حكومة من غير (الشعبي) و"مبارك".. أحسن تسيبوها
حكومة بعد كل هذا الانتظار، لا يشارك فيها حزب السيد “مبارك الفاضل المهدي” وحزب (المؤتمر الشعبي)، لا معنى لتشكيلها وإعلانها بأحزاب لا وزن لها ولا قيمة، باستثناء حزبي الاتحادي (الأصل) والاتحادي (المسجل).
وقد طرح لهم سيد “مبارك” الذي كان وزيراً للداخلية، والصناعة، في عهد الديمقراطية الثالثة، وكان ظهيراً لـ(الجبهة الإسلامية) فلقبه الشيخ “أحمد عبد الرحمن” بالبلدوزر، يوم أن كان بعض أمناء (المؤتمر الوطني) ووزراؤه الحاليون طلاباً في الثانويات، طرح عليهم “مبارك” أن يمنحوا كل حزب وزارة (واحدة) على أن تشارك (8) أحزاب وحركات، وينال المؤتمر الوطني (7) وزارات، ليكون المجموع (15) وزارة في حكومة مختصرة وفائقة الرشاقة، لكنهم رفضوا وناوروا، فقال لهم: نحن موافقون إذن على دعمكم ودعم الحوار الوطني عبر شراكة سياسية، ولسنا متعطشين للوزارات.
والغريب أن ما قاله نائب رئيس الحزب الحاكم المهندس “إبراهيم محمود” قبل يومين في مؤتمره الصحفي، يشي بعدم الاهتمام بمشاركة “مبارك” التنفيذية، وهو الذي أعطى الحوار الوطني وزناً وقيمة داخلية وخارجية في آخر محطاته، بينما ظل ينظر إليه البعض وسيلة لتصفية الحسابات مع الإمام “الصادق المهدي” ومكايدته فحسب!!
ونجل الإمام.. اللواء “عبد الرحمن الصادق” يخوض معهم في السراء والضراء، يقاتل في صف الدولة بقلب مؤمن.. ونية صديق، فمتى تستحون؟!
إننا نقول لو كنتم لا تعرفون أقدار الرجال وأوزان الأحزاب، فإننا نبصركم بأن حكومتكم المقبلة لو لم تضم “مبارك المهدي” والمؤتمر الشعبي، فإنها لن تضيف جديداً ولا معنى لها.. اتركوها كما كانت إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
امنحوا حزب الأمة بقيادة “مبارك” وزارتين مع منصب نائب رئيس الوزراء، وأعضاء في البرلمان، فإنكم في أمس الحاجة له في محاورة إدارة الرئيس غريب الأطوار “ترمب”، وفي حاجة له في الملف المصري الذي تعقد بالهواجة والادعاءات، حتى ولو شغل مقعد وزارة اقتصادية، ثم امنحوا المؤتمر الشعبي مع وزاراته منصب والي الخرطوم، فربما يفعل فيه “حمدون” أو غيره، أفضل مما يفعل – الآن – الفريق “عبد الرحيم محمد حسين”، فإن أهل الخرطوم قد أصابهم ما أصابهم.. من عطش وسوء خدمات وتكدس نفايات.
إن حواء السودان والدة.. فأفسحوا للناس في المجالس، يفسح الله لكم، كفاكم تكلساً في المقاعد.