ربع مقال
السودان ومصر .. مالكم كيف تحكمون؟
خالد لقمان
.. لا أدري إلى أين يمكن أن تؤدي حالة العلاقة المتذبذبة والمتأرجحة في المواقف ودرجات الاقتراب والابتعاد بين السودان ومصر.. ولعله من الغريب جداً أن تكون مسببات هذه الحالة التي باتت بوضعيتها هذه شبه دائمة في شكلها وتاريخية في امتدادها الزمني منذ قبيل استقلال البلدين.. واضحة للجميع..فإن كان الأمر كله متعلق بقضية حلايب فلماذا لا يستجيب البلدان لنداء الحل الدائم والمستقر؟.. فإذا تعذَّر الوصول لحل ثنائي دون طرف ثالث فلتوافق مصر إذاً على الحل الدولي، وأن جاءت النتيجة لصالحها فليكن ذلك، وأن جاءت للسودان فلن تذهب حلايب حينها لإسرائيل، حيث ستظل بلدة سودانية صغيرة مفتوحة لكل شعب الكنانة بمثل ما هي كل أرض السودان الآن لكل أبناء مصر الشقيقة.. أما أن كانت هنالك خلافات غير معلنة بين حكومتي البلدين، فعلي من يمسك بالأمر هنا وهناك أن يدرك بأن شعبي البلدين يرفضان تماماً أن يقف شيء ما، أمام طموحاتهما للبناء المشترك، وهاهو العالم من حولنا يتقدم متحالفاً متحداً بلا تاريخ مشترك ولا دين واحد ولا لغة واحدة ولا نيل واحد.. فمالكم يا هؤلاء كيف تحكمون؟.