الحاسة السادسة
تعقيب على ” فطور المراقبين “
الأستاذة الفاضلة رشا أوشي
لك مني التحية والاحترام والتقدير وأستميحك عذراً أن أطل عبر عمودك الرائع الذي تناول موضوع فطور المراقبين ،وهو موضوع لا يقل خطورة عن موضوع شحنة الخمور، التي تم اكتشافها مؤخراً، والرابط بينهما الحصول على المال ،بدون وجه حق عن طريق الحرام، وهنا تكمن المأساة الأخلاقية ،وانعدام الوازع الديني، فكيف تسمح إدارة بعض المدارس ،عن طريق مدرائها بانتشار مثل هذه الظواهر السالبة، ومن المؤسف جداً، وما يحز في النفس والألم أن تأتي المساهمة في فطور المراقبين وغيرهم ، من فئة كنا نظن فيهم التربية قبل التعليم، ولذلك سلمناهم أبناءنا وبناتنا، لكي يغرسوا فيهم المبادئ والقيم السامية ،عن طريق المدرسة ليستمدوا الأخلاق التي تعينهم في مستقبل أيامهم ، ويكونوا قدوة وقادة المجتمع.
لا أذيع سراً ، إن أشرت إلى مديرة مدرسة دعت إلى اجتماع حددت فيه مبلغ (200) جنيه، لكل أسرة حتى يتمكنوا من تجهيز فطور المراقبين، وعللت هذا الأمر بأنه اختياري، وليس إلزامياً، ولكن الفكرة في حد ذاتها مرفوضة من قبل أمهات الأطفال، لأنها وضعتهن في موقف محرج ، وجعلت كل أسرة تفكر في توفير هذا المبلغ رغم ظروفها الصعبة.
والغريب والمدهش أنها طلبت مبلغ (150) جنيهاً، (50) لرقم الجلوس و(100) جنيه لفطور الطالبات، وهل تعلمين، والله على ما أقول شهيد، أن المدرسة لم توفر لهم أي وجبة حتى ولو طعمية، مما دعا الطلاب والطالبات إلى إحضار فطورهم من منازلهم.. علماً بأن رقم جلوس الشهادة السودانية (25) جنيهاً فقط.
ما الذي يجعل رسوم رقم جلوس الأساس (50) جنيهاً ،سوى الطمع، أليس هذا نوعاً من الاحتيال المقنن، ومِن مِن أوكلنا لهم تعليم أبنائنا .وهنا تكمن الكارثة.
إنني أوجه لهم رسالة: إذا كسبتم المال فقد خسرتم القيم والأخلاق، وأنتم المنوط بكم المحافظة على هذه القيم. وأخيراً ما موقف الوزارة من هذا العبث؟!
“ع.ح” والد طالبة