تقارير

باعة الصحف : المحلية تصادر الصحف المعروضة كما الطماطم والليمون

محلية أم درمان تحارب الثقافة وتزيل مكتبات توزيع الصحف بالسوق الكبير
أم درمان ـ سيف جامع ـ
بالرغم من اشتهار منطقة سوق أم درمان كمركز للثقافة وعرض الكتب المختلفة خاصة جوار منارتها الباسقة البوستة، بجانب كونها منطقة تجارية كبيرة، إلا أن محلية أم درمان بدأت في محاربة هذا النشاط بالتضييق عليه بإزالة المكتبات المتخصصة في بيع الصحف. وتطورت المحاربة إلى أساليب أكثر قمعاً وصلت إلى مرحلة مصادرة الصحف المعروضة مثلها مثل أية سلعة يعرضها الفريشة في جنبات الطريق.
ويشير العاملون في توزيع الصحف بالمنطقة إلى أن محاربة بيع الصحف تصاعدت في هذه الأيام، فقامت المحلية بمصادرة عدد من (الترابيز) وكذلك الصحف المعروضة. ويروي البائع “حسن بدوي” الذي وجدناه يبيع الصحف مستظلاً بمظلة نصبها جوار بوستة أم درمان، يروي قصته مع المحاربة وتضييق الرزق قائلاً: (منذ سنة 1967م، أعمل في بيع الصحف وكنا نمتلك مكاتب ثابتة لأن السلطات حينها كانت تقدر دور الثقافة وتخصص لها محلات مثلها والسلع الأخرى، لكن في هذه الأيام تعرضت للمصادرة مرتين حيث أخذت سلطات المحلية ترابيز كنت أعرض عليها الصحف.
وتعتبر منطقة البوستة بسوق أم درمان من أكثر المناطق حيوية وتشهد اكتظاظاً وازدحاماً بالمارة والمتسوقين في جميع الأوقات، حيث تبدأ الحركة الدءوبة منذ الصباح الباكر وتمتد إلى آخر الليل وتنتشر فيها المحلات التجارية بأنواعها وتخصصاتها المختلفة، لذلك فإن توزيع الصحف كان يعتبر الأعلى في هذه المنطقة وفقاً للموزعين. ويقول العم “عبد الرحمن الرشيد” الذي يعمل في مهنة بيع الصحف بسوق أم درمان، إن نسبة التوزيع انخفضت بسبب محاربة سلطات المحلية للمكتبات التي تبيع الصحف للقراء، مما أدى إلى ظاهرة السريحة واستبدال الصحيفة وإيجارها للقراء في أماكن تجارتهم، وكذلك الشراء للنسخة يتم بسعر منخفض بخلاف المكتبة. وأكد العم “الرشيد” أنه ظل مشرداً في منطقة السوق حيث يطرد من مكان لآخر ثلاث مرات، مشيراً إلى أنه طالب قبل (20) سنة بكشك ولم يستجب لطلبه.  وأضاف: (أريد فقط أن يوقفوا ملاحقتنا وعدم مصادرة الترابيز التي نعرض عليها، وقال مستغرباً “المحلية للأسف تصدق لكافة النشاطات التجارية في السوق عدا بيع الصحف، رغم أن الصحافة تعتبر السلطة الرابعة، إلا أن لا مكان لها في سوق أم درمان). وزاد: في كل العالم لا توجد دولة تحارب الثقافة مثل السودان.
أما “محمد موسى” الذي يعرض الصحف تحت أشعة الشمس الحارقة تحدث إلى (المجهر) عن معاناتهم في بيع الصحف في سوق أم درمان، لافتاً إلى أنه ومجموعة من العاملين في المهنة ظلوا في حالة ملاحقة مستمرة من المحلية ومرة بالمصادرة والطرد. وقال إن العاملين في بيع الصحف يعاملون مثلهم وباعة الخضر والفاكهة الذين يفترشون في الطرقات. وأضاف (المحلية صادرت عدة مرات الصحف المعروضة على الترابيز وكأنها طماطم وليمون). وأكد أن ما يحدث في سوق أم درمان لم نشاهده من قبل خاصة وأننا عهدنا معتمدين سابقين كانوا أكثر تقديراً لباعة الصحف، مثل المعتمدين السابقين “عبد الملك البرير” و”سالم علي سلم”، حيث كانا يقدران باعة الصحف ووجها بعدم ملاحقتنا. وأشار “محمد موسى” إلى أنه يعمل في المهنة منذ الثمانينيات لكن المعاملة ازدادت سوءاً في عهد المعتمد الحالي “مجدي عبد العزيز”. وطالب “محمد موسى” المعتمد بالنظر في أمرهم ووقف ملاحقتهم والعمل على تنظيم نشاطهم بالتصديق لهم بمقرات ثابتة في السوق .
وقال “محمد موسى” إنه يوجه صوت لوم للناشرين وملاك الصحف وذكر منهم “الهندي عز الدين” و”أحمد البلال الطيب” و”عبد الله دفع”، حيث لم يتحركوا لمنع عملهم في السوق، مشيراً إلى أن المشكلة تمسهم أكثر مننا لأن نسبة التوزيع انخفضت بسبب عدم وجود مكاتب ثابتة للتوزيع. وزاد (نحن كباعة نلاحظ ذلك، ففي السابق كان المواطن يعرف مكان المكتبة ويتوجه إليها لشراء صحيفته المفضلة كل صباح، أما حالياً لا توجد مكاتب غير السريحة، كل ذلك أدى إلى عزوف القراء عن الشراء. ونرجو من المعتمد أن يصرح لنا بالعمل في مواقف المواصلات وأماكن الزحمة بدلاً من طردنا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية