عز الكلام
ثورة ضد الجوع!!
أم وضاح
لا يستحق اجتماع مجلس أمناء منظمة بنك الطعام السوداني التي عقدت أمس الأول بقاعة اتحاد أصحاب العمل لا يستحق وصفاً أقل من أنه (ملحمة) حقيقية في العمل الطوعي والوطني والإنساني، وخلوني في البداية أقول إن أكثر ما هو لافت للانتباه ومدعاة للتفكير والتدبر هو المزيج السوداني الصرف لهذا المجلس الذي لم ينحصر في فئة أو ينحاز لحزب أو جماعة أو طائفة، ومجلس الأمناء هذا شكل عضويته نفر عزيز من أبناء السودان تباينوا واختلفوا في الميول والصفات والإمكانيات والألوان، ويكفي أن أقول إن أكثر الحاضرين سُمرة كان شيخ “علي عثمان محمد طه” وأكثرهم بياضاً “أنيس حجار”، وأكثرنا غنى ومالاً “محمد صالح إدريس” وأفقر الجالسين أمة الله، والحمد لله. ولعل هذا التمازج منح إشارات إيجابية أن الأعمال الكبيرة والمهمة لا تتوقف على تطابق الأيديولوجيات أو المهن أو الإمكانيات، لكنها تعتمد على النوايا والإرادة والرغبة في تحقيق وتنزيل مشروع قومي لوجه الوطن والمواطن. ولعل الحديث المهم هو ما ذكره شيخ “علي” بأن هذا البنك لم ولن يعتمد على الإعلانات مدفوعة الأجر للتعريف به بل سيعتمد تماماً على أن يفرض نفسه بأعماله ومبادراته لتكون الإعلان الحقيقي له، وهو ما أكده رئيس مجلس الإدارة الشيخ “هاشم الرواش” والبروف “إبراهيم محمد عثمان” الأمين العام للمنظمة اللذان شرحا عن واحد من أهم أهداف المنظمة والبنك برأيي وهو توفير وجبة لطالبات الداخليات، والدراسات أكدت أن بعضهن لا يتناول إلا وجبة الفطور مما يؤثر على المردود العلمي والأكاديمي، وفي هذه النقطة قلت في مداخلة قصيرة إن إطعام (الحرائر) فرض وواجب لأن الجوع كافر، وكما وصفته بطلة رواية “إحسان عبد القدوس” (لا تسألني من أنا).. الناس لو جاعت مش تبيع جناها الناس تبيع لحمها.. لذلك أعتقد أن الدور الذي سيلعبه هذا البنك يتعدى إسكات صراخ البطون الجائعة أو سند الأجساد الهزيلة إلى الحفاظ على كرامة وشرف البني آدم من الذل والهوان!!
ولعلي لم أخف دهشتي واستغرابي وظللت أحدث نفسي لدقائق وشيخ “علي” يقول إن واحداً من تحديات العام المقبل هو إيجاد الدعم لتشييد مقر لهذا البنك، ومصدر دهشتي أن المقر والمكان كان يفترض أن تتبرع به الحكومة، بل وتبادر به هدية في كامل ألقها وجمالها، لأن البنك مشروع إستراتيجي وطني مهم يفترض أن تدعمه الحكومة على الأقل بالمقر، طالما العمل جميعه طوعي تحتسبه لوجه الله، ومقار الحكومة يشغل أكثرها عديمو الشغلة والموضوع.. صناديق ومؤسسات طق الحنك التي لا يُعرف لها عطاء أو مردود، وأولى بهذه العمارات المكندشة الشامخة منظمات كمنظمة “بنك الطعام السوداني” الذي يخوض معركة ضد الفقر والجوع وإهدار الطعام لدى الموسرين الذين يبالغون في المناسبات، أما كرماً أو بوباراً وفي كلتا الحالتين هو إهدار ظالم من العدل أن يوجه إلى من يستحقونه وما أكثرهم من الفقراء والمحتاجين.
في كل الأحوال.. التحية لمجلس أمناء بنك الطعام والتحية لكل سوداني سيتفاعل مع الفكرة ويطبق بنودها بشكل شخصي ولو في أضيق نطاق لتتسع بعد ذلك وتصبح قبة بعد أن كانت أصغر من الحبة!!
{ كلمة عزيزة
التأم شمل أسرة (المجهر السياسي) أمس بدارها العامرة وهي تحتفل بإطفاء شمعة من شمعات النجاح والتفوق والتميز، تزامن هذا الاحتفال مع إحرازها المركز الثالث في روليت منافسة الصحف السودانية.. وخلوني أقول إن (المجهر) بالنسبة لي ما عادت فقط هي النافذة التي من خلالها تنداح آرائي وأفكاري وكتاباتي، لكنها أصبحت أسرتي وبيتي وكل من فيها هم أصدقاء وأشقاء وصديقات وشقيقات عزيزات يجمع بيننا الود والمحبة وجميل المشاعر.. وكيف لا يكون هذا الصفاء والنقاء هو سيد الموقف، وعلى رأسها فارس الكلمة “الهندي عز الدين” صاحب المواقف التي لا تتزحزح ولا تتبدل ولا تتغير رسوخاً وثباتاً، وعلى رأسها أيقونة من أيقونات الطيبة والأدب الجم، الأستاذ “صلاح حبيب” وعلى هذين المثالين قس وتأمل بقية العقد الفريد النضيد الذي امتدت جسور المحبة بينه وقراء أعزاء لهم نكتب ومنهم نستمد الوحي والقوة وجدية الرسالة.
فالتحية لـ(المجهر) في عيدها.. وكل عام وهي بألف خير.
{ كلمة أعز
يفترض أن القيادة السياسية والقيادات الاقتصادية تعي وتعلم نبض الشارع، وهذا العلم يجعلها تقف على حقيقة أنه ليس كل من يسافر إلى الخارج ماشي فسحة أو يدلع نفسه، لذلك ما فارقة معاه يشتري الدولار من السوق الأسود أو البمبي.. هناك مرضى وأصحاب حالات خاصة (يطفحون الدم) للحصول على بضعة آلاف تصبح ملاليم عند تحويلها إلى عملة حرة!! فمتى يستمر هذا العذاب؟!