رأي

مسالة مستعجلة

 مفاجأة “سلفا كير”!!
نجل الدين ادم
كان ملفتاً في أخبار دولة جنوب السودان أول أمس خبر طلب الرئيس “سلفا كير ميارديت” ترشيح بديل له، وقد أذاعت النبأ إحدى المحطات الإذاعية المحلية في جوبا.. ظاهر الخبر ليس مجرد تسليم وتسلم وإنما نتاج لتطورات كبيرة على الساحة السياسية الجنوبية بسبب الأوضاع الراهنة في دولتهم.
عدد من الصحف السودانية اهتم بالمعلومة من واقع تأثيرها المباشر على الأوضاع الداخلية، بمعنى أن أي استقرار في جوبا بالضرورة هو استقرار في الخرطوم والعكس تماماً.. وطلب “سلفا كير” هذا طرح سؤالاً عريضاً لدى الشارع الجنوبي والسوداني على السواء وهو: هل بالفعل الرجل جاد في مسعاه؟!
مناقشة هذا الأمر حسب ما أذيع داخل القصر الرئاسي بدولة الجنوب الذي يجلس عليه الرئيس “سلفا كير” هو تأكيد على الرغبة الحقيقية في المغادرة، خاصة في ظل الحصار والضغط الخارجي على الرجل مقابل أوضاع إنسانية واقتصادية سيئة، أما الدليل الثاني فهو حضور قيادات سياسية وعسكرية لهذا اللقاء، وقد نقاش هؤلاء الخيارات المطروحة، وكان ملفتاً أن كل الأسماء التي طرحت هم من إثنية “الدينكا” ما يشير إلى أن الأمر مرتب ومحكم بحيث لا تخرج الرئاسة من هذه الإثنية، والكل يعرف أن التعصب القبلي كان السبب الرئيس في تفاقم المشكلات في الجنوب واستعار الحرب.
لكن أفضل ما في القائمة هو ظهور اسم شخصين مشهود لهما بالولاء للوطن والابتعاد عن الإثنية والقبلية هما الدكتور “كوستيلو قرنق”، والسيد “نيال دينق نيال”، والأخير مشهود له تهدئة الشارع في أحداث (الاثنين الأسود) عقب مصرع الراحل دكتور “جون قرنق” في حادثة الطائرة على الحدود مع يوغندا، فقد كان لندائه وحديثه للشارع الجنوبي أثر في تهدئة الأوضاع بعد أن خرج المئات من الجنوبيين في تظاهرات غاضبة وانتقامية.. لكن دكتور “كوستيلو” يتفوق على “نيال” بالخبرة الواسعة والعلاقات الخارجية ووسطيته وعدم دخوله طرفاً في أي صراع “جنوبي جنوبي”، وهو يجد الاحترام من الراحل “جون قرنق” ومن الرئيس “سلفا كير” نفسه كونه المدخل الرئيس لعلاقة الحركة الشعبية الخارجية وحصولها على الاعتراف الأوروبي والتعامل معها كواحدة من حركات التحرير حسبما تبنوا هذا الخط.
“كوستيلو” عمل مستشاراً في حكومة “قرنق” وكذلك عمل مع “سلفا كير”.. لكن لم يطب له المقام واختار مغادرة الجنوب ومتابعة الأوضاع من على البعد، وهذا ما يجعل حظوظه أكبر لدى “سلفا كير” ولدى المواطن الجنوبي.. والرجل له إسهامات إنسانية معروفة عندما تفاقمت الأوضاع بسبب الحرب.
في نهاية الأمر.. يبقى المهم في هذا التحول هو تجاوز الإخفاقات السابقة والابتعاد عن القبلية، فكل من تتوفر له هذه الصفات ستكون له حظوظ نجاح أكبر، لأن ما يحدث من تفاقم في الأوضاع ومقتل الآلاف من الأبرياء سببه الصراعات القبلية.. فهل سيكون هذا التغيير سبيلاً لإنهاء حقبة القبلية وحقن دماء الأبرياء من الجنوبيين؟! 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية