إلى (ضباط) اتحاد الكرة .. غادروا بهدوء
قال الدكتور “معتصم جعفر” الرئيس (السابق) لاتحاد كرة القدم السوداني إنه لا يعترف بنتيجة الانتخابات التي جرت أمس الأول، وأطاحت به ومجموعته، وأكد أن (الاتحاد مؤسسة ديمقراطية عريقة)، محتجاً على إجراء الانتخابات في غير (زمانها) و(مكانها)..!!.
وإذا كان الاتحاد مؤسسة ديمقراطية عريقة، فلماذا ترفض الديمقراطية يا دكتور .. محاولاً تعطيل إجراءاتها بإرسال خطاب من السكرتير السابق “مجدي شمس الدين” إلى رئاسة الـ( فيفا)، طالباً تأجيل الانتخابات؟!.
ولأنهم صادقون وديمقراطيون بحق وحقيقة، فقد صدقوا مزاعم سكرتيركم المنادي بالتأجيل، وظنوا أن بالفعل هناك أسباب موضوعية تدعو لإرجاء الانتخابات إلى حين، فأمهلوه – حسب نص الخطاب الذي أطلعت على نسخته الإنجليزية – حتى شهر (أكتوبر) المقبل، على أن تصل “الخرطوم” بعثة من (فيفا) خلال شهر (يونيو) المقبل للوقوف على الأوضاع ميدانياً. الكلام كدا.. ولَّا ما كدا؟!!.
طيب أنتو لو ديمقراطيين فعلاً، ليه ما عاوزين الانتخابات تقوم في (زمانها) وهو الثلاثين من شهر (أبريل)، و(مكانها) وهو مقر الاتحاد العام؟!.
لماذا توسلتم إلى رئاسة الجمهورية عبر الوسطاء، لكي تشكَّل (لجنة وفاقية)، تعطِّل المنافسة الديمقراطية الحرة، وتخلص إلى دمج القائمتين المتنافستين في قائمة (واحدة)؟!.
ولماذا رضيتم بالدنيئة في مناصب اتحادكم، فقبلتم أن يكون منافسكم الفريق أول ركن “عبد الرحمن سر الختم ” رئيساً للاتحاد، على أن يكون الرئيس الحالي – قبل الانتخابات – “معتصم جعفر” نائباً أولاً للرئيس؟!.
في زول كان (رئيس) بقبل يبقى (نائب رئيس)..؟! دي إلا كان عندكم .
وهل يمكن أن تقدموا – سادتي المحترمين – كل هذه التنازلات المهينة، ما لم تكونوا على علم تام وثقة بأنكم مهزومون لا محالة في الانتخابات؟!.
ورغم هذه التنازلات، وحرصكم الشديد على (الوفاق) الكذوب، لا على المنازلة الديمقراطية الشريفة، بدليل أنكم ترشحتم بعد دقائق من الموعد المضروب لقفل باب الترشيح، فإن مجموعة (النهضة) بقيادة الفريق “سر الختم” رفضت عرض قيادة الدولة بالوفاق، وفضلت الاحتكام لصناديق الاقتراع، فمن هو الأحرص على الديمقراطية إذن؟!.
لقد كنت أظن أن داء (التشبث بالكراسي) مرض عضال خاص بأصحاب الفصيلة (السياسية) والطبقة (النظامية)، ولا يصيب غيرهم إلا في نطاق محدود، غير أنني فوجئت بتشبث (ضباط) اتحاد كرة القدم السوداني بمقاعدهم، حد الموت، وشعارهم (عليَّ وعلى أعدائي)!! وكاد “معتصم جعفر” وصحبه أن يرددوا هتاف (الحركة الشعبية – شمال) في “كادوقلي” في العام 2011م .. الهتاف الذي أشعل الحرب في المنطقتين (جبال النوبة والنيل الأزرق) حتى يوم الناس هذا: (النجمة .. ولَّا الهجمة)!!.
وعندما سقطت (النجمة) في انتخابات منصب والي جنوب كردفان، كانت (الهجمة) .. والموت الجماعي .. وكان الحريق الذي لم ينطفئ بعد!!.
الديمقراطيون يا عزيزي “معتصم” يقبلون بنتيجة الصناديق أياً كانت، الديمقراطيون ينزلون من مقاعد الرئاسة (العظمى) كرئاسة “أوباما” لأعظم دولة في العالم، بسلاسة وهدوء، دعك من رئاسة اتحاد كرة في دولة تتذيل قائمة التصنيفات الدولية!!.
ألم تر الرئيس الأمريكي (السابق).. المحترم “باراك حسين أوباما” في فيديو يتداوله السودانيون هذه الأيام، وهو يقف داخل “هايبر ماركت” يشتري أغراضه بنفسه، واقفاً في الصف بعد أن صار (رئيساً سابقاً)؟!.
متى تتعلمون قواعد الديمقراطية، متى تؤمنون بها.. وتطبقونها كما يطبقها السادة (الخواجات)، بدون لف أو دوران.
اعتذروا.. أعزائي “معتصم” و “مجدي” و “عطا المنان” لقواعد الرياضيين في السودان، وغادروا المسرح دون جلبة، كما غادره ابن عمنا “أوباما”، فعاد إلى بيته راضياً .. مطمئناً .. مواطناً من عامة الشعب!!.