" تلفون" و"الحلو" وجهان لعملة واحدة!!
نشرت (المجهر) بعددها الصادر يوم (السبت) الماضي، مقالاً مطولاً للواء “تلفون كوكو” القيادي بالحركة الشعبية والجيش الشعبي، كتبه من مقر إقامته في “جوبا” .
المقال عبارة عن هجوم مكثف على الفريق “عبد العزيز الحلو” القائد العام للجيش المتمرد في جنوب كردفان ونائب رئيس الحركة (المستقيل)!.
سرد الجنرال “تلفون” قصصاً طويلة عن سعيه الدؤوب لتوضيح أخطاء اتفاقية (نيفاشا) في ما يتعلق بمنطقة “جبال النوبة”، وتحديداً المادة (20 ب) من برتوكول المنطقتين ضمن اتفاقية السلام الشامل الموقعة في يناير عام 2005 م.
الجنرال “كوكو” حدثنا بإسراف عن تنبيهه، بل تحريضه لضباط وجنود الجيش الشعبي من أبناء (جبال النوبة)، بأنهم سيتبعون لـ(شمال السودان) في حالة انفصال (جنوب السودان)!!.
يخوفهم من (الشمال) في العام 2005 م، ثم يعيد تحذيراته الآن في العام 2017 م، ليستغلها في الهجوم على “عبد العزيز الحلو”، والتأكيد على فشله الذريع في كل المهمات التي أوكلت إليه، وعلى رأسها مصير جبال النوبة!!.
يردد “تلفون كوكو” هذه الرسائل الآن، ليزايد على “الحلو” في مستويات الولاء والانتماء لأهلنا (النوبة)، ولا يستحي أن يحدثنا بعد كل الكوارث والنوازل التي ألمت بشعب جنوب السودان إثر انفصاله عن الشمال في العام 2011م، عن أنه كان حريصاً جداً على انضمام (جبال النوبة) لجنوب السودان عند الانفصال!!.
وإذا كان ذلك حلماً جميلاً ووهماً كبيراً عاشه الأخوة (الجنوبيون) من عام الاتفاقية المؤسسة على فكرة (الانفصال)، وإلى العام 2011م، يوم أن صوَّتوا تحت بنادق الجيش الشعبي، بأغلبية ساحقة لصالح (استقلال) جنوب السودان، فإنه من غير اللائق ولا المناسب، لا عقلاً و لا منطقاً و لا كياسة، أن يخرج اليوم اللواء “تلفون” حاكياً لنا بطولاته التوهمية وسعيه الدؤوب لقرع الطبول منبهاً لخطر ترك (النوبة) جزءاً من (الشمال) يوم إعلان الانفصال!!.
إذن “عبد العزيز الحلو” بما قاله “تلفون”، أقل درجة في السوء وأدنى غلاً في العداء للشمال والعروبة والإسلام من الجنرال “تلفون كوكو”.. ويا سبحان الله.
إن هؤلاء القوم مسدودي الأفق لا يتعلمون من التجارب، ولا يتعظون مما حاق بغيرهم، فهاهم يريدون أن يدفعوا أهلنا و أحبابنا في (جبال النوبة) إلى ذات التهلكة التي ساق إليها “سلفاكير” و”باقان” و”الحلو” نفسه، شعب (الجنوب) الذي كان غائباً ومغيباً عن الوعي، وكنا نحن شعب وحكومة الشمال نتفرج على مشاهد ارتكاب الجريمة، بزعم أننا غداً سنرتاح .. يوم أن (يغور) الجنوبيون منا!!.
إن جنرالي الحرب “الحلو” و “تلفون” وجهان لعملة واحدة هي (العنصرية) المقيتة التي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الجنوبيين .. قتلى وجرحى ومشردين في حرب (سلفا و مشار).
لا فرق بين “تلفون “والحلو” .. غير صراعهما على نيل مقعد (القيادة) المهترئ للمتمردين المضللين والمغيبين في جنوب كردفان .