ربع مقال
الخرطوم والرياض .. رسائل للجميع
خالد حسن لقمان
ما كنت أعتقد أن مناورات الدرع الأزرق التي نفذها أخيراً كل من السودان والمملكة السعودية ستكون بمثل ما خرجت به، فقد كنت أظن أنها لن تخرج عن كونها مناورات رمزية لها رؤية سياسية أكثر مما لها من أهداف عسكرية وذلك قياساً لمؤشرات واقع الحالة الإقليمية للدولتين.. ولكن يبدو أن الدولتين وقياداتهما السياسية والعسكرية قد أعدتا لمناورات ميدانية حقيقية وواسعة شاركت فيها (أسراب) من آخر ما دفعت به العقلية البشرية في مجال صناعة الطائرات الحربية، وبالرغم من معرفة الجميع بامتلاك العربية السعودية لأقوى سلاح طيران بالمنطقة برمتها إلا أنه لم يكن هناك أحد من هؤلاء ينتظر أن تشهد مدينة مروي السودانية هذا التشكيلة المدهشة من الطائرات الحربية وأدوات وعتاد سلاح الجو على هذا المستوى المتقدم والمدهش.
ويبدو أن ما عاشته الخرطوم والرياض خلال الفترة الماضية من التحام مشترك على الميدان العسكري قد أودع قناعة لدى الطرفين بأهمية كل منهما للآخر بما يحقق لديهما معنى الشراكة الحقيقية والمصلحة المشتركة الواحدة فكان لابد لهما الآن من إعلان هذا الأمر للجميع ليس من على الأرض فحسب بل ومن فوق السماء.