الديوان

"محمد الحسن سالم حميد".. في ذكرى رحيله الخامسة

“عيونك حوالم تهز ألف هزة.. تقوي المعزة تنسي المواتم”
الخرطوم ـ رقية أبو شوك
خمس سنوات مرت على رحيل الشاعر “محمد الحسن سالم حميد” بعد أن ترك إرثاً شعرياً وفنياً سيظل خالداً على مر السنين، كما أنه سيظل تراثاً لكل من يبحث وينقب في شعره.
الأسبوع الماضي شهد نادي أبناء نوري بالخرطوم الحفل التأبيني الذي أقيم بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيله، كما نشير أيضاً إلى اللجنة التنفيذية لـ”منظمة حميد” التي تم تكوينها برئاسة الشاعر المعروف “محمد طه القدال” و”عبد الوهاب عوض الله عبد الله” أميناً عاماً لها، كما ضمت اللجنة في عضويتها الشاعر الفذ “السر عثمان الطيب”.. “منظمة حميد” التي أنشئت تخليداً لذكراه شرعت في إنشاء قرية (حميد البيئية) في نفس المكان الذي حدث به الحادث والذي أدى إلى وفاته  وهي تقع في منطقة “أم جواسير” الكيلو (186) على طريق شريان الشمال، خاصة وأن هذه المنطقة معروفة بكوارثها الطبيعية كالزحف الصحراوي والجفاف.
هدف المشروع إلى تخليد ذكرى الشاعر “حميد” وتوفير مياه صحية لاستخدام الإنسان والحيوان والمساهمة في الحد من الزحف الصحراوي والألسنة الرملية وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة، وتوفير خدمات للمسافرين عبر الطريق، وخلق وعي مروري بالمنطقة ولمستخدمي الطريق، بالإضافة إلى جعل المنطقة محور ارتكاز للحراك المجتمعي الخيري والإسهام في تشجيع السياحة من خلال توفير خدمات صديقة للبيئة.
الشاعر “حميد” كتب أجمل الكلمات في حق الوطن وستظل قصيدته المشهورة (عفارم عفارم) التي تغنى بها العملاق “محمد جبارة” من أجمل الكلمات وأيضاً كلمات (شن طعم الدروس) التي تغنى بها القامة “محمد كرم الله”.. نسأل الله له الرحمة والمغفرة.
{ عفارم عفارم
عفارم عفارم يا شعباً مسالم
يا حر الإرادة وجماعي القيادة وكتين تصادم
بروقك تضوي ورعودك تدوي
ورياحك تقصقص رقاب المظالم
كتابك ترابك
وتفك الطلاسم أكفك تزاحم تبارك تراحم
تعلي السيادة وتحلي الشهادة
روائح زهورك نسورك تحلق
تلاقي النسائم.. نسائم مطورك ترشرش غمائم
توشوش سنابل… بعد ما كت ذابل
حياتك بلذة تبشر في عزة..
عيونك حوالم تهز ألف هزة .. تقوي المعزة تنسي المواتم
وبساهر الليالي معاك ما ببالي
عشان إنت لازم تكون عالي عالي
{ شن طعم الدروس
أما قصيدته المشهورة (شن طعم الدروس) التي كتب كلماتها وهو بالمرحلة الثانوية عندما ذهب للدراسة بمدينة عطبرة، وعدّها غربة كونه بات بعيداً عن الأهل، وخاطب عبر (شن طعم الدروس) والدته بنوري الولاية الشمالية، ويحكي عبر القصيدة ألم الغربة وكيف يمكن أن يستوعب الدروس وينجح ما دام مكان الدراسة.. مشى قطر وكيف ذاتا ترتاح النفوس تقبل قراية في سفر:
