مسالة مستعجلة
تدويل الكرة الناقصة تمت!!
نجل الدين ادم
مؤسف جداً أن تصل الممارسة الرياضية بشأن انتخابات الاتحاد العام لكرة القدم السوداني لهذا الحد من الشد والجذب والممارسة غير الرياضية! وطرف يستجير بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للتدخل من أجل هزيمة الطرف الآخر، ليضع بذلك مستقبل الكرة أمام خيارين، إما الخنوع لقرار التأجيل الذي أصدرته (الفيفا)، أو رفض الانصياع للقرار الدولي والمضي بالانتخابات إلى نهاياتها، بالتالي تقع البلد في فخ التجميد من النشاط الكروي، وبالتالي حظر المشاركات الخارجية.
حالة غليان شهدها اتحاد الكرة، وانقسامات حادة حول القرار، وحديث متضارب حول الخطوة المقبلة، فقد خرجت المعلومات بأن لا انتخابات ولا جمعية عمومية اليوم حسبما هو محدد، تلتها إفادات من لجنة الانتخابات بأن الجمعية ستنعقد اليوم وستجرى الانتخابات دون الاكتراث لأي عواقب.
والغريب والمحير في هذا الأمر أن الاتحاد الحالي المنتهية ولايته توافق على إجراء العملية الانتخابية و”الحشاش يملأ شبكتو”، ويبدو أن أعضاءه سولت لهم أنفسهم بأن يعطلوا العملية ولكن من خلف ستار، فكانت المكاتبات السرية (للفيفا)، والطعن في تدخل الحكومة وضعف اللوائح المنظمة ليجيء الرد كما يشتهون، تعطيل الانتخابات والتمديد للاتحاد حتى أكتوبر المقبل، حدث كل ذلك وخصمهم يعمل في همة عالية من أجل دخول هذه العملية.
والسؤال هنا.. لمصلحة من يطلب الاتحاد التدخل الدولي، ومما يخشى حتى يلجأ لهذا الخيار؟
على كل حال أمام هذه المعلومات والأخبار المتضاربة، ليس بمقدور أحد أن يجزم بإجراء الانتخابات اليوم أو تعطيلها إلا بعد أن تأتي ساعة الصفر التي تم تحديدها.
المعلومة التي ينبغي أن تكون حاضرة في أذهان الناس أن كرة القدم هي نشاط إنساني قديم ساهم كثيراً في تحسين علاقات الدول وقام بأدوار دبلوماسية بالغة التعقيد في أوقات سابقة وخلقت الممارسة شيئاً من التآلف والمحبة بين الشعوب، فلماذا نأتي اليوم لنحول هذه الممارسة إلى كرت ضغط على الحكومة والتي يقع على عاتقها وضع القوانين المنظمة لهذه الرياضة ولعمل اتحاد الكرة نفسه.
رئيس الاتحاد العام للكرة السيد “معتصم جعفر” أوضح في تنوير إعلامي أمس، أسباب وصول خطاب الاتحاد الدولي، وقال إنهم في الاتحاد العام دعوا لجمعية عمومية لانتخاب مجلس إدارة جديد في الثلاثين من الشهر الجاري بعد إنجاز ملف التعديلات في النظام الأساسي، وإنهم قاموا بإرسال النظام الأساسي المعدل للاتحاد الدولي لإجازته، وقد تواصلت الإجراءات لانعقاد الجمعية العمومية إلى أن وصل رد “الفيفا” عبر خطاب يفيد بتأجيل الجمعية العمومية إلى الثلاثين من أكتوبر من العام الحالي، وذلك نسبة لعدم إجازة النظام الأساسي والذي لم يكن متسقاً مع القوانين الدولية في كثير من تفاصيله، هل يعقل هذا الحديث يا سادتي؟، وكيف كنت تعمل طوال هذه الفترة.
كرة القدم أو أي رياضة أخرى لن تؤدي دورها الرسالي الذي جاءت من أجله إذا فقدت الأخلاق في الممارسة، لذلك مطلوب من الحكومة أن تتدخل بقوة قانونها وتعيد قراءة المشهد، حينها ستصل إلى نهايات سعيدة تجنب تدخلاً دولياً جديداً، والله المستعان.