(المجهر) تزور منزل أولى شهادة الأساس بالأبيض "أسمهان جبر الدار" وتقف على قصة نجاحها
توفيت والدتها وعمرها لم يتجاوز الثلاثة أيام
والد “أسمهان”: إحرازها للمركز الأول كان متوقعاً وكل أفراد الأسرة ساهموا في التفوق
الأبيض – آدم عبد الرحيم
(93%) كانت نسبة النجاح في امتحان شهادة الأساس بولاية شمال كردفان، والي الولاية حرص على حضور المؤتمر الصحفي سيما وأن النسبة التي تحققت كانت مشرفة . (المجهر) اصطادت الطالبة الحائزة المركز الأول في الشهادة “أسمهان جبر الدار” وأسرتها وأسرة مدرسة الشيماء النموذجية بنات، حيث أكدت الأستاذة “بتول بابكر” وكيلة المدرسة أن مدرسة الشيماء ، هي من المدارس العريقة والمتميزة ،وهي واجهة التعليم الحكومي ومتفوقة في كل الشهادات، وقد أحرزت الطالبة “أسمهان جبر الدار” المركز الأول على مستوى الولاية ،ومعها ثلاث تلميذات أخريات قد دخلن في قائمة الشرف ، وأيضاً الطالبة الخامسة ، بمجموع (270). والفضل يعود للصبر والمثابرة وللمعلمات بالمدرسة.
وتقول الأستاذة بتول إن تلميذتها “أسمهان” أحرزت في الامتحان التجريبي (279) درجة، حيث حافظت عليها حتى أحرزت هذا المركز المتفوق، وهي متفوقة خلال كل العام في الامتحانات التجريبية. وقالت بتول أن العبء الاساسي يقع على الطالبات ولابد أن يحملن الراية لكي يسرن على هذا النهج بنجاح متوقع.
أما والد الطالبة “أسمهان” الأستاذ “جبر الدار أبو النور” فقال إن ابنته جاءت إلى الحياة ووالدتها فارقت الحياة وبحكمة ربنا ولطفه نشأت الابنة “أسمهان”، وفي تلك اللحظات الصعبة والكل كان مشغولاً عن الطفلة ،تم نقل والدتها إلى الخرطوم عبر الإسعاف لإنقاذها ،وشاءت الأقدار أن تفارق الحياة في مدينة الكوة بولاية النيل الأبيض. ولا ننسى الموقف الذي وقفه معنا أهل الكوة وعقب ذلك قمنا بإنقاذ الطفلة “أسمهان” وقمنا باستعمال اللبن الطبي، ولديها أخوات يكبرنها ونشأت بينهن وكانت هادئة في طبعها ،وبدأت مرحلتها الدراسية بالكمبوني ،حيث كانت رعايته جيدة و دائماً يهتم بكشف مواهب الأطفال ، وقد كفلتها جدتها شقيقة والدة المرحومة “آمنة بدوي”،، وقد رعتها رعاية كاملة وتم نقلها من الصف الرابع إلى مدرسة الشيماء. ولا أنسى الاحتجاج الصادق من الكمبوني عندما تم نقلها وكانت مطمئنة بنقلها للشيماء، ولم تخذلها ونحمد الله على نعمه ، في مسيرتها وإحرازها للمركز الأول والذي كان متوقعاً، وقد أسهم كل من بالأسرة جميعاً ، وساندها ، وكان لهم دور وبصمات وهذا ما وفر لها بيئة مناسبة ولابد أن أشكرهم جميعاً ..
“أسمهان” تتحدث
الطالبة “أسمهان” الحائزة المركز الأول في امتحان شهادة مرحلة الأساس تقول الحمد لله على هذا التفوق والفضل يرجع من بعد الله لأسرة المدرسة، ولا أنسى أن اشكر مدرسة كمبوني التي درست فيها منذ الروضة إلى الصف السادس، وأشكر معلميها ومعلمات مدرسة الشيماء والأهل بفضل دعواتهم ووقفتهم معي، وكنت متوقعة الدخول في العشرة الأوائل ولكن تفاجأت بالمركز الأول. وأشكر زميلاتي على الوقوف والصداقة التي كانت صادقة وأوصي القادمات على التركيز ومراجعة درس اليوم باليوم ، وما التوفيق إلا بالله.
الأم المربية تتحدث
الأستاذة “مدينة بدوي مدني” الأم المربية للطالبة “أسمهان” تقول إن “أسمهان” توفيت أمها بعد وضوعها بثلاثة أيام ،وتربت على يدي. وتقول “مدينة” إن والدة “أسمهان” قد تربت على يد والدتي بعد أن توفيت والدتها وكانت منذ نشأتها ،وبحول الله لم تصب بمرض قط كالأطفال، بالرغم من أنها وضعت على سبعة أشهر، ومنذ دخولها الروضة كانت موهوبة من أدب ورسم ومحافظة على هذا المستوى إلى أن أحرزت هذا المركز والفضل يرجع من بعد الله لمعلمات مدرسة الشيماء، وكانت معتمدة على نفسها تماماً ولا نراجع معها إلا القليل والمدرسة لم تترك لها احتياجاً ولم نحملها أي أعباء بالمنزل، وبعد إعلان النتيجة جاءت عدة مدارس خاصة لقبولها. ورفضت ذاك الإغراء بأن تذهب إلى مدرسة خاصة، بل تواصل في التعليم الحكومي.
الأستاذة “إخلاص محمد حسن” معلمة العلوم تقول إن شيماء كانت مميزة في الرسم وكنت أصفها بالفيلسوفة وهي كانت دائماً تبحث في المراجع وهي من الموهوبين، وأضافت الأستاذة “نجاة الطيب” رائدة الصف ومعلمة اللغة العربية لاحظت أشياء في “أسمهان” وأعتقد أنها تعمل في صمت وفي بحث دائم ، وتفاجئنا دائماً بالأسئلة. وغير التفرد هي إنسانة باحثة .وهنيئاً لها بالتفوق.
“فاطمة حمد النيل” معلمة اللغة الانجليزية تقول منذ الصف السابع حتى الثامن لاحظت فيها أشياء متفردة وهي تقوم بتحليل القصة وترجمتها.
أما “محمد ضو البيت” خال “أسمهان” شقيق والدتها فقد شكر أسرة المدرسة للاهتمام الكامل الذي كانت تجده “أسمهان”.
“منال حاج يونس” مؤسسة صديقات المدرسة والمجلس التربوي تقول إن مدرسة الشيماء ، من المدارس المترابطة أسرياً، وهذا الترابط هو أساس النجاحات، وكنا دائماً ندخل مع المدرسة في الأكاديميات ودفع الرسوم والجلسات الاجتماعية ، وتعتبر المدرسة كلها أسرة واحدة مما يجعلها تؤسس بيئة صحية للتلميذ.