رأي

عز الكلام

شن جاب لجاب؟؟
أم وضاح

أحاول ما استطعت أن أكتب هذه الزاوية وأنا بعيدة تماماً عن مشاعر الغضب أو الاستفزاز حتى لا أخرجها عن إطار العقلانية والمنطق التي يمكن أن تبعدني عنها تلك المشاعر إلا أمس، إذ حملت قلمي وأنا مشحونة بمشاعر ممزوجة بين الغضب والألم والدهشة والمتخاصمين أو الفرقاء في الحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل، وصل بهم الخلاف مرحلة (الوقاحة) وكلا الفصيلين فصيل “الدقير” وفصيل “إشراقة” يتهم الآخر بمحاولة قتله مع سبق الإصرار والترصد في ظاهرة دخيلة وغريبة على المشهد السياسي السوداني، لكن يبدو أن رائحة (الكيكة) التي أوشكت على الخروج من الفرن أثارت شهية هؤلاء للحد الذي جعلهم يطيحون بكل مبادئ الحزب الاتحادي الديمقراطي التي أرساها رجال رسخوا للوطنية انحيازاً وبذلاً وعطاءً. في عز غضبي وأنا أتأهب للكتابة دق هاتفي لأجد والدتي على الطرف الآخر ومن قولة ألو أدركت أن ثمة شيء مش ولا بد حيث بادرتني قائلة يا “حنان” قولي (لا الله إلا الله إنا لله وإنا إليه راجعون)، فامتثلت لأمرها وبحثت عن صوتي الذي غاب واختفى وسألتها المات منو؟؟ لتنعي إلي شقيقها وخالي العقيد معاش “حسن خضر أبو حريري” ودارت بي الدنيا وطافت وحبست دموعي حتى لا يراها من حولي، وكنت لحظتها في مكان عام واتجهت إلى منزله في “عد بابكر” وهو منزل متواضع خرج به من الدنيا بعد خدمة عسكرية عامرة بالبذل والعطاء، طاف فيها كل أنحاء السودان عرف بالحزم والجدية والرجالة ورباطة الجأش. المهم وصلت المنزل في حوالي الواحدة ظهراً وانشغلنا بالعزاء ولم نفطن من صدمتنا إلا على صوت سيدات الأسرة الكبيرات يا بنات خلو البكاء شوفوا غداء الناس الذين تنادوا إلينا من كل حدب وصوب.
لكن تخيلوا أنه في ظرف دقائق امتلأ الحوش بصحون وصواني الغداء وكأن السماء قد انفتحت لأكتشف أن جيران خالي من أهالي “عد بابكر” قد انشغلوا بإعداد وجبة الغداء، في الوقت الذي كنا مشغولين فيه بالعزاء في مشهد طولت لم أشاهده في أحياء الخرطوم، وما أكثر بيوت العزاء التي ينقسم فيها أهل الفقيد ما بين حزنهم وواجب إكرام ضيوفهم في مشقة بدنية ونفسية ليصبح حالهم ميتة وخراب ديار. وبصراحة هذا الموقف من أهل المنطقة وهي عادتهم حتى لو كان من يجاملونه غريباً لا تربطهم به صلة القربى أو النسب، جعلني أستعيد أو لنقل أجدد ثقتي في نبل البني آدم السوداني ونقائه الذي لم تدنسه المدينة بمظاهرها الخداعة وجفاء عواطفها الجافة وبرودة المشاعر التي أصابت ساكنيها حتى أصابتهم بالتجمد.
فالتحية لأهل “عدِ بابكر” على كرمهم وسودانيتهم الصادقة الصافية التي هي المرجعية لإنسان السودان الحقيقي صاحب المعدن الأصيل الذي يستحق كل خير، وليس كما يحدث متاجرة باسمه وسعياً ولهثاً خلف كراسي السلطة حتى لو كانت فوق دماء الضحايا أو أشلاء المثل والمبادئ والأخلاق. ويا جناحي “أحمد بلال” و”إشراقة” اختشوا فأنتم للأسف النسخة المقلدة من إنسان السودان، لأن الأصل والقدوة والمثال هناك في “عدِ بابكر” ومثيلاتها من مدن السودان وقراه.
{ كلمة عزيزة
كدت أكذب حاسة الشم عندي وأنا أدخل أمس الأول إلى مبنى الجوازات الجديد في بحري لاستلام تأشيرة خروج تخصني وأنفي تصافحه رائحة البخور اليمني في المدخل، لكن وبعد أن دلفت إلى الداخل تأكدت أن حاسة الشم عندي بخير، وكمان الشوف والمبنى في غاية الأناقة قمة القيافة منتهى النضافة، والمواطنون يجرون معاملاتهم بكل يسر وسهولة تحيط بهم ابتسامات الضباط والجنود العاملين ليؤكد هذا المبنى لي أن الإرادة قادرة على أن تحفظ للبني آدم السوداني كرامته وقدره، ليجد مكاناً يحترم آدميته ويساهم في راحته كما يحدث لكل شعوب العالم المتقدمة وذات الإرادة لو أنها وجدت الرجال والأيادي والعقول كما حدث في مؤسسة الشرطة سنبني هذا الوطن في أعوام معدودة كما حدث في مباني الجوازات الشامخة، فالتحية لقائد ثورة الإنجاز في الشرطة سعادة الفريق “هاشم” وشكراً ما كفاية، إذ لا بد من أن أقرنها بينصر دينك يا سعادتك.
{ كلمة أعز
وصل إلي منشور متداول في القروبات من صفحة مذيعة مصابة بالانفصام والأوهام تبصق فيه على الإناء الذي طالما أكلت منه ليؤكد كل حرف دنيء كتبت به أنها دخيلة على الإعلام، وأنها لا تستحق العمل في أي منبر إعلامي طالما أساءت للبيت الذي كان سبب شهرتها الزائفة ونجوميتها المائية ولي غداً عودة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية