رأي

مجرد سؤال؟

فقط من أجل استثمار ناجح
رقية أبوشوك

ولأني مهمومة بقضايا الاقتصاد، أصبحت أجلس يومياً مع نفسي وأفكر في بعض الحلول حتى نطرحها عبر هذه المساحة عسى ولعل ينصلح الحال..  من بين الحلول وبعد التركيز على زيادة الإنتاج والإنتاجية التي لا بد أن تأتي في المقام الأول، لا بد أن نشير هنا إلى أهمية الاستثمار بالسودان خاصة وأن لدينا مقوماته من أراضٍ زراعية شاسعة وغير مستغلة، بالإضافة إلى المقومات الأخرى والتي تصلح لإقامة مصانع عليها.
فالاستثمار بالسودان ما زال دون المطلوب، لأننا ما زلنا نريد المزيد.. فالخطة التي وضعتها وزارة الاستثمار للعام 2017م.. نحسب أنها خطة ستلبي الطموحات إذا ما تم تنفيذها.. فقد وقفت كثيراً في الرؤية الخاصة بها والتي جاءت: (الرؤية):ــ (أن يصبح السودان منطقة جاذبة للاستثمار)..
وأحسب أن الرؤية هذه لخصت كل المطلوب.
إذن كيف نجعل السودان منطقة جاذبة للاستثمار في ظل المقومات الاستثمارية التي يتمتع بها؟.. وكيف نجعل المستثمرين يأتون للدخول في استثمارات بالسودان؟.. يأتون ثم يأتي آخرون معهم.. وبالتالي نحقق مقولة (تعال ومعك آخرون).. وأذكر هنا عندما أجريت حواراً فبراير الماضي.. مع وزير الاستثمار د.”مدثر عبدالغني” فقد سألته سؤالآً وددت أن أختم به حواري وقلت له:ـ أين نحن من عبارة تعال ومعك آخرون؟.. فقال:ـ
(هي عبارة ذكية جداً وعملية، وفي كثير من الأحيان رسالة الدولة تكون غير مقنعة للمستثمر ما لم تكن هنالك قصص نجاح، والآن هنالك نجاحات كبيرة في السودان ولدينا كثير من قصص النجاح التي جلبت آخرين، ونشرنا في الموقع الإلكتروني قصص نجاح لنماذج مشروعات لاستثمارات في السودان من الإمارات والمملكة العربية السعودية واستثمارات أوروبية.. هي قصص نجاح حقيقية تأتي بالآخرين).. انتهى
نعم لدينا نماذج وقصص نجاح لاستثمارات كثيرة نتمنى أن نسمع المزيد من هذه القصص وأن نزيل كل المعوقات التي ما زال البعض منها ماثلاً أمام الانطلاقة والتي من بينها نزاعات الأراضي.. ولا بد أيضاً من سن التشريعات التي تنظم عملية الأراضي.. فالقانون هو الفيصل في حسم النزاعات.. أيضاً لا بد من اتخاذ قرارات شجاعة وقوية حيال المستثمرين الذين يتم التصديق لهم للاستثمار ومن ثم لا يستثمرون ولا يستغلون الأراضي التي منحت لهم.. فيجب حسم هذا الأمر على أن ينص العقد على ذلك ويتم تحديد الفترة الزمنية اللازمة لاستغلال الأراضي.. وإذا تجاوز المستثمر الفترة الزمنية يتم النزع.
أيضاً لفت انتباهي وأنا اطلع على الخطة.. التحديات التي تواجه قطاع الاستثمار والتي شملت (9) نقاط أهمها:ـ (تقاطع الاختصاصات ما بين وزارة الاستثمار والوزارات ذات الصلة، والمخاوف الأمنية في بعض الولايات وتمكين دور القطاع الخاص ورفع قدراته للاضطلاع بدور أكبر في العملية الاستثمارية وتوسيع قاعدة البيانات).
فالخطة أكدت:ـ (أن التحديات التي تواجه الاستثمار تشكل عقبات في نهضة القطاع الاستثماري.. فلا بد من مواجهتها بالتخطيط السليم وتضافر الجهود المؤسسية وترقية القطاع الخاص والأهلي).
فما دام أن هنالك وزارة للاستثمار فلماذا تقاطع الاختصاصات ما بين وزارة الاستثمار والوزارات ذات الصلة.. فلا بد من حسم هذا الأمر وتركه لوزارة الاستثمار (فالمركب التي بها ريسين لا بد لها أن تغرق).. وقبل أن تغرف السفينة وننعى الاستثمار.. لا بد من حسم هذا الأمر من الجهات العليا وفي إطار برنامج إصلاح الدولة والذي هدف لإزالة التشوهات.. فعندما تكون هنالك أكثر من جهة مسؤولة عن شيء واحد.. فإن الأمر سيكون معوجاً لكوني أنا المستثمر لأي جهة أنا ذاهب.. وبالطبع عندما أزهج وأمل سأذهب من غير رجعة.. وبالتالي تضيع علينا المقولة الذكية (تعال ومعك آخرون).. وتضيع علينا فرص أخرى ونحن مقبلون على فترة ما بعد رفع العقوبات الاقتصادية التي نتوقع خلالها دخول المزيد من الشركات والمؤسسات والأفراد كمستثمرين في السودان.. حتى لا نتحسر وينطبق علينا ما تغنى به الفنان العملاق “وردي” للشاعر “الطاهر إبراهيم”:ـ  (دي فرصة وضيعتيها وتاني وين تلقيها).
فهذه سادتي مجرد مقترحات نتمنى أن توضع في الاعتبار من أجل استثمار ناجح.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية