النفق المظلم
دخلت الكرة السودانية في نفق شديد الظلام بعد أن لجأ بعض السودانيين إلى التدخل الأجنبي شاهرين سيف الاتحاد الدولي الفيفا من أجل أن يبقوا في كراسي الاتحاد العام التي تعني الذهب والفضة والأسفار والترحال، وأخيراً سدد أبناء السودان “مجدي شمس الدين” و”معتصم جعفر” و”أسامة عطا المنان” طعنة للبلد في كبدها واستجاروا بالأجنبي لينصرهم على أبناء جلدتهم.. د.”معتصم جعفر” الذي ينتمي قشرياً ومصلحياً للمؤتمر الوطني يشكو حكومة المؤتمر الوطني بأكاذيب وإدعاءات باطلة.. و”مجدي شمس الدين” الذي رفعه المؤتمر الوطني فوق منسوبيه الحقيقيين، وأخفى عليه صفة عضو الشورى وهي أعلى مؤسسة في الحزب وتمتع “مجدي شمس الدين” ود.”كمال شداد” بمقاعدهما في الشورى لسنوات، وحينما لاحت في الأفق فرصاً أخرى للارتقاء وظيفياً انقلب “مجدي شمس الدين” على المؤتمر الوطني وأعلن ترشحه في دائرة أم درمان باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي طمعاً في وظيفة أو بحثاً عن حماية لموقعه في الاتحاد العام لكرة القدم، ظناً من الرجل الستيني إن الانتماء للحزب الاتحادي الديمقراطي يعصمه من طوفان الديمقراطية وحكم الرياضيين من خلال جمعياتهم واتحاداتهم.. وهذا الثنائي المتشبث بكراسي الحكم هو من بعث برسالة الخيانة إلى الاتحاد الدولي وما أشبه “مجدي شمس الدين” التي تستجير بالأجنبي وتحرِّض على الوطن برسائل متمردي حركات دارفور في بدايات أزمة الصراع في الإقليم الغربي.. كانت رسائلهم تدق أبواب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بمزاعم انتهاك حقوق الإنسان والتطهير العرقي.. والإبادة.. وقبل أن يتحرى المجتمع الدولي من صحة تلك المزاعم طفق يصدر القرارات المتتالية للتدخل في الشأن السوداني سياسياً وعسكرياً.. وتم فرض الوجود الأجنبي الحالي (30) ألف جندي بقبعات زرقاء في بلادنا، وحتى بعد أن تكشف زيف وبطلان مزاعم المتمردين السياسيين لم تخرج القوات الأممية من دارفور بعد، واليوم يعيد متمردين آخرين على سلطة بلادهم ذات السلاح مع وجود اختلاف نوعي هذا متمرد رياضياً وذاك متمرد سياسياً، ولكن كلاهما من أجل مصالحهما الخاصة يبحثون عن استدامة التدخل الأجنبي.. ولو كانت السلطة القائمة على الشأن الرياضي من أهل المعرفة والتخصص لحققت مع “مجدي شمس الدين” في الخطاب الذي بعث به إلى الاتحاد الدولي، و”مجدي” نفسه قد استقال من اتحاد الكرة بعد فضيحة انتخابات الاتحاد الأفريقي الأخيرة.. وتلك الفضيحة كانت تستوجب الاستجواب والتحقق والمحاكمة.. ولأن وزير الرياضة لا يميِّز بين كرة الطاولة وكرة السلطة ولا يعرف الفرق بين ضربة الجزاء وضربة المرمى.. ظل يدير الرياضة بما تميله عليه واجبات الوظيفة التي جاءت إليه تجرجر أذيالها كاستحقاق محاصصات سياسية.. ولذلك (أستأسد) “مجدي شمس الدين” ود.”معتصم جعفر” و(تنمَّرا) على وطنهما.. وطعناه في كبده وحرَّضا الاتحاد الدولي بمزاعم كاذبة عن تدخل حكومة الانتخابات، لأن “محبوب” وحليف “معتصم” المدرب الفاشل “محمد عبد الله مازدا” لفظته كلية المدربين.. وقد تحالفت الاتحادات الولائية لإسقاط “مجدي” و”معتصم” في نهار الثلاثين من أبريل.. ولكن دبَّر هؤلاء القوم (مكيدة) الاتحاد الدولي ظناً منهم أن التهديد بالتجميد يجعل الحكومة (تنحني) لهم وتبقى عليهم لستة أشهر قادمة يشبعون فيها رغباتهم وغرائزهم.
من خلال سلطة مفروضة من الأجنبي على الوطني.. ولكن القرار الذي اتخذته لجنة الانتخابات بإجراء العملية الانتخابية في رابعة النهار الأغر وضع البلاد أمام حقائق مهمة، أما السير قدماً بالمشروعية الديمقراطية ومواجهة عقوبات الاتحاد الدولي والتضحية بالمشاركة الخارجية في هذا العام من أجل التصحيح ونظافة الوسط الرياضي.