة أساسية في حسم المعارك، بل أوكلت لها أصعب المهام أقلها كانت فتح طريق بابنوسة واو عبر السكة الحديد، ثم مهام أخرى ظلت ساكنة في مخيلة الشعب السوداني الذي أصبح يدفع بأبنائه لمعسكرات التدريب ومتحركات الدفاع الشعبي القتالية، بهذه الطريقة أثبتت قواتنا فاعليتها في كل مسارح العمليات، مما جعل قيادة الدولة توليها اهتماماً خاصاً في كل شيء حتى في أعراس الشهداء تجد الدولة حاضرة، مما جعل جزاء من يتحدث سوءاً عن تلك القوات قطع اللسان، ومن يحاول تعطيل مسيرتها جز العنق، والكل يغني (دفاعنا الشعبي ياهو دي).
تدور الأيام والسنين بتلك الشواهد والمواقف لكننا نصاب بحيرة كبرى تصل درجة الزهللة بعد سمعنا همساً هنا وهناك بحل الدفاع الشعبي، أو دلعاً ما يسمى بتقنينه، ولا أدري كيف يقنن وهو أصلاً محكوم بقانون القوات المسلحة؟، بل ماذا فعل دفاعنا الشعبي من سوءات تجعل القائمين على أمر البلاد يفكرون في حله؟، بل لماذا الحديث بهذه الطريقة عن تلك القوات التي أعطت ولم تأخذ وسترت نفسها ؟.
 الحديث عن الدفاع الشعبي بهذه الطريقة يجعلنا نفكر ونسترجع للوراء في كل ما كانت تقوله قيادة الدولة عنه، هل كان هذا الحديث حديث مرحلة  انقضت ، أم أنه حديث يعبر عن رؤية  مستدامة  يجب التمسك به والثبات عليه مثلما ثبت المجاهدون أيام الزلزلة التي أثبتت معدن الرجال وصدقهم؟.
لمصلحة من يتم حل الدفاع الشعبي؟ ومازالت البلاد تحت التهديد والوعيد بالتفتيت وعدم الاستقرار،كيد المكائد ،ودس المصائب، ولذلك لا لحل الدفاع الشعبي، ولا للانبطاح، لا للانهزامية، لا للمساومة والمزايدة على حساب مسيرة الجهاد، ونعم للعهد مع الشهداء، ولا و(ديشليون) لا لخيانة العهد، وسيظل العهد عهداً كلما طلعت الشمس أو غربت.
عبدالله محمد علي بلال
كتائب كردفان

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية