رأي

عز الكلام

الأسوأ من الأزمة عدم وجود أزمة!!
ام وضاح
ظللنا نهار الجمعة نتجوّل ما بين محطات الوقود في محلية بحري حتى آخر رمق في مخزون جسدنا ومخزون العربة التي تقلّنا ولم نجد وقوداً، ليدلنا حدسنا أو ربما حظنا نحو إحدى المحطات بالقرب من برج البركة الخرطوم لنجد مطلبنا بعد جهد جهيد وحالنا كمن وجد شربة ماء في وسط الصحراء، ومن بين دهشتي وحيرتي سألت عامل الطلمبة كيف يعني عندكم بنزين وبحري كلها ليس فيها لتر واحد؟  ليفاجئني أنني لست الشخص الواحد القادم من إحدى قِبَل الخرطوم الأربع ويسأل ذات السؤال، ويفاجئني أكثر بتحليل مفاده أن الطلمبة التي يعمل بها واجهة وبالتالي تصله حصته كافية حتى لا تحدث أزمة وصفوف تشوه هذه الواجهة بمعنى وتفسير لحديثه أن المسؤولين عن توزيع الوقود يعملون بنظرية (الحديقة الخلفية) التي تكون مليئة بالمهملات والنفايات ويحرصون على نظافة باب المنزل رغم أن الفعل والتصرّف لا ينفي أو يلغي حقيقة هذه النفايات وما تجلبه من نتائج سالبه وغير صحية، لكن حتى لو حرصت الوزارة على أن تعطي طلمبات الواجهة حصتها في الوقود إلا أن هذا لا يعني عدم وجود أزمة حقيقية ظلت تعاني منها الخرطوم لمدة أسبوعين. وعلى فكرة المواطن من كثرة الأزمات التي ظل يتعرّض لها اكتسب مناعة من هول الصدمة الأولى لكن على الأقل ومن باب الأمانة والشفافية أن يملك معطيات وأسباب هذه الأزمة! شنو يعني الطلمبات فاضية وما فيها بنزين ووزير الطاقة يلزم الصمت بلا تصريح ولا تبرير ولما فتح الله عليه بحديث برر للأزمة بأنها سوء في التوزيع وتعاطي الوكلاء مع الوقود، طيب يا سعادتك، في أسوأ من كده شنو أن تكون السلعة متوفرة وهناك أزمة هذا أسوأ من أن تنعدم السلعة من أساسه، على الأقل ده مبرر لانعدامها عن متناول المواطن! وبعدين كدي النسألك سؤال التوزيع ده مش مسؤولين عنه كوزارة عبر المؤسسة السودانية للنفط ولا أنا غلطانة؟؟ طيب وين الإجراءات التي اتخذتها كوزير تجاه المقصرين والفاشلين الذين صنعوا أزمة رغم أن السلعة موجودة وتفيض؟ وهذا لعمري هو الكارثة بعينها أن يكون الوقود بالمستودعات وتتراص الصفوف أمام الطلمبات مما يترتب عليه نتائج أخرى من تعطيل حال البلاد والعباد.
في كل الأحوال أزمة الوقود الأخيرة وحالة السكوت واللا إجابات التي صاحبتها فيها كثير من اللامبالاة بالمواطن اهتماماً أو توضيحاً فيما يشبه شعار العاجبه عاجبه والما عاجبه يضرب رأسه في الحيطة.
كلمة عزيزة
أعتقد أنها خطوة مهمة وتحول مفصلي في أداء البرلمان أن يمتلك حق عزل رئيس الوزراء في حال سحب الثقة عنه والخطوة تأتي أهميتها في أنها تعيد للبرلمان هيبته المفقودة وثقة المواطن فيه بعد أن اعتبره الكثيرون مجرد خيال لا يهش ولا ينش لكن هيبة هذا الحق لا أظنها تعتمد فقط على المواد أو القانون بقدر ما أنها تعتمد على هيبة النواب أنفسهم والإرادة التي يفترض أن تتوفر من قبلهم ليكونوا رقباء وأوصياء على حقوق المواطن السوداني وكم من قوانين ومواد ولوائح وفرها الدستور وفصلها وملكها لمؤسسات وجهات عديدة لكنها ظلت جامدة وخاملة لأنها لم تجد القلب الحار الذي يتبناها أو الساعد القوي الذي يضرب بها من جديد.
إلا أن المهم أكثر برأيي في جزئية عزل رئيس الوزراء التي منحت للبرلمان أنها بمثابة جرس إنذار للجهاز التنفيذي القادم أنه تحت مرمى نيران البرلمان، وإذا كان رئيس الوزراء يجلس على كرسي الحلاق فعلى بقية الجماعة أن يبلوا رؤوسهم.
كلمة أعز
الذي أفهمه أن أي مؤسسة أو جهة يفترض أن تحتفي وتفتخر يسعى منسوبوها لتطوير مهاراتهم وتزويد خبراتهم بمزيد من الدراسة والعلم خاصة إذا كانت مؤسسة إعلامية أو إبداعية إلا التلفزيون القومي المصره (ديناصوراته)  على التقليدية والرتابة وإلا ما معنى أن توضع العراقيل أمام مذيعه حتى لا تنتظم في رسالتها للماجستير ولي عودة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية