مسالة مستعجلة
لِمَ التأخير في إعلان الحكومة؟
نجل الدين ادم
قبل نحو (4) أشهر أقرت الهيئة التشريعية القومية (المجلس الوطني + مجلس الولايات) بعض التعديلات الدستورية المتعلقه بالترتيبات العاجلة لتشكيل الحكومة التي أقرها مؤتمر الحوار الوطني وتوافقت عليها القوى السياسية، وبعد ذلك سرت المعلومات تباعاً عن ترتيبات قريبة لتشكيل الحكومة الجديدة المناط بها تنزيل الاتفاق الذي تم، مر الشهر الأول والثاني ولم يحدث شيء، جاءت من بعد ذلك تصريحات المسؤولين بأن الحكومة ستعلن في شهر فبراير ولم تتحرك شولة، توالت التصريحات المبشرة من المسؤولين من بعد تسمية رئيس الوزراء وأحس الجميع بأن ساعة الصفر قد أزفت، لكن التصريحات جاءت بأن أياماً قليلة ستفصل الناس عن إعلان الحكومة الجديدة ومضت الأيام ولا جديد!.
الصورة المؤسفة أن الدستوريين ظلوا في مواقعهم التنفيذية طوال هذه المدة في حالة توجُّس وترقب لما هو قادم، والتصريحات تترى من هنا وهناك، طبيعي أن تتلبس المسؤولين أو الوزراء حالة من الاضطراب ونحن نحاصرهم طوال هذه المدة بأن قادمين جداً ربما يحلون مكانهم وأن فرص بقاء الوزير الفلاني قليلة وهكذا.
لا أعرف ما سر هذا التطاول في الزمن لإعلان الحكومة، أنا متأكد أن مدة ثلاثة الأشهر التي مضت أو تزيد سيكون مستوى الأداء التنفيذي فيها متدنياً للغاية نظراً إلى أن أذهان الوزراء وغيرهم من المسؤولين في شرود عن الأداء والعطاء لأن الذي يبقى في تفكير هؤلاء فقط هو: هل سأكون خارج حلبة الحكومة القادمة أم داخلها؟، الحكومة ليست بحاجة لهذا التطاول في الزمن حتى لو كان على حساب ضم شركاء جدد للحكومة، لأن التأخير ستكون عاقبته فقدان الثقة من قبل بعض الجالسين في الرصيف ومن المنتظرين والمتفرجين، التأخير تبعاته السالبة أكثر من الإيجابية، إذاً كيف تضمن حكومة المؤتمر الوطني حسن الأداء للوزراء في ظل هذه الشره والانتظار المقلق، ليس بالضرورة أن تنتظر الحكومة الإعلان الكامل للحكومة إذا كان هناك أي تعذر في التوصل إلى اتفاق مع حزب بعينه أو شخصية اعتبارية بذاتها، يمكن لرئيس مجلس الوزراء أن يعبر هذه العثرات إلى إعلان حكومة ولو جزئية حتى يضع حداً لهذا التطاول غير المنطقي، لن تكون هذه هي المرة الأولى أن تعلن حكومة جزئية ليتم من بعد ذلك تكملتها، لأن المؤتمر الوطني فعلها من قبل، أدركوا الإعلان عن الحكومة القادمة لأنه لم يعد هناك صبر لأولئك المنتظرين، أو لهؤلاء الجالسين على كرسي من نار، العاقبة كما ذكرت ستكون سيئة، لذلك يستحسن أن يعلن رئيس الوزراء ما تم الاتفاق عليه من تشكيل للحكومة وينتظر ما لم يتم الاتفاق عليه حتى التوصل إلى رؤية مشتركة وتوافق، سارعوا حتى لا تدعو مجالاً لهاجس الانتظار أن يتسرب أكثر مما هو الآن في نفوس الوزراء والدستوريين.. والله المستعان.