البرلمان يتقصى في حادثة طائرة تلودي واستقالة مدير الطيران
كشف والي ولاية جنوب كردفان، مولانا أحمد هارون، عن عثور لجنة التحقيق في حادثة تحطم طائرة تلودي على الصندوق الأسود للطائرة، وكذب ما تردد عن كونها تحطمت بفعل فاعل وليس بسبب ما أذيع عن اصطدامها بأحد جبال المنطقة أول أيام عيد الفطر.
وقال هارون في صيوان عزاء الفقيد رئيس حزب العدالة (الأصل)، مكي بلايل، بالحارة (11) بأمبدة، إنه زار مكان الحادث بنفسه ووقف على تفاصيل اصطدام الطائرة بالجبل، وأن لجنة التحقيق تمكنت من جمع العديد من الدلائل حول ظروف وملابسات الحادث وأنها ستكشف عن كل التفاصيل للرأي العام فور الاتنهاء من تقريرها النهائي، وعلق: (أنا على يقين بأسباب تحطم الطائرة ولكن لجنة التحقيق كلفت من باب الاطمئنان)، وأردف: (لكي يطمئن قلبنا) وعدد هارون مآثر الفقيد، مشيراً إلى أنه كان مثالاً للتقشف، وقال: (أكاد أحصي ملابسه التي يلبسها واختلس النظر إلى عربته التي يقودها إن كانت متحركة أو تحتاج إلى (دفرة))، مشيراً إلى أن رؤى الراحل كانت واضحة بوقف الحرب والتفاوض مع الطرف الآخر وأنه تحدث عن ذلك في مجموعة من المقالات نشرت بصحيفة (المجهر السياسي)، مشيراً إلى أن تلك المقالات تضمنت رؤيته لحل المشكلة وأنه وصف فيها كيفية سير العملية التفاوضية.
ونبّه هارون إلى أن مكي بلايل تعرض لعدة محاولات اغتيال لكنها لم تقلل من عزيمته في السير في عملية السلام، مشيراً إلى أنه زامل الراحل 29 عاماً و6 أشهر بالحركة الإسلامية، وقال: (كان مكي بلايل لا يهاب الموت ويطرد الحراس الذين أرسلهم لحراسته)، وأضاف: (بلايل مات ميتة الشهداء وبكاه كل السودان).
من جانبه طالب عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ، إبراهيم نايل إيدام، الحكومة بجلب الدعم لمنطقة جنوب كردفان، وشدد على ضرورة تحالف قبائل النوبة وتشكيل كتلة لحماية الولاية، وقال إن على الحكومة جلب الدعم لمنطقة كما فعل مصطفى عثمان إسماعيل في جلبه للأموال من الكويت لدعم شرق السودان، وكذلك د.السيسي من قطر لدعم دارفور.
من جانبه د.لام أكول أجاوين، رئيس الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي بدولة جنوب السودان مآثر الفقيد.
وشرعت لجنة الشؤون الاقتصادية بالبرلمان في التقصي حول ملابسات حادثة طائرة تلودي، وكشفت اللجنة عن اجتماع صباح اليوم (الأربعاء) مع لجنة النقل للوقوف على تداعيات وأسباب الحادثة.
في ذات الوقت الذي تعقد فيه اللجنة اجتماعاً مهماً ظهر اليوم مع محافظ بنك السودان حول عدد من القضايا الاقتصادية بالبلاد.
وعبر رئيس اللجنة، د.عمر علي، عن حزنه وأسفه لفقدان شهداء الطائرة، وقال د.عمر لـ(المجهر) أمس، إن اللجنة ستعقد جلسة تنسيقية مع لجنة النقل للوقوف على أسباب الحادثة، مؤكداً أن لجان التحقيق لم تنتهِ من أعمالها، وقال إنه رغم أن المسألة التي اتضحت وجود اصطدام، إلا أننا نؤكد على ضرورة التقصي في الأمر وأضاف: (لقد أرسلنا تحذيرات من قبل حول تكرار حوادث الطائرات في السودان وطالبنا بوضع التحوطات اللازمة عند سفر المسؤولين وعدم استخدام الطائرات القديمة)، وقال إنه “رغم تسليمنا بالقضاء والقدر إلا أنه كان يجب تمليك طاقم الطائرة معلومات عن الأحوال الجوية والطبيعية للمنطقة”.
من جهة أخرى كشف د.عمر عن اجتماع اليوم مع محافظ بنك السودان لاستفساره عن العديد من المسائل الاقتصادية.
ومن جانبه أرسل النائب البرلماني عوض الكريم بابكر تعازيه الحارة لأهل السودان في شهداء الطائرة.
وقدم النائب الأول لرئيس الجمهورية، علي عثمان محمد طه، يرافقه والي ولاية الخرطوم، دكتور عبد الرحمن الخضر، واجب العزاء في شهداء حادثة الطائرة التي تحطمت في سماء تلودي أمس الأول الاثنين وذلك بمحليات بحري وكرري وأمبدة وأم درمان والخرطوم وجبل أولياء. حيث بدأت زيارة النائب الأول بتقديم واجب العزاء لأسرة الشهيد د. على الجيلاني، وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم، بمنطقة أبو حليمة حيث التقى النائب الأول أسرة الشهيد وأكد لهم أن دماء الشهداء في رقابهم وأنهم متمسكون بالمبادئ التي استشهد من أجلها هؤلاء. كما زار النائب الأول ومرافقوه أسرة الشهيد عبد العاطي أحمد محمد بمنزل الأسرة بالحارة 12 الثورة الذي كان يعمل بإعلام ولاية الخرطوم حتى لحظة استشهاده، والتقى النائب الأول بأبناء الشهيد وحثهم على الصبر وقال لهم: (نحن كلنا أباءً لكم وماضون في درب الشهداء) كذلك زار النائب الأول أسرة الشهيد غازي الصادق، وزير الإرشاد والأوقاف، بمنزل الأسرة بأمبدة حيث التقى النائب الأول والدة الشهيد الوزير التي دعت لابنها بالقبول، فيما أكد النائب الأول أن الشهداء موعدهم الجنة، كذلك قدم طه واجب العزاء لأسرة الشهيد عبد الحي الربيع (التلفزيون القومي) بحي العرضة بأم درمان، وأكد المتحدثون أن عبد الحي ظل يقوم بواجبه كمراسل للتلفزيون في كل مناطق التماس ويؤدي واجبه في أصعب الظروف، كذلك زار النائب الأول أسرة عيسى ضيف الله بمنطقة أبو سعد أم درمان، وأسرة وعيظ صلاح عمر بالصالحة.
وتقدم المدير العام لسلطة الطيران المدني، المهندس محمد عبد العزيز، أمس الثلاثاء، باستقالته إلى رئيس الجمهورية المشير عمر البشير؛ بسبب حادث تحطم طائرة تلودي في أول أيام العيد والذي أدى لمصرع (32) شخصاً بينهم وزراء وضباط وسياسيون وإعلاميون .
وأعلن عبد العزيز تحمله لنتائج التحقيق في الحادث وتبعاته، وذكر بيان صحفي صادر عن مكتبه وممهور بهيئة الطيران المدني وبتوقيعه:” بالإشارة لحادثة طائرة تلودي، فقد تقدمت باستقالتي للسيد رئيس الجمهورية عبر الوزير المختص مسببة بفقدان البلاد لزمرة من أخير وأنبل وأشجع قياداتها وأبنائها الأبرار خلال مهمة وطنية مقدسة، مما يمثل فجيعة وطنية ومصاباً جلل يقتضي تنحي المسئول الأول عن سلطة الطيران المدني أياً كانت مسببات الحادث، مع التأكيد على تحملي لنتائج التحقيق وتبعاته وإفساح المجال لمراجعة البرنامج الإصلاحي الذي يخضع له الطيران المدني منذ ثلاث سنوات في جوانبه المختلفة.”
وجدد المهندس محمد عبد العزيز في البيان الذي تلقت (المجهر) نسخة منه تعازيه لأسر شهداء الطائرة.