ﻭﺭﻳﻨﻲ ﺷﻦ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺑﻜﺎﻧﺎ مشي ﻗﻄﺮ
ﻭﻛﻴﻒ ﺫﺍﺗﺎ ﺗﺮﺗﺎﺡ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺗﻘﺒﻞ قرايةً ﻓي ﺳﻔﺮ
ﻳﺎ يمة ﺣﺎﻥ ﺍلاﻣﺘﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻮ ﺑﺲ ﻓﺎﺿﻞ ﺷﻬﺮ
ﻣﺎ أظني ﻣﻦ ﺟﻮﺭ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ أﻧﺠﺢ ﻭأﺟﻴﺐ ﻟﻴﻜﻢ ﻧﻤﺮ
ﻛﻴﻒ ﺫﺍتي ﻳﺎ ﻧﺒﻊ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ أﻧﺠﺢ ﻣﻦ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﺴﻬﺮ
ﻋﻤﺮﻙ ﺳﻤﻌﺘﻴﻠﻚ ﺟﺒﺎﻥ ﺧﺎﺽ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻭﺍﻧﺘﺼﺮ
ﺯﻳﻨﻮﺑﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﻓﺘﺢ ﻛﺘﺎﺏ أﻟﻘﺎﻙ في ﺃﻭﻝ ﺳﻄﺮ
أﻟﻘﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﻭﻝ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺏ أﻟﻘﻰ ﺍﻟﺠﻨﺎﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻤﺮ
في ﺍﻟﺤﺼﺔ عقلي ﺃﻧﺎ ﻗﺎﻡ ﺳﺪﺭ يمة ﺍﻟﻤﺪﺭﺱ ﻟﻮ ﻓﻜﺮ
ﻛﺎﻥ ﺑﻠﻘﻰ ﻗﺎﻋﺪ ﻓﻮﻕ ﻛﻜﺮ في ﺍﻟﺪﻭﻧﻜﺎ ﻟﺴﻊ ﻣﺎ ﻓﻄﺮ
ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻠﻴﻤﺔ ﻳﺎ ﻋﺸﺎﻱ ﻭﺃﻏﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻀﺠﺮ
ﺃﻧﺎ قلبي ﻛﻠﻮ ﻋﻠﻴﻚ ﺟﻨﺎي ﻭﻗﻠﺐ ﺟﻨﺎي عليّ ﺣﺠﺮ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺵ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻧﻬﺮ ﻟﻮ ﻛﺎلني ﺑﻲ ﺳﻴﻄﺎﻥ ﺑﻘﺮ
ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻋﻘﻴﻞ ﺍﻟﺠﻦ ﺳﺪﺭ ﻣﺎ أﻇﻨﻮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻙ ﺣﻀﺮ
ﺑﺬﺍﺗﻮ أﺑﻮي ﺗﻠﻘﺎﻫﻮ ﻗﺎﻡ ﻓﺎﺗﺢ ﻛﺘﺎﺑﻮ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺠﺮ
ﻳﻘﺮﺃ ﻭﻳﺮﺗﻞ في ﻛﻼﻡ ﻣﺎ ﺑﻔﻬﻤﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻜُﺘُﺮ
ﺯﻳﻨﻮﺑﺔ ﻛﺮ ﻣﻦ ﺣﺎلي ﻛﺮ ﻗﺎﻋﺪ لي ﻓﻮﻕ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺟﻤﺮ
ﻏﺮﺑﺔ ﻭﻛﻤﺎﻥ ﺣﺎﻻً ﻓﻘﺮ ﻋﺬبني ﻗﺒﻞ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻘﺒﺮ
ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻣﺘﻞ ﺷﻮﻙ ﺍﻟﻜﺘﺮ ﻃﻌﻦ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻟﻤﻦ ﺧﺪﺭ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻣﺎ ﻣﻨﺠﺒﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻔﺎﺭﻗﻚ بي ﺷﺒﺮ
ﺯﻳﻨﻮﺑﺔ ﺩﻧﻴﺎ ﺍلاﻏﺘﺮﺍﺏ خلتني ﺯﻱ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﺸﺪﺭ
أﺗﺤﺖ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻋﻢ ﺍﻷﺭﺍضي ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ
ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ أﺻﻠﻮ ﻃﻌﻴﻤﻬﺎ ﻣﺮ لكني ﺑﻘﻌﺪ ﺑﺎﻟﺠﺒﺮ
ﻟﻤﻦ ﺳﻨﻴﻦ ﺍﻟﻬﻢ ﺗﻤﺮ ﻳﺎ ﺭبي ألهمني ﺍﻟﺼﺒﺮ

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية