مسالة مستعجلة
(زيرو موية)!!
نجل الدين ادم
برنامج طموح وكبير تبنته الدولة لإنهاء مشكلة مياه الشرب إلى غير رجعة في كل ولايات السودان، واختارت له شعاراً (زيرو عطش)، فعم الخير أجزاء واسعة، لكن للأسف كانت بعض المناطق نسياً منسياً وواقع الحال فيها (زيرو موية)!
تمنيت من الوزارة المختصة لو أنها وقفت ميدانياً على هذا المشروع العظيم وتحققت من موقف التنفيذ، عندها ستجد على سبيل المثال أجزاء واسعة من المنطقة الشرقية لولاية جنوب كردفان تعاني العطش في ظل خطة طموحة لمحاربة العطش.. محلية رشاد بجنوب كردفان على عراقتها وتاريخها الضارب في القدم يعاني مواطنوها اليوم العطش بعينه، يسهر الأهالي هناك حتى الصباح من أجل الحصول على كميات محدودة من المياه، لا حياة لمن تنادي.. وليس بأقل مدينة أبو جبيهة التي يعاني أهالها أيضاً من مشكلة المياه، وكذا الحال في عدد من محليات المنطقة.
مشكلات المنطقة لم تقف عند المياه فما يزال الطريق الدائري حلم أهل المنطقة عند محطته القديمة من التنفيذ، فقد ظلت ميزانيته تدخل كل عام في الميزانية العامة للدولة، لكن الواقع أن كل شيء متوقف، والأهالي في انتظار الحلم.
وللأسف، اتفاقية (نيفاشا) التي أوقفت الحرب في المنطقتين جاءت لأهل هذا الشطر من الولاية بـ(الساحق والماحق) كما يقولون، لم يتمكن جندي واحد من الجيش الشعبي أو كادر من الحركة الشعبية التسرب لهذا المنطقة، لإدخالها في دائرة الاضطرابات الأمنية، لأن الأهالي جعلوها منطقة حصينة لا يقربها هؤلاء، لكن عندما جاءت اتفاقية السلام الشامل- (نيفاشا)- تحقق حلم الحركة الشعبية والجيش الشعبي فكانت النتيجة بعد ذلك، هذا الواقع الذي يعانيه أهل المنطقة.. جاءت (نيفاشا) بالتمييز الإيجابي للمنطقتين، لكن نصيب شطر ولاية جنوب كردفان الشرقي كان صفراً كبيراً.
واقع مرير وجده الوالي الحالي فمحليات الولاية عبارة عن جزر معزولة لا تصل بعضها البعض فهي مشتتة ما بين الجنوب والشمال، والطريق الوحيد الذي ينبغي أن يكون الرابط تتحجج الدولة في تنفيذه بالوضع الأمني لكن عندما يظهر الذهب بكميات كبيرة وتجارية في المنقطة فإن الحكومة لا ترى الوضع الأمني مضطرباً بل تراه وضعاً مميزاً.
السيد الوالي.. لن تكون هناك عدالة متكافئة في الولاية ما لم يستقم العود، ويأخذ كل شطر نصيبه من التنمية والإعمار